الكيمياء في الطب
دور الكيمياء في الطب
فيما يأتي شرح لدور الكيمياء وعلاقتها بمجال الطب:
إنتاج العقاقير والأدوية
للكيمياء دور كبير في تطوير مجال الطب والرعاية الصحية، ومن أهم الأدوار التي تلعبها الكيمياء في مجال الطب هو إنتاج العقاقير الجديدة كالإنسولين ، واستخدام التحليل الكيميائي في تحليل الأدوية وإدخال المركبات الكيميائية الجديدة عليها لتطويرها، ويحتاج تطوير أو إنتاج دواء جديد لأي من الأمراض إلى وقت طويل وإجراءات معقدة، إذ يجب دراسة كيمياء المرض، وكذلك كيفية تأثير هذا الدواء على جسم الإنسان، كما يمر إنتاج هذا الدواء بعدة مراحل قبل اعتماده، أهما تجريبه على الحيوانات، فقد يعمل الدواء بشكل جيد على الحيوانات، ولا يعمل على البشر، فمن بين مائة دواء تيم تطويره لعلاج مرضٍ ما، قد لا يكون سوى عدد قليل فقط هو الآمن والفعّال.
إنتاج المواد الطبية الجراحية
تساهم الكيمياء في تحضير وإنتاج المواد المستخدمة في الجراحة كالغرز، والجلد الاصطناعي، والمواد المعقمة، فعند إجراء عملية جراحية لا يلزم إزالة الخيوط الجراحية المستخدمة في تخييط الجروح، لأنها تذوب في الجسم بعد فترة من الزمن دون أن تسبب أي ضرر، وغالبًا ما تكون الأوعية الدموية البديلة للقلب وأنواع الجراحة الأخرى مصنوعة من مواد كيميائية لا تتفاعل مع أنسجة الجسم، لذلك لا يرفضها الجسم، ويمكن استخدام الجلد الصناعي ليحل محل الجلد البشري في علاج وتجميل الحروق.
التقنيات وأجهزة التحليل الكيميائية
عند إجراء الفحوصات والاختبارات السريرية لمعرفة ارتفاع نسبة الكولسترول أو السكري في الدم، فيتم إجراؤها باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات وأجهزة التحليل الكيميائية، وبفض التطور في علم الكيمياء فإن هذه الأجهزة متاحة للاستخدام لدى عامة الناس، وليست حكرًا على ذوي الاختصاص.
أهم المساهمات الكيميائية في المجالات الطبية
ساعد تطور علم الكيمياء على مر الزمن في اكتشاف العديد من الأدوية والمركبات التي حافظت على حياة البشر، ومن أهم المساهمات الكيميائية في المجالات الطبية هي:
- فيتامين سي: اكتشف العالم الكيميائي ألبرت زينت جيورجي في ثلاثينيات القرن الماضي حمض الأسكوربيك، المعروف أيضًا باسم فيتامين سي (بالإنجليزية: Vitamin C) الذي يمكّن الجسم من استخدام الكربوهيدرات والدهون والبروتين بكفاءة عالية، ويعد اكتشافه هذا من بين أهم أسس التغذية الحديثة التي عانت البشرية نقصًا في فهمها من قبل.
- السموم الصناعية: سعت العالمية الكيميائية أليس هاميلتون في اكتشاف السموم الصناعية، وساهمت في جعل مكان العمل الأمريكي أقل خطورة، فبحثت في الأجزاء الأكثر خطورة في أمريكا الحضرية، وفي المناجم، والمصانع، إلى أن أصبحت خبيرةً رائدةً في الصحة والسلامة الكيميائية.
- التمثيل الغذائي للكربوهيدرات: أجرى كل من كارل وجيرتي كوري في بداية العشرينيات من القرن الماضي، سلسلة من الدراسات الرائدة التي أدت إلى الفهم الحالي لعملية التمثيل الغذائي للسكريات، فدرسوا كيفية استقلاب للجلوكوز داخل الجسم، وطوروا فهم كيفية إنتاج الجسم للطاقة وتخزينها، وكانت النتائج التي توصلوا إليها مفيدة في تطوير علاجات مرض السكري، وفي عام 1947، تقاسم كل منهما جائزة نوبل لاكتشافاتهم.
- موانع الحمل: بدأت صناعة هرمون الستيرويد في المكسيك في ثلاثينيات القرن الماضي، بحيث بدأت المكسيك في إدخال الهرمونات الجنسية في الصناعات الدوائية، بحيث حقق المكسيكي راسل ماركر أول تخليق عملي لهرمون الحمل المعروف باسم البروجسترون، واستمرت الأبحاث حول الهرمونات الجنسية في المكسيك، مما أدى إلى تصنيع أول مانع حمل فموي عام 1951.
- البنسلين: اكتشف العالم البريطاني ألكسندر فليمنج، أول مضاد حيوي فعال عن طريق الصدفة، وهو البنسلين في عام 1928، ويعتبر اكتشاف البنسلين أحد أعظم التطورات في الطب العلاجي، وبدًأ لعصر المضادات الحيوية، وساهم اكتشاف البنسلين بشكل فعّال في علاج مرضى السكري حتى وقتنا الحالي.
- العلاج الكيماوي: ساعدت أدوية العلاج الكيميائي الجديدة المشتقة من المنتجات الطبيعية في إنقاذ حياة آلاف المرضى، وكان اثنان من هذه المنتجات الطبيعية هما كامبتوثيسين وتاكسول، بحيث تم عزلهما لأول مرة بواسطة مونرو وول، ومانسوخ واني في معهد مثلث الأبحاث في ولاية كارولينا الشمالية وتعمل هذه المنتجات الطبيعية على قتل الخلايا السرطانية من خلال آليات عمل فريدة وبطرق لم يتوقعها العلماء من قبل، وأدى عمل فريق البحث هذا إلى تطوير وتسويق الأدوية التي تمت الموافقة عليها لعلاج سرطان المبيض والثدي والرئة والقولون وغيرها.
لماذا يجب على طلبة التخصصات الطبية أن يدرسوا الكيمياء؟
تعد الخلفية الكيميائية أو حتى درجة البكالوريوس في الكيمياء درجة مهمة لمرحلة ما قبل الطب، ولا تتطلب كليات الطب تخصصًا جامعيًا معينًا، ولكن الخلفية الكيميائية ستكون مفيدة في دراسة الكيمياء الحيوية المتقدمة، والغدد الصماء، وعلم وظائف الأعضاء وعلم الأحياء الدقيقة وعلم الأدوية، كما تعتبر الكيمياء تخصصًا جيدًا للطلبة الذين يخططون للعمل في المهن الصحية الأخرى مثل الصيدلة، وطب الأسنان، وفحص البصر، والطب البيطري، وفي بعض الجامعات تتطلب هذه التخصصات على الأقل دراسة سنة واحدة للكيمياء العامة وسنة واحدة للكيمياء العضوية النظرية والعملية، كما وجد العديد من الطلبة أن امتلاك خلفية كيميائية يمنحهم ميزة إضافة في العمل بتلك التخصصات وفهمها.