الكلية الحربية اللبنانية (أقدم المؤسسات العسكرية في لبنان)
تاريخ نشأة الكلية الحربية اللبنانية
تم تأسيس الكلية الحربية اللبنانية (Lebanese Army Military Academy) قبل استقلال لبنان من الاستعمار الفرنسي، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، إذا تولّى الجيش الفرنسي تنظيم بعض الوحدات العسكرية في الدول التي كانت تحت سيطرته، خاصة أنّه احتاج إلى مجموعة من الضباط والمُترجمين من العناصر الوطنية التي تنتمي لتلك الدول.
على هذا الأساس صدر قرار من السلطات الفرنسية في عام 1921م لإنشاء وحدة تدريبيّة في مدينة دمشق وأُطلق عليها اسم المدرسة الحربية، وكان الهدف منها إعداد ضبّاط للخدمة في الوحدات الجديدة التي من المُفترض أن يتمّ إنشائها لاحقًا، وقد استمرّت هذه المدرسة بعملها هذا حتى عام 1932م، حيث صدر قرار بنقلها إلى مدينة حمص .
تمّ تسليم المدرسة الحربية في حمص للسلطات السورية بتاريخ 15 آب لعام 1945م، وانتقلت الوحدات اللبنانية ومعها الفرنسية إلى لبنان في مدينة طرابلس والتحق جميع المُدربون والطلاب بتلك الكتيبة العسكريّة، وبتاريخ 25 أيلول من ذات العام انتقلت هذه المدرسة إلى دير مار أنطونيوس في مدينة بعبدا، وبقيت فيها ما يُقارب السنة.
تقرّر بعدها نقل المدرسة الحربية إلى ثكنة شكري غانم في الفياضية بتاريخ 14 تشرين الثاني عام 1946م، وهو موقع الكلية الحربية اللبنانية التي تشغله لغاية الآن، وفي عام 2011م تمّ تغيير اسمها الذي كان (المدرسة الحربية في لبنان) لتحمل اسم الكلية الحربية.
المهام الأساسية للكلية الحربية اللبنانية
عندما أنشئت الكلية الحربية كانت لها مهام خاصة ومن تلك المهام ما يأتي:
- فتح باب القبول للطلبة للالتحاق بالكلية سنوياً، والعمل على تخريجهم في شهر تشرين الأوّل من كلّ عام.
- انتهاء فترة التدريب لجميع الطلبة فيحصلون على رتبة مُلازم بموجب مرسوم رسمي.
- إقامة احتفال سنوي يحضره رئيس الحكومة السورية، حيث يتسلّم الخريجون شهادة آمر فصيل في اختصاص المشاة، أو الخيالة، أو المدفعية، أو الهندسة، كما يستلم الخريج شهادة تُشير بكفاءته لحمل رُتبة مُلازم.
- نَسْب الخريجون للعمل في مُختلف وحدات الجيش.
شروط الالتحاق بالكلية الحربية في لبنان
تضع إدارة الكلية الحربية في لبنان مجموعة من الشروط الواجب توافرها في الطالب الراغب في الانضمام لها وهي على النحو الآتي:
- أن يكون المُتقدم حاملاً للجنسية اللبنانية مُنذ مدة لا تقل عن 10 سنوات.
- أن يكون المُتقدم غير محكوم عليه بجناية أو مُحاولة جناية، أو جنحة أو مُحاولة جنحة.
- أن لا يكون المُتقدم قد تمّ الحُكم عليه بمُدة تزيد عن ستة أشهر، ويجري تطبيق هذه الأحكام على كلّ شخص كان محكوم وحصل على ردّ اعتبار بصدور عفو عام أو خاص.
- أن تكون حالة الاجتماعية عازباً، أو أرمل، أو مُطلقًا من دون أن يكون له أولاد.
- أن يكون من ذوي السلوك الحسن والأخلاق العالية، بعيداً عن السلوكيات غير الأخلاقية.
- أن يتعهّد بالمُوافقة على التطوّع وبالمُدّة التي تُحدّدها المُؤسسة التي سيعمل لصالحها.
- أن يتعهّد بالمُوافقة على التخلّي عن جميع الانتماءات، أو الارتباطات الحزبية، أو الجمعيات ، باستثناء النقابات المهنيّة دون حضور أيّ اجتماع تعقده.
التطوّع من داخل المؤسسات العسكرية
في تطوّر مُلفت للنظر، قرّرت قيادة الجيش اللبناني في عام 2016م، أنّ الالتحاق بدورات الكليّة الحربيّة سوف يقتصر فقط على الأشخاص الذين هم من ضمن العاملين في السلك العسكري، وذلك تفادياً لأي انعكاسات سيئة قد تُصيب المنظومة العسكرية والهيكلية التنظيمية لها، مع مُراعاة النظام القائم على الطائفة والمعمول به في عموم البلاد.
مراحل الدخول إلى الكلية الحربية
هنالك مراحل ينبغي على المُتقدم اجتيازها للالتحاق بالكلية الحربية، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يشترك فقط المُرشحون الذين يجتازون المرحلة السابقة، كما أنّ قيادة الجيش اللبناني وبعد المُوافقة من إدارة المجلس العسكري تصدر سنوياً الشروط الخاصّة بكلّ مرحلة من المراحل الأربعة، وهي على النحو الآتي:
- المرحلة الأولى
تتضمّن مجموعة من الاختبارات النفسيّة .
- المرحلة الثانية
تتضمّن مجموعة من الاختبارات الرياضيّة.
- المرحلة الثالثة
تتضمّن مجموعة من الاختبارات الطبيّة.
- المرحلة الرابعة
تتضمّن مجموعة من الاختبارات الخطيّة والتقديريّة.
عملية التدريب والتنشئة في الكلية الحربية اللبنانية
تسعى الكليّة الحربية في لبنان إلى العمل على تدريب وتنشئة مجموعة من الشباب اللبناني ليكون قادراً على أداء العديد من المهام، ومن هؤلاء:
- الطلاب الضبّاط في الجيش، والأمن الداخلي، و الأمن العام ، و أمن الدولة ، وأمن الجمارك اللبنانية.
- الضباط الاختصاص الذين يتمّ تعيينهم كضباط مُتمرنين.
- الضباط الأعوان من خلال دورات آمر السرية.
- الضابط المُجند لخدمة العلم.
- حملة الرُتب المُؤهلين للعمل على ملاك الضباط.
تجدر الإشارة إلى عمليات التدريب والتنشئة في الكلية الحربية في لبنان تشمل العديد من النواحي وهي:
- التنشئة المعنوية والوطنية للطلاب.
- التنشئة العسكرية.
- الإعداد من حيث المقدرة الجسدية.
- التنشئة العلميّة والثقافة العامّة.