القراصنة: حقيقة أم خرافة
القراصنة: حقيقة أم خرافة
من منا من لم يسمع عن القراصنة؟ أو ما يُشار إليهم عادة بلصوص البحار، حيث انتشرت العديد من القصص والأفلام التي تتحدث عن القراصنة وصفاتهم وأفعالهم، فمنهم من صوّر بأرجل خشبية ومنهم من يحمل ببغاء على كتفه أو خطاف بيده، وكثيراً ما يتم ربط الكنوز المدفونة مع قصص القراصنة، مثل قصة البحث عن الكنز، أو جزيرة الكنز ، أو فيلم جاك سبارو، أو بلاك بيرد، إذ يعدان من أشهر شخصيات القراصنة الخيالية التي تم تصويرها أو التحدث عنها، لكن هل ما نشاهده في هذه الأفلام ونسمعه بالقصص عن القراصنة حقيقة أم خرافة؟
مما لا شك فيه أن وجود القراصنة كان حقيقياً خاصة في ما يسمى بالعصر الذهبي للقراصنة والذي كان في عام 1700 واستمر حتى عام 1725، إذ لقبوا بلصوص البحار حيث لا تخلو أعمالهم من العنف والجرأة والسطو على السفن الأخرى، لكن انتشرت العديد من الخرافات والأساطير المتعلقة بالقراصنة واختلطت مع الحقائق وانتشرت بين الناس، لذا في هذا المقال سوف نتطرق لما هو صحيح وما هو مجرد أساطير عن القراصنة.
من هم القراصنة؟
القراصنة هم مجموعة من البحارة اللصوص يسافرون على سفنهم في البحار والمحيطات، وعادة ما كان القراصنة يستهدفون السفن الأخرى لسطوها واستيلاء ما عليها من ثروات، كما أن بعض القراصنة كانوا يشنون هجماتهم على المدن الساحلية ويقومون بسرقة كل ما تطاله أيديهم من المال أو المجوهرات أو حتى الطعام والشراب. غالباً ما يصور لنا أن القراصنة مغرورون وجريئون أو أشرار ووحشيون، ولكن في الواقع كان معظمهم أشخاصًا عاديين أجبروا على اللجوء إلى النشاط الإجرامي وترك عائلاتهم لتغطية نفقاتهم.
أين كان يعيش القراصنة؟
كان يعيش القراصنة على سفينة في البحار والمحيطات، حيث ينام القبطان في حجرة خاصة به، أما باقي القراصنة أو الأقل مرتبة فينامون في العراء، إما على أرجوحة شبكية أو على الأرض، أو على سطح السفينة، وغالبًا ما كانت مناطق المحيط الهندي ومدغشقر أماكن آمنة لإقامة القراصنة، إذ أنها خارج قانون وحكم الدولة.
حقائق عن القراصنة
من بعض الحقائق المؤكدة عن القراصنة وحياتهم في ذلك العصر ما يأتي:
ارتداء رقعة سوداء على أعينهم
الحياة في البحر قاسية جدًا على القراصنة، حيث تسببت المعارك والقتال في العديد من الإصابات، إذ كان القراصنة يحاربون بالسيوف والأسلحة النارية والمدافع، وقد كان المسؤولون عن المدافع على متن السفينة في أسوأ حال، إذ تسبب موقعهم هذا في فقد العديد من العيون وإصابة أو قطع الساقين ومشاكل أخرى مثل الصمم من انفجار المدافع، فيضطرون لارتداء رقع العين السوداء.
رفع علم جولي روجر
أحد الجوانب القليلة في حياة القراصنة التي لم تتغير على مر القرون هو استخدام علم القرصان "جولي روجر"، ويأتي المصطلح من اللغة الفرنسية Jolie rouge، في إشارة إلى العلم الأحمر الذي استخدمه القراصنة في القرن السابع عشر، وقد تطور هذا إلى العلم الأسود مع الجمجمة التي نعرفها اليوم، حيث كانت الهياكل العظمية والأسلحة بمثابة تحذير لما قد يحدث إذا رفض الضحية الاستسلام.
ارتداء الملابس الفاخرة
أحب القراصنة ارتداء الملابس الفاخرة التي سرقوها، كما أنهم كانوا يرتدون باروكات مجعدة، كما كانوا يتعمدون الظهور بمظهر شرس ومخيف من خلال إطالة اللحى.
قواعد صارمة للسفينة
كانت كل سفينة قراصنة تقريبًا تحتوي على مجموعة من القواعد التي يجب أن يوافق عليها جميع القراصنة الجدد، إذ يتم تحديد كيف سيتم تقسيم المسروقات، ومن عليه أن يفعل ماذا وما هو متوقع من الجميع، وقد كان القراصنة يعاقبون على القتال على متن السفينة، وهو ما كان ممنوعًا تمامًا.
خرافات عن القراصنة
من بعض الخرافات والأساطير التي تم تداولها عن القراصنة ولم تثبت صحتها حتى وقتنا هذا ما يأتي:
دفن القراصنة لكنوزهم
هناك أسطورة مفادها أن القراصنة دفنوا بضائعهم المسروقة وذهبهم في بعض الأماكن النائية أو في جزر مهجورة، والتي لا يمكن العثور عليها إلا من خلال خرائط الكنوز التي قاموا بإنشائها، لكن الحقيقة هي أن الكنوز المدفونة كانت غير شائعة وأن خرائط الكنوز كانت نادرة بين القراصنة الحقيقيين، كما كان القراصنة يميلون إلى إنفاق نصيبهم من المسروقات على المرح واللهو، كما أن الكثير من المسروقات التي جمعها القراصنة لم تكن على شكل فضة أو ذهب، إذ كان معظمها سلعًا تجارية عادية، مثل الطعام، والخشب، والملابس وما إلى ذلك.
إجبار الناس أو الأسرى على السير على لوح خشبي
يعد هذا الأمر صورة نمطية شائعة جدًا عن القراصنة في الأفلام، إلا أنها مخصصة فقط للدراما، إذ كان القراصنة بالفعل في غاية الوحشية لكن كان لدى العديد من سفن القراصنة قواعد سلوك تحدد كيفية تعاملهم ليس فقط مع الأسرى ولكن بعضهم البعض أيضًا.
جميع طاقم القراصنة من الذكور
لم يكن طاقم القراصنة يقتصر على الذكور فقط، إذ كان هناك بعض القراصنة من الإناث حيث كنّ بمثل قوة وشراسة القراصنة الذكور، ومن أشهر القراصنة الإناث آن بوني، وماري ريد، اللتان أبحرتا مع القرصان "كاليكو جاك" راكهام عام 1719.