القاضي عبد الوهاب
القاضي عبد الوهاب هو أحد فقهاء الأمة الإسلامية، كما كان شاعرًا وأديبًا، ترك العديد من المؤلفات والكتب، كما أنه تولّى القضاء، ولذلك لُقِّب بالقاضي عبد الوهاب.
نشأة القاضي عبد الوهاب
هو أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك بن طوق التغلبي البغدادي الفقيه المالكي، وهو من ذرية مالك بن طوق التغلبي صاحب الرحبة.
وُلِد القاضي عبد الوهاب في عام 973م الموافق 362هـ في مدينة بغداد، ودرس فيها حتى بات من فقهاء المذهب المالكي .
الحياة العلمية والعملية للقاضي عبد الوهاب
الحياة العلمية للقاضي عبد الوهاب
درس القاضي عبد الوهاب على يد كبار الصحابة؛ مثل ابن الجلاب، و الباقلاني ، وابن عمروس، وأبو الفضل مسلم الدمشقي، وغيرهم، ودرس في مدن كثيرة في العراق مثل البصرة والموصل وغيرها.
الحياة العملية للقاضي عبد الوهاب
عُرِفَ عنه نَظمه للشعر الفصيح، وولي القضاء في مدينة ديالى وشمال العراق في مدينة إسعرد (تقع ضمن تركيا الآن) وفي مدينة الدينور (في إيران)، ولكنه قرر مغادرة العراق متجها أول الأمر إلى بلاد الشام، فمر بمعرة النعمان حيث التقى بأبي العلاء المعري ، ومنها غادرها باتجاه مصر وظل فيها حتى وافته المنية.
وبعد أن أتمّ القاضي عبد الوهاب دراسته على يد كبار الفقهاء، بدأ بالتّدريس كما وضع العديد من المؤلفات في فقه المذاهب وأصول الدين و أصول الفقه ، ولكنه قرر مغادرة بلده العراق عام 419هـ، وبالفعل تم له هذا الأمر وكانت محطته الأولة معرة النعمان في الشام، حيث أقام فيها مدة قصير لم تتجاوز الثمانية أشهر وخرج منها في جمادي الأولى عام 420هـ.
أشعار ومؤلفات القاضي عبد الوهاب
أشعار القاضي عبد الوهاب
عند مغادرة القاضي عبد الوهاب لبلده قال أبيات جميلة في حق بلده العراق ومنها:
سلام على بغداد في كل موطنٍ
- وحق لها مني سلامٌ مضاعف
فوالله ما فارقتها عن قلىً لهـا
- وإني بشطي جانبيها لعـارف
ولكنها ضاقت علي بأسـرهـا
- ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كنخلٍ كنت أهوى دنـوه
- وأخلاقه تنأى به وتخـالـف
وعند وصوله معرة النعمان فأنشد يقول:
والمالكي ابن نصرٍ زار في سفرٍ
- بلادنا فحمدنا النأي والسـفـرا
إذا تفقه أحـيا مـالـكـاً جـدلاً
- وينشر الملك الضليل إن شعـرا
كما نظم القاضي عبد الوهاب بعضًا من الأشعار الطريفة والجميلة في ذات الوقت ولعلّ منها ما يأتي:
ونائمة قبلـتـهـا فـتـنـبـهـت
- فقالت تعالوا واطلبوا اللص بالحـد
فقلت لها إني فـديتـك غـاصـبٌ
- وما حكموا في غاصبٍ بسوى الرد
خذيها وكفي عـن أثـيمٍ ظـلامةً
- وإن أنت لم ترضي فألفاً على العد
فقالت: قصاص يشهد العقـل أنـه
- على كبد الجاني ألذ من الشـهـد
فباتت يميني وهي هميان خصرها
- وباتت يساري وهي واسطة العقد
فقالت: ألم أخبـر بـأنـك زاهـدٌ
- فقلت بلى ما زلت أزهد في الزهد
أمّا الأشعار الظريفة التي قالها بحق بغداد:
بغداد دارٌ لأهل المـال طـيبة
- وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها
- كأنني مصحفٌ في بيت زنديق
مؤلفات وكتب القاضي عبد الوهاب
وضع القاضي عبد الوهاب الكثير من الكتب والمؤلفات القيمة، التي بات الناس وطلاب العلم بتداولها من مكان لآخر فانتشرت بشكل كبير في بلاد المغرب والأندلس، ولعلّ من أهم تلك المؤلفات ما يأتي:
- كتاب غرر المحاضرة ورؤوس مسائل المناظرة.
- كتاب شرح فصول الأحكام.
- كتاب النصرة لمذهب مالك.
- كتاب التلقين.
- كتاب اختصار عيون المجالس.
- كتاب المعرفة في شرح الرسالة.
- كتاب البروق في مسائل الفقه.
- كتاب أوائل الأدلة في مسائل الخلاف.
- كتاب عيون المسائل في الفقه.
- كتاب التلخيص في أصوله الفقه.
- كتاب الإفادة في أصول الفقه.
- كتاب شرح المدونة.
- كتاب الممهد في شرح مختصر ابن أبي زيد.
- كتاب الأدلة في مسائل الخلاف.
- كتاب النصرة لمذهب إمام دار الهجرة.
- كتاب الإشراف على نكت مسائل الخلاف.
- كتاب التلقين في الفقه المالكي .
- كتاب المعونة على مذهب عالم المدينة.
- كتاب شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
وفاة القاضي عبد الوهاب
توفّي القاضي عبد الوهاب عام 422هـ، وتم دفنه في القرافة الصغرى بالقرب من شيوخ المالكية في مصر، ولا يزال قبره موجودا لغاية الآن.