الفواكه التي ذكرت في القرآن
الفواكه التي ذكرت في القرآن
توجد العديد من الفواكه التي جاء ذِكرها في القُرآن الكريم ، وبيانها فيما يأتي:
- العنب: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ)، وقُرأت كلمة جناتٍ بالنصب؛ فيكون المعنى أنّ هذه الجنات من أعناب تكون لكم.
- النخيل: شبّه الله -تعالى- هذه الفاكهة بالكلمة الطيبة، في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي رواه ابن عُمر -رضي الله عنه- قال: (إنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً، مَثَلُها كَمَثَلِ المُسْلِمِ، فأرَدْتُ أنْ أقُولَ: هي النَّخْلَةُ، فإذا أنا أصْغَرُ القَوْمِ، فَسَكَتُّ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي النَّخْلَةُ)،
وقد جاء ذكر هاتين الفاكهتين بقوله -تعالى-: (فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)، وجاء ذكرهما على وجه الخصوص دون سائر الفاكهة، لسببين؛ الأوّل هو أنّ العرب الذين نزل عليهم القُرآن كانوا يشتهرون بهما، وذلك ليتذكروا نعم الله -تعالى- عليهم؛ فقد كان النخيل مُشتهراً في الحجاز والمدينة، وأمّا العنب فقد كان مُشتهراً في الطائف، والسبب الثاني هو كثرة المنافع فيهما؛ فالنخل يُنتفع من جميع أجزائه؛ كخشبه، وجريده*، وخوصه*، أمّا العنب فقد جاء ذكر ثمره فقط؛ لأنّه أعظم شيءٍ فيه، وقد جاء ذكرهما بالقُرآن بالتقديم والتأخير فمرّةً بتقديم النخل على الأعناب، ومرةً بتقديم الأعناب على النخل، كما وجاء ذكر النخل لوحده، ولم يذكر العنب لوحده عن النخل؛ وذلك حسب كثرته وقلّته، وحسب نفعه وأفضليّته؛ فالنخل يكون بالعراق والمدينة أفضل من العنب، والعنب في الشام أفضل من النخل وهكذا جاء ذكرهما في القرآن الكريم.
- التين والزيتون: جاء ذكرهما بقوله -تعالى-: (والتين والزيتون)، وجاء ذكرهما خاصّةً عن باقي الثمر؛ لما فيهما من خصائص في الطعام والدواء تُميّزهما عن باقي الثمر، والتين هو أحد الفواكه المشهورة، أمّا الزيتون فيعتبر من الفواكه، كما ويُعتبر من الطعام ، وله زيت توقد فيه السُرُج ليُضيء للناس.
- الرمان: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ)، وقد جاء عن بعض المُفسرين كأبو بكر أنّ الزيتون والرمان يتشابهان من حيث انتشار أوراقهما، فورقهما ينتشر على كامل الغصن ويُغطّيه، وهما لا يتشابهان في الثمر والطعم، وقد قال الفراء: إنّ الرمان يتشابه مع بعضه في لونه وخلقته، ويختلف في طعمه؛ فبعضه حلو وبعضه حامض، وكذلك الزيتون يتشابه في أصل الشجرة، ويختلف في الطعم.
- الموز: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ)، وقال عطاء: إنّ الطلح هو الموز، وكذلك قال القُرطبي: إنّه شجرة الموز، وكذلك يرى جمهور المفسرين أنّ المقصود بالطلح الموز.
- السدر: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (فِى سِدْرٍ مَّخْضُودٍ)، وهو يُطلق على شجر النبق الذي لا يكون فيه شوك.
- الرطب: جاء ذكره في قوله -تعالى-: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)، وهو من أنواع التمر، وقد خصّه الله -تعالى- بالذكر، والرطب هو عكس اليابس.
تفكّه أهل الجنة
للفاكهة في الجنّة العديد من الصفات، وقد ذكرها الله -تعالى- في عددٍ من الآيات؛ كقوله -عزّ وجلّ-: (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ)، فلها أنواع كثيرة لا تنتهي، ويأكل أهل الجنّة منها ما يشتهون، وما تطلبه أنفسهم، ويجدونها متى اشتهوها في أيّ وقت، وذلك بخلاف فاكهة الدُنيا التي تكون مُقيّدةً بوقت، قال -تعالى-: (وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ)، كما وقال: (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ)، وفاكهة الجنّة تكون ممّا تشتهيها الأنفس سواءً من أنواع وألوان وأشكال؛ فقد قال -عزّ وجلّ-: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ).
الفواكة في اللغة
تُعرّف الفواكه في اللُغة بأنّها الشيئ الذي يُتمتَّع ويُتلذّذ به، ويُقال تفكّه فُلانٌ بالأكل؛ أي أكل ما لذّ منه، وهي مأخوذه من كلمة يتفكّه، فيُقال تفكّه تَفَكُهاّ فهو مُتفكِّه، والمفعول منها متفكَّهٌ به، وأمّا كلمة فاكهة فتُطلق على كُلّ ما يتفكه به الشخص من أيّ نوعٍ من أنواع الثمار .
الهامش
*جريد النخل: هي أغصان شجرة النخل التي تزال عنها أوراقها.
*خوص النخل: هو ورق شجرة النخل ويطلق عليه الخوص.