الفلسفة الإنسانية وتطبيقاتها التربوية
الفلسفة الإنسانية
ظهرت الفلسفة نتيجة لتساؤلات الإنسان عن وجود الله تعالى وتكوين الكون، فأساس الفلسفة هو الإجابة على الأسئلة المطروحة حول الكون وحقائقه، وفي العصور الوسطى ركزت الفلسفة على وجود الله سبحانه وتعالى، وتحولت في عصر النهضة إلى تقدير الإنسان ككائن بشري، ومع ظهور العلوم التجريبية في العصر الحديث أصبح هدفها الرئيسي هو الإنسان، وهذا أدى إلى ظهور تخصصات كثيرة كعلم النفس والتحليل النفسي وعلم الاجتماع وعلم الإنسان والعلوم السياسية وغيرها من العلوم.
الهدف من الإنسانية بمنظور الفلسفة
تهدف الإنسانية إلى خلق إنسان يمتلك التميز الفكري والجسدي، والقدرة على العمل الصالح في جميع المواقف التي قد تواجهه، حيث تتمثل بالاهتمام بالإنسان وباحتياجاته ورغباته البشرية، فالإنسانية ليست نظاماً فلسفياً بل موقفاً أو نظرة إنسانية تؤثر على الفلسفة والمعتقدات الفعلية، وقد لاقت العلوم الاجتماعية صعوبة في تعريف الإنسانية فاعتبرت الإنسانية مصطلح تقني وفكري وأخلاقي يستند على الإنسان المميز وليس الخارق للطبيعة، وأن التجارب الشخصية السابقة له تُعلمه وتشكل لديه مجموعة من المعتقدات، وهذه المعتقدات أو الفلسفة الشخصية تُشير إلى كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين.
أنواع الفلسفة الإنسانية
هناك نوعان من الفلسفة الإنسانية من المنظور الديني، وهما:
- الإنسانية العلمانية؛ والتي ترفض اتخاذ الدين كأساس للأخلاق، وتدعو للانفتاح والاستناد على تقليد الثقافات الأخرى.
- الإنسانية الدينية؛ والتي تركز على خدمة الدين والمجتمع، لتحقيق التكافل الاجتماعي.
أهم تطبيقات الفلسفة الإنسانية في التربية
ترتبط الفلسفة بالتعليم ارتباطا كبيراً فمدى إدراك المعلم لمعتقداته وتعاطفه مع الآخرين بنفس الوقت تجعله أكثر فاعلية، لذا يجب أن يسعى كل معلم إلى تطوير فلسفته التعليمية حتى يصل إلى أفضل مستوى من الفاعلية و الكفاءة في عملية التعليم ، وقد ظهرت مذاهب كثير ونظريات قدمت للمعلم وللمؤسسات التعليمية بعض الأمور التي يمكن تطبيقها في عملية التعليم والتي تُساهم في زيادة فاعلية وكفاءة التعليم بما يتناسب مع شخصيات وقدرات الطلاب، ومن هذه المذاهب ما يأتي:
المذهب الطبيعي في التعليم
وفيما يأتي أبرز النقاط التي شملها المذهب الطبيعي في التعليم:
- وجود المدرسة هو ضرورة طبيعية، والتعليم مهم جداً لأنه يساعد على التطور الطبيعي للطفل.
- الطبيعة البشرية تفرض منح الطفل فرصاً للتطوير الحر في جو تعليمي قائمة على الحرية لتحريره من القيود والتدخلات.
- ينصب تركيز الطفل على النشاط أو التعلم من خلال الحركة والعمل فهو لا يرغب للإنصات فقط فهو عالم طبيعي.
- طبيعة الطفل تدفعه إلى التحرير من التعليم بين جدران الفصل الدراسي ويرغب في التعلم في مجال أوسع وطبيعي له.
- تعتبر المدرسة العالم الطبيعي للطفل فهي لا تختلف عن المنزل.
- التعليم من خلال البيئة الطبيعية يطور العلاقة الحميمة للطفل مع العالم الخارجي.
- يجب أن تشبه المدرسة منزل الطفل الذي يعيش فيه هذا يوجب أن يكون المعلمون بمثابة أسرتهم.
- يؤمن المذهب الطبيعي بالقدرات الفردية، فلكل طفل قدرة خاصة على اكتساب المعرفة لذا يتوجب على المدرسة أن تأخذ بعين الاعتبار التنوع الشخصي بين الأطفال وتلبي اهتمامات الأطفال المتنوعة والمختلفة.
- اتباع طرق التدريس التي منح للطفل فرصة التعليم الذاتي ، والتعبير بحرية والنشاط الإبداعي.
- يركز مذهب الطبيعة تدريس العلوم الفيزياء الطبيعية، وعلم الأحياء، واللغة والرياضيات، ولم يعط اهتمام كبير للروحانية في المناهج الدراسية.
- يجب تخصيص مكان خاص لقوانين الحياة ومبادئ علم وظائف الأعضاء في المناهج الدراسية، لما هو من تأثير إيجابي على الانضباط الفكري والأخلاقي.
- يجب أن يدرك المعلم الطبيعة البشرية ومراحل نموها وتطورها، فلا يجبر أي طالب على التعلم، بل يستخدم أسلوب التحفيزه على الاستكشاف والنمو من خلال تفاعلاته مع البيئة المحيطة به.
- يجب أن يتصف المعلم بالصبر فلا يُخبر الطلاب الحقيقة بل يجب تحفيزهم وتشجيعهم على التعلم على اكتشاف الحقيقة.
- يعتبر هذا المذهب المعلم بأنه دليل غير مرئي للتعلم، فلا يتوجب عليه التشديد والتركيز على الكتاب والتلاوة وتلقين المعلومات بل التركيز على النشاط والاستكشاف والتعلم بالممارسة
مذهب المثالية في التعليم
فيما يأتي أبرز النقاط التي شملها مذهب المثالية في التعليم:
- تعتبر المثالية من أقدم النظام الفلسفية الإنسانية، ويقوم على أن أهم عنصر في الحياة هي الروح البشرية، وبأنه من ممكن اختزال كل شيء إلا الروح .
- يظهر هذا المذهب إلى الكون بأنه غير موضوعي في جوهره، وأن المادية ليست حقيقية بل هي فكرة وتجريد للعقل.
- كل الأشياء المادية الحقيقية يمكن اختزالها في العقل أو الروح.
- يعتبر هذا المذهب معرفة مستقلة عن التجربة الحسية.
- يعتبر هذا المذهب أن المعرفة تحدث داخل العقل، والعقل لديه قدرات فطرية لتنظيم الأحاسيس لمعرفة النهاية.
- يمكن للإنسان أن يدرك الحقائق من خلال الحدس فقط دون استخدام حواسه الأخرى.
- يمكن للإنسان معرفة الحقيقة من خلال الأفكار التي تدور في عقله بعد قيامه بعملية البحث والفحص.