الفرق بين مفهوم الإعلام الدولي و مفهوم الإتصال الدولي
تطور الإعلام الدولي
لا شك أن الإعلام في عالمنا الحالي هو ما يكتسح الساحة؛ فهو ظاهرة جدية في تاريخ البشرية لحداثة وسائله وليس لتاريخه، فعلى مر الزمن اختلفت وسائل الإعلام وتنوعت طرق تبليغها للناس، لتدهش الجميع بعد ذلك في إلغائها حاجز الزمان والمكان، فوسائل الإعلام تؤثر تأثيرا كبيرًا في نفوس الناس، ولها دورها الخاص في تكوين الاتجاهات والمعتقدات، كما أنّ أجهزة الإعلام الدولي قادرة على عكس القيم والمثل السائدة في المجتمعات؛ حيث إن الدول المسيطرة تقوم بمهام الرقيب بالنسبة للإعلام في الدول النامية.
الفرق في المفهوم بين الإعلام الدولي والاتصال الدولي
وعن اختلاف المفهوم بين الإعلام الدولي والاتصال الدولي:
مفهوم الإعلام الدولي
الإعلام الدولي هو عبارة عن التواصل بين السياسات، والثقافات، ووسائط الإعلام، والأزمات، والدعوات الاجتماعية، وهذا يعني انتقال الإشارات الصوتية والمرئية عبر الحدود الجغرافية ليتم تزويد جميع الناس بالمعلومات الصحيحة والأخبار الصادقة وغير المفبركة، كما يعتبر من وسائل السياسة الخارجية التي تهدف لتحقيق السياسة المتمثلة في المصلحة الوطنية للدولة؛ حيث إنّ للمصلحة الأولى مصالح أخرى متعلقة بها.
مفهوم الاتصال الدولي
يعتبر الاتصال الدولي من المفاهيم الحديثة التي ظهرت مؤخرًا، وهي متداخلة ومرتبطة بالعلوم الأخرى، مثل العلاقات الدولية والعلوم السياسية؛ فهو يتعلق بنقل المعلومات بطريقة تكنولوجية، وبثورة تكنولوجية علمية حديثة؛ فالاتصال يعتبر ضرورة حتمية لا مفر منها في هذا العصر، فهو متواجد من العصر البدائي، لكن بالطريقة التي تطورت بها الحضارات والعالم تطور كذلك الاتصال من طريقة عادية إلى طريقة دولية، ليُتيح التبادل الدولي عن طريق التكنولوجيا دون حدود قومية، ليصبح من أكثر المفاهيم طرحًا على الساحة الدولية، ومن أكثر المفاهيم ذات الأهمية لدى الباحثين، والمفكرين، والحكومات أيضًا.
فروقات أخرى بين الإعلام الدولي والاتصال الدولي
لا إشكالية في تسمية الإعلام الدولي أو الاتصال الدولي؛ لذلك تتبع الفروق التالية بين كليهما:
- يعتبر الإعلام شكلاً من أشكال الاتصال "الاتصال النشط"، لكن الاتصال أعمّ وأوسع من الإعلام، حتى وإن ارتبط بأهداف سياسية لتحقيقها؛ لأنه يعتمد على كافة وسائل وأساليب فنون الاتصال.
- يتميز الاتصال الدولي بوجود التفاعلية وقدرتها على تبادل الأدوار بين مرسل الرسالة ومستقبلها؛ وبذلك لن يتوقف على المستقبل أو متلقي الرسالة القيام بالإطار المعرفي بعيدًا عن المرسل أو القائم بالاتصال وبفضل ذلك سيكون طرفا الاتصال مؤثرين في بناء القرارات والاختيارات المتنوعة، كما ستتاح إمكانية تعدد المشاركين في عملية الاتصال لتصبح أكثر من مرسل أو أكثر من مستقبل؛ بينما في الإعلام لن تتوافر هذه الفاعلية بقدر الاتصال فستكتفي في نقل الرسائل بوضوح إلى الجمهور.
- أدى التنوع في مجال الإعلام والاتصال إلى توفر اختيارات أكثر للمتلقي للتنوع في شكل الاتصال سواء باستخدام البريد الإلكتروني، أو الاتصال الشخصي الصوتي أو الكتابي، مع تنوع المحتوى الذي قد يريده مع إتاحة العديد من المواقع الإلكترونية ، وإمكانية طرح الناس لأفكارهم من خلال التعليقات والتناقش في حاجاته الفكرية والعلمية، ونشر التعليقات والأفكار والمباحث والمقالات بجميع المجالات.