الفرق بين الغدة الدرقية واللمفاوية
موقع تواجد الغدة الدرقية واللمفاوية في الجسم
تقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من الرقبة، وتحديدًا أسفل الحنجرة (تفاحة آدم)، وشكلها مشابه لشكل الفراشة، ويقع فصيها الجانبيان على القصبة الهوائية، وتعتبر هذه الغدة أحد أنواع الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان.
أما بالنسبة للغدد اللمفاوية، فهي جزء من جهاز المناعة، صغيرة الحجم وشكلها مشابه لشكل حبة الفاصولياء، يتواجد المئات منها في الجسم وترتبط ببعضها البعض عن طريق الأوعية اللمفاوية، حيث تتوزع في جميع أنحاء الجسم على شكل عناقيد موجودة في الرقبة، أسفل الإبط، الصدر، البطن، وفي منطقة الفخذ.
وظيفة الغدة الدرقية واللمفاوية
يؤدي كل نوع من الغدد وظائف محددة تدعم عمل أجهزة الجسم المختلفة، وفيما يأتي توضيح لوظيفة كلٍ من الغدة الدرقية والغدد اللمفاوية:
وظيفة الغدة الدرقية
تستخدم الغدة الدرقية اليود الموجود في الأطعمة لإنتاج هرمونين رئيسيين، هما هرمون ثلاثي يود الثيرونين (T3) وهرمون الثيروكسين (T4)، ثم تقوم بتخزينهما وإفرازهما حسب حاجة الجسم، ويتحكم في إفراز هذه الهرمونات هرمون يسمى الهرمون المنشط للدرقية (TSH) الذي يُفرز من الغدة النخامية.
وتؤثر هرمونات الغدة الدرقية على جميع أجزاء الجسم من خلال تنظيم العديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك:
- رفع أو خفض درجة حرارة الجسم.
- تنظيم معدل حرق السعرات الحرارية (عمليات الأيض)؛ وبالتالي تؤثر في خسارة أو زيادة الوزن.
- إبطاء أو تسريع ضربات القلب.
- التحكم بطريقة انقباض العضلات.
- تنظيم عملية التنفس.
- تنظيم الدورة الشهرية عند النساء.
وظيفة الغدة اللمفاوية
تتمثل الوظيفة الأساسية للغدد اللمفاوية بتنقية السائل اللمفاوي (الذي يصل إليها عن طريق الأوعية اللمفاوية) من المواد الضارة والفضلات، ثم تُعيد السائل المُنقّى إلى الدورة الدموية، كما تحتوي هذه الغدد على خلايا مناعية تُعرف باسم الخلايا اللمفاوية وهي أحد أنواع الخلايا البيضاء في الدم، حيث تعمل على تدمير الخلايا السرطانية والبكتيريا.
أمراض واضطرابات الغدة الدرقية واللمفاوية
وكباقي أعضاء الجسم فقد تتأثر الغدة الدرقية والغدد اللمفاوية بالعديد من الأمراض والاضطرابات، وفيما يأتي توضيح لأبرزها:
أمراض الغدة الدرقية
تحدث أمراض الغدة الدرقية عند وجود خلل في إفراز هذه الغدة لهرموناتها سواءً بكمية أكبر أو أقل من الطبيعي، وتاليًا توضيحٌ لأبرز هذه الأمراض:
فرط نشاط الغدة الدرقية
قد يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية على جميع وظائف الجسم، وفي حال تُرك دون علاج فقد يسبب المضاعفات الآتية:
- سكتة دماغية.
- هشاشة العظام.
- رجفان أذيني.
- فشل القلب الاحتقاني.
ومن مُسببات فرط نشاط الغدة الدرقية:
- مرض جريفز:
وهو اضطراب وراثي يحدث عند مهاجمة جهاز المناعة للغدة الدرقية؛ مما يزيد من إفراز هرموناتها أكثر من الطبيعي ويعد أكثر أسباب المؤدية لفرط نشاط الغدة الدرقية، ويشيع حدوثه بين الإناث.
- عُقَيدات الغدة الدرقية:
تشير العقيدات إلى كتلة أو نمو للخلايا يظهر في الغدة الدرقية؛ مما يجعلها تفرز هرمونات أكثر مما يحتاجه الجسم.
- التهاب الغدة الدرقية:
يحدث هذا الالتهاب عادةً خلال العام الأول من عمر الطفل.
- فرط استهلاك اليود:
قد يؤدي استهلاك اليود بكثرة (سواءً من خلال تناول الطعام أو الأدوية) إلى زيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
قصور الغدة الدرقية
قد يصبح قصور الغدة الدرقية مهددًا للحياة إذا تُرك دون علاج، وقد تصبح أعراضه أكثر حدة ويمكن أن تشمل:
- صعوبة التنفس.
- عدم القدرة على الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.
- تضخم في الغدة الدرقية.
- حدوث مشاكل في القلب.
- الإصابة بمشكلات نفسية كالاكتئاب.
ومن مسببات قصور الغدة الدرقية:
- التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو:
يُعرف هذا المرض الوراثي أيضًا باسم التهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن، ويحدث عند مهاجمة جهاز المناعة الغدة الدرقية وإتلافها؛ مما يحول دون إفرازها ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية.
- نقص اليود:
قد يؤدي عدم وجود كمية كافية من معدن اليود إلى إضعاف قدرة الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات.
- علاج فرط نشاط الغدة الدرقية:
قد تسبب بعض العلاجات المستخدمة لفرط نشاط الغدة الدرقية كالعلاج الإشعاعي أو جراحة إزالة الغدة الدرقية قصورًا في إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها.
أمراض الغدة اللمفاوية
يوجد العديد من الأمراض التي قد تؤثر على الغدد اللمفاوية، ويوضح الجدول الآتي بعضًا منها:
الوذمة اللمفية
تشير هذه الحالة إلى انتفاخ أنسجة الجسم (عادةً الذراعين أو الساقين) نتيجة احتباس السائل اللمفي، وتحدث الوذمة اللمفية لأسباب عديدة، منها:
- تندب الغدد اللمفاوية بسبب العلاج الإشعاعي.
- الطفيليات التي تسد الغدد اللمفاوية.
- استئصال الغدد اللمفاوية.
وقد تسبب الوذمة اللمفية عددًا من المضاعفات، منها:
- زيادة سمك الجلد.
- الالتهابات الجلدية.
- الإنتان (عدوى الدم).
- تسرب السائل اللمفي من شقوق الجلد.
ورم حبيبي ليمفي منقول جنسيًا
يشير هذا المرض إلى وجود عدوى بكتيرية مزمنة تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وتصيب الجهاز اللمفاوي، ويعد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية عامل الخطر الرئيس للإصابة بالورم الحبيبي اللمفي، وهو أكثر شيوعًا بين الرجال منه لدى النساء.
وقد يسبب الورم الحبيبي الليمفي أحيانًا بعض المضاعفات، منها:
- التهاب وانتفاخ طويل الأمد في الأعضاء التناسلية.
- اتصال غير طبيعي بين المستقيم والمهبل (الناسور).
- التهاب الدماغ.
- التهابات في المفاصل أو الكبد أو العين أو القلب.
- تندب وتضيق في المستقيم.
تضخم الغدد اللمفاوية
ومن أسباب تضخم الغدد اللمفاوية ما يأتي:
- العدوى
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- بعض الأدوية، مثل الأدوية المضادة للملاريا.
- اضطرابات جهاز المناعة.
- تقرحات الفم.
- السرطانات التي تنتشر إلى الغدد اللمفاوية.
- التوتر.
بعد انفصال الخلايا السرطانية عن الورم في موقعها الأساسي في أحد أجزاء الجسم، فإنها تنتقل عبر الأوعية الدموية أو الجهاز اللمفاوي، وعند انتقالها تلتقي بأقرب غدة ليمفاوية، وما يحدث في هذه اللحظة غالبًا هو تدمير هذه الخلايا السرطانية قبل أن تبدأ بالتكاثر، لكن في بعض الحالات، تتمكن هذه الخلايا السرطانية من الارتباط بالغدة اللمفاوية والتكاثر فيها، ويحدث هذا عادةً في الغدة اللمفاوية الأقرب إلى الورم الرئيس.
تأثير الغدة الدرقية على الغدد اللمفاوية
تؤثر العديد من الحالات الطبية التي تصيب الغدة الدرقية على الغدد اللمفاوية، وفيما يأتي توضيح لذلك:
- سرطان الغدة الدرقية:
يمثل تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة إحدى علامات سرطان الغدة الدرقية؛ فقد ينتشر سرطان الغدة الدرقية إلى العقد اللمفاوية الموزعة على جميع أنحاء الجسم للمساعدة على مكافحة المرض، وهذا مشابه لما يصيب الغدد اللمفاوية في الرقبة عند الإصابة بنزلة برد أو التهاب في الحلق، لكن الفرق هو أن هذه الغدد تعود لحجمها الطبيعي بعد زوال الالتهاب، بينما تبقى متضخمة لمدة طويلة في حالة السرطان.
- التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو:
عادةً ما يرتبط هذا النوع من التهاب الغدة الدرقية بزيادة حجم وبروز الغدد اللمفاوية في المنطقة المحيطة بالغدة الدرقية، حيث يشابه هذا التضخم ما يحدث للغدد اللمفاوية عند الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
ملخص المقال
تختلف الغدة الدرقية عن الغدد اللمفاوية في العديد من الجوانب، بما في ذلك الشكل، والموقع، والوظيفة، حيث تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرمونات تنظم العديد من الوظائف الحيوية، أما الغدد اللمفاوية فتقوم بتنقية الجسم من الخلايا البكتيرية والسرطانية، وقد تصيب هذه الغدد أمراض مختلفة، مثل فرط أو قصور نشاط الغدة الدرقية أو الوذمة وتضخم الغدد اللمفاوية، ومن الممكن أن تؤثر بعض الحالات المرضية التي تصيب الغدة الدرقية على الغدد اللمفاوية.