الفرق بين السماء الدنيا والسماء الأولى
الفرق بين السماء الدنيا والسماء الأولى
السماء هي كل ما يقابلُ هذه الأرض، أو هي الفَضَاء الأعْلَى الذي يُحيط بِأرضنا، قال الله -تعالى-: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً)، وقال في موضع آخر: (ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ).
وقد ورد لفظ السماء الدُّنيا في أكثر من موضوع فقال -تعالى- واصفًا السماء الدنيا: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)، إذاً فالسماء الدنيا هي كل ما تحويه من الشمس والقمر والشهب وغيرها وما نراه نحن بأعيننا، وقيل: "السماء هي كل ما علاك فأظلّك".
وكل ما يحيط بأرضنا فهو السماء الدُّنيا ولا فرق بين مصطلح السماء الدنيا أو السماء الأولى، وقد زين الله السماء الدنيا بالكواكب؛ قال الله -تعالى-: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ).
الأدلة على أن السماء الدنيا هي نفسها السماء الأولى
في الحقيقة إن السماء الدُّنيا هي نفسها السماء الأولى، للأدلة الواردة في الآيات القرآنية والسُّنة النبوية المُطهرة، ونذكر بعضاً منها فيما يأتي:
- قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً* وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنّ نُوراً وَجَعَلَ الشّمْسَ سِرَاجا)، فقد ذهب ابن كثير إلى القول بأن أدنى سماء هي السماء الأولى وتضم السماء الدنيا -الأولى- بناءً على هذه الآية القمر والشمس.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حادثة المعراج : (ثم أخذَ بيدي فعرجَ بي إلى السماءِ الدنيا، فلما جئْنا السماءَ الدنيا، قال جبريلُ لخازِنِ السماءِ الدنيا: افتحْ، قال من هذا؟ قال: هذا جبريلُ، قال هل معك أحدٌ؟ قال: نعم، معي محمد، قال: فأُرسلَ إليهِ؟ قال نعمْ، فافتَحْ، فلما علونا السماءَ الدنيا... ثم عرجَ بي جبريلُ حتى أتى السماءَ الثانيةَ، فقال لخازنها: افتحْ: فقال له خازنها مثلَ ما قالَ خازنُ السماءِ الدنيا، ففتحَ...)، فقوله -عليه الصلاة والسلام- في بيان تفصيله لحادثة المعراج أن السماء التي كانت تلي السماء الدنيا هي السماء الثانية، فإذن المقصود بالسماء الدُّنيا هي السماء الأولى.
هل ما يراه الإنسان هو السماء الدُّنيا فحسب؟
في الواقع إنَّ السماء الدنيا تعبير عن كل هذا الكون، والذي يقول أن هذه السماء هي الوحيدة التي يمكن لعين الإنسان النظر إليها واكتشاف ما فيها من نجوم ومجرات وغيرها، وما بني عليه من أن بقية السماوات غيبية لا تُرى، يخالف ذلك ما ورد في القرآن الكريم من الأدلة الواضحة الصريحة في إمكان النظر إلى السماوات السبع ، وذلك بأدلة لا يمكن ردَّها، فمنها قول الله -تعالى-: (أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ).
يقول الألوسي: "ظواهر الآيات والأخبار ناطقة بأن السماء مرئية يمكن رؤيتها فأدنى السماوات وهي السماء الأولى تحتوي على الشمس والقمر وهذا ما يتفق مع عين الناظر".