الفرق بين الركن والواجب والسنة
الفرق بين الركن والواجب والسنة
إنّ الله -تعالى- أنزل شرعاً محكماً أمر بتطبيقه بين العباد، وقد فصّل الله -تعالى- أحكام الدين، وجعل منها الاعتقادات، والمعاملات، و العبادات ، وأبان لنا عن كيفية أدائها وبيّن لنا أهمية كلِّ فعلٍ منها، وكل قسم من أي فعل، سواء أكان من المعاملات أم من العبادات، وبيّنوا لنا حكم كل فعل هل سنة،أو واجب، أو مباح، أو حرام، أو مكروه إلى غير ذلك من التفصيلات.
الركن
وقد تعرَّض العلماء لبيان معنى الركن لغةً واصطلاحاً، وبيانه فيما يأتي:
- التعريف
الركن لغة: هو أحد الجوانب التي يُستند إليها ويقوم بها، وركن الشيء جانبه القوي، والركن اصطلاحاً: هو الداخل في حقيقة الشيء المُحقّق لماهيته، أو هو ما يتم به الشيء وهو داخل فيه، أي أن الركن جزء حقيقي من الشيء وهو لو لم يوجد الركن لم يوجد هذا الشيء، ويترتب على ذلك أن من لم يفعل الركن فهو لم يؤدي الفعل أصلاً.
- الأمثلة
ومثال ذلك الركوع في الصلاة، فإنه جزء حقيقي من الصلاة ولو لم يوجد الركوع فلا تسمى بقية الأفعال صلاة، وكذا الإمساك عن الأكل والشرب في صيام شهر رمضان، فالإمساك جزء من الصيام، فلو لم يمسك عن الأكل والشرب لا يُعد صائماً.
ومثلها الوقوف بعرفة ؛ فالوقوف جزء من الحج ولو لم يقف لا يُعتبر حاجاً، وأيضاً عقد البيع في الإيجاب والقبول ركنان من أركان العقد، فلو لم يوجد العاقدان لا يوجد عقد.
الواجب
وقد تعرّض الدكتور محمد الزحيلي في كتابه الوجيز لتعريف الواجب لغةً واصطلاحاً وذكر تفصيلات عدة منها:
- التعريف، الواجب لغةً: من وجب بمعنى ثبت أو سقط، ومن ذلك وجب البيع أي ثبت ولزم، ووجب الجدار أي سقط.
- والواجب اصطلاحاً عُرّف باعتبارين أي من جهتين، وذلك فيما يأتي:
- طلب الفعل وتركه: الواجب: هو ما طلب الشارع فعله من المكلف طلباً حتماً، أي إنّ الشرع أمر المكلف أن يقوم بهذا الفعل على سبيل الجزم لا على سبيل الاختيار أو الترغيب، فلا يجوز تركه.
- من حيث الثواب والعقاب: الواجب ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه، أي إنّ هذا الفعل الموصوف بكونه واجباً إذا فعله المكلف فهو مأجور مستحق الأجر من الله -تعالى-، وإذا لم يفعله فهو آثم مستحق للعقوبة.
السنة
والسنة تطلق باعتبارات مختلفة منها:
- السنة: هي كل ما صدر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير القرآن الكريم من أقوال وأفعال، وهي بهذا المعنى يدخل فيها الركن والواجب وكل شرائع الدين التي ثبتت في السنة، وهذا اصطلاح الأصوليين.
- السنة تطلق فيما يقابل البدعة ، وبذلك تشمل كل الشريعة.
- السنة؛ وهي المندوب: وهو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، وهذا في اصطلاح الفقهاء، وهو مطلوب بالجملة، وهو الذي يكون في مقابل الركن والواجب وغيرها من الأحكام.
مثال على الركن والواجب والسنة
إن الصلاة فيها أركان وواجبات وسنن فمن ذلك:
- أركنها: منها الركوع، والسجود، والقيام، والجلوس الأخير، فهذا تركه عمداً يبطلها وسهواً لا بدّ من الإتيان بالركن المتروك سهواً وسجود السهو له.
- واجباتها: منها التسبيح في الركوع، والسجود والتشهد الأول، تركه عمداً يبطلها، أما إذا كان سهواً يُسجد له سجود السهو.
- سننها: منها رفع اليدين مع تكبيرة الإحرام، وتكبيرة الركوع والرفع منه، و دعاء الاستفتاح في الصلاة وقول آمين، تركها عمداً وسهواً لا يبطلها، ولا يُشرع لها سجود السهو.