الفرق بين الحال والتمييز
المنصوبات
تتخذ المنصوبات في علم النحو عدة تصنيفات تكون جميعاً دائماً في حالة نصب إلا بحالات استثنائية، ومن هذه المنصوبات: المفعول المطلق، والمفعول به، والتمييز، والحال، والمفعول لأجله، والمفعول معه، والمفعول فيه. هنا في هذا المقال سنبين الفروقات ما بين الحال والتمييز.
الحال
يصنّف الحال بأنه من المنصوبات، وهو عبارة عن وصف للهيئة التي يكون عليها صاحب الحال في الجملة، ويأتي الحال ليعطي صاحب الحال وصفاً بالاعتماد على فعل قام به، ويرتبط الحال بوصف الفاعل أو المفعول به أو الاثنين معاً ويكونان دائماً بحالة النصب، وقد يصف حال غير الفاعل والمفعول به أيضاً ويشترط حدوث فعل ما.
يمكن تحويل الجملة التي تحتوي على حال إلى سؤال استفهامي يبدأ بكيف، مثال: ظهر القمر هلالاً، عند تحويل هذه الجملة لسؤال تصبح كيف ظهر القمر؟ فيكون وصف حال القمر بالإجابة بـ "هلالاً".
يصف النحاة الحال على أنه اسم وصف، يأتي دائماً منصوباً، ويكشف عن الهيئة التي يكون عليها صاحب الحال سواء خيراً أوشراً، ويقبل التنوين وال التعريف وحروف الجر والنداء والإسناد، كما يمكن أن يكون مشتقاً نظراً لوصفه الشخص الرئيسي في الجملة، وتتمثل العلاقة بين الحال وصاحبه بأن الحال يكون نكرة ويكون صاحبها معرفة، أو العكس.
صاحب الحال
هو العنصر الذي يصف الحال هيئته، وقد يكون نكرة أو معرفة، ويكون عادةً اسماً، وهناك حالات يمكن حذف صاحب الحال فيها من الجملة، كما يمكن أن يأتي الحال نكرة في بعض الحالات على النحو التالي:
- حتى يكون الحال نكرة يجب أن تكون مخصصة بإحدى الحالتين الإضافة أو الوصف.
- اقتران الحال بالجملة بواو الحال.
- في حال سبق الحال نفي يكون نكرة، مثال: ما خاب جندي مخلصاً.
أنواع الحال
- مفرد: مثال على ذلك: قال تعالى "وخلق الإنسان ضعيفا".
- جملة اسمية: قوله تعالى في الآية الكريمة: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ".
- جملة فعلية: مثال: استمع خالد إلى الطالب ينشد الأنشودة.
- شبه جملة: مثال: رأيت القمر بين الغيوم.
واو الحال
تعتبر (واو الحال) واجبة الوجود في بعض المواضع للربط بين صاحب الحال والحال، وتكون في المواضع التالية:
- خلو جملة الحال من ضمير للربط بين الحال وصاحبها، مثال على ذلك: وصلت إلى المدرسة والطلبة مصطفون.
- تصدّر الضمير لجملة الحال، مثال: تحدّث الأستاذ وهو جالس.
- عدم شمول جملة الحال الماضية على ضمير صاحبها، مثال: سرت وقد غابت الشمس.
حالات تأخر وتقدم الحال
- يجب تأخير الحال عن صاحبها في حال كان محصوراً ومرتبطاً بها.
- يتأخر الحال عن صاحبه وجوباً في حال تمت إضافة أو جر صاحب الحال.
- يتأخر صاحب الحال وجوباً إذا كان الحال على صيغة اسم شرط أو استفهام أو من ألفاظ الصدارة.
- يتأخر الحال ويتقدم صاحب الحال وجوباً، إذا تعدد الحال وكان الصاحب واحداً أو تعدد الحال وصاحبه معاً.
خصائص الحال
- الاشتقاق: يأتي الحال في طبيعته مشتقاً على وزن اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو صيغة مبالغة، أو صفة مشبهة وغيرها من الاشتقاقات.
- الانتقال: تصنّف الحال بأنها من المنصوبات القابلة للتغيير والانتقال، واكتساب هيئة جديدة بعد مرور فترة من الوقت على صاحب الحال، مثال: جاء الولد راكضاً.
- التنكير: أصل الحال أن يكون نكرة وفق رأي الغالبية العظمى من الجمهور، إلا أنها في حال مجيئها معرفة فيجب تأويل الحال بمشتق، مثال: جاء الرجل وحده فيتم تأويلها بمنفرد، فتصبح جاء الرجل وحده منفرداً.
- فضلة: وتشير هذه الخاصية إلى إمكانية الاستغناء عن الحال من الجملة دون أن يختّل معنى الجملة أو ينقص، ويقصد بفصلة نحوياً بأن الحال ليست جزءاً لا يتجزأ من الجملة الأساسية.
حالات جمود الحال
- الدلالة على التشبيه، مثال: انطلق الصقر سهماً.
- الدلالة على المفاعلة: مثال: سلمته القلادة يداً بيد.
- الدلالة على الترتيب، مثال: سقيت الأزهار زهرة زهرة.
- أن تكون الحالة موصوفة، مثال: قال تعالى" إنا أنزلناه قرءاناً عربياً".
- الدلالة على السعر: مثال: "اشتريت الكتاب بدينار".
- الدلالة على العدد، كقوله تعالى: "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة".
- الوقوع في طور التفضيل، مثال: الحقل قمحاً أفضل منه قطناً.
- إذا جاءت الحالة فرعاً لصاحبها، كقوله تعالى: "واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً".
- إذا جاءت الحال نوعاً لصاحبها، مثال: هذا مالك فضة.
- إذا جاءت الحالة أصلاً لصاحبها، قوله تعالى: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناً".
التمييز
هو اسم نكرة يكون دائماً بحالة نصب، والهدف منه توضيح المقصود من الاسم الذي يأتي قبله، إذ من المحتمل أن يكون له أكثر من معنى ومغزى في حال عدم تحديده بالتمييز، ومثال ذلك: لدي ثلاثون طائراً مغرّداً، لولا وجود كلمة مغرداً لبقي نوع الطيور التي في المثال مجهول النوع، إلا أن كلمة مغرداً أوضحت نوع هذه الطيور وحققت الهدف من معناها.
يعتبر تمييز العدد من أحكام التمييز، إذ يكون التمييز في الأعداد المحصورة بين ثلاثة إلى عشرة جمعاً مجروراً، ويتم إعرابه على أنه مضاف إليه مجرور، مثال: لدي ثمانية أقلامٍ، وأما في حال كانت الأعداد ما بين 11 و99، فيعرف التمييز بأنه تمييز منصوب، مثال: زرعت ثمانين شجرةً، أما ألفاظ العقود فيكون إعرابه مضافاً إليه، مثال ألف رجلٍ.
أنواع التمييز
يقسم التمييز إلى نوعين، وهما:
- تمييز الذات، ويعرف أيضاً باسم التمييز الملفوظ، وسمي كذلك نظراً لقيامه بتمييز الاسم الملفوظ المجهول المقصود منه، ويصنف إلى:
- الأعداد وكنايتها، مثال: في المكتبة ثلاثون طاولة.
- أسماء المقادير، مثال: اشتريت طناً حديداً.
- أشباه المقادير، مثال: شربت لتر لبناً مخيضاً.
- تمييز النسبة: وهو أحد أنواع التمييز الذي يعمل على توضيح الغموض في جملة ما وليس للفظ واحد في السياق، مثال: غرست الأرض زيتوناً، ويقسم إلى نوعين، هما:
- المنقول، وهو التمييز الذي يكون أصله عبارة عن مبتدأ أو مفعول به أو فاعل، ويكون كما في المثال التالي: تساقطت السماء مطراً، وهنا التمييز أصله فاعل.
- غير المنقول، وهو التمييز الذي يكون غير محول عن شيء آخر، مثال: ولله درّه أباً.
تقديم التمييز
يُمنع نحوياً تأخر المميز أو حتى عامله عن التمييز في حال كان ذلك بحالة تمييز ذات، كما في المثال: اشتريت رطل زيتاً، ولا يجوز أن نقدّم زيتاً على رطل، مثل: اشتريت زيتاً رطلاً أو زيتاً اشتريت رطلاً، أما في حال كان التمييز ضمن النسبة متصرفاً، فإنه يمكن بذلك أن يتم تقديم التمييز على المميز، مثال: طاب هواء المكان، وكما يمكن تقديم المميز على التمييز كما في المثال: هواء طاب المكان.
الفرق بين الحال والتمييز
- يمكن للحال أن يأتي مفرداً أو غير مفرد، أما التمييز فلا يمكن أن يأتي إلا مفرداً، أي أن الحال قد يأتي ظرفاً أو جاراً ومجروراً في أية جملة اسمية أو فعلية.
- يكون الحال دائماً مشتقاً أما التمييز فلا يأتي إلا جامداً.
- اختلاف معاني الحال والتمييز عن بعضهما البعض، فيعتبر الفرق في المعنى هو الحد الفاصل، فيبين الحال هيئة صاحب الحال بالتزامن مع وقت وقوع الفعل أما التمييز فيكون المعنى الصريح.
- يختلف الحال عن التمييز بأنه يمكن تكرار الحال أكثر من مرة، أما التمييز فلا يمكن أن نكررّه دون عطف.