الفرق بين البيزنطيين والرومان
الفرق بين البيزنطيين والرومان
فيما يأتي توضيح لذلك:
النشأة
نشأت الحضارة الرومانية في روما في أحد التلال السبعة القريبة من نهر التيبر وذلك في عام 753 ق.م، وفي القرن السابع ازدهرت روما في ظل نظام ملكي، والذي تحول إلى نظام جمهوري في القرن الخامس قبل الميلاد، وبحلول عام 272 ق.م كانت روما قد سيطرت على شبه الجزيرة الإيطالية بشكل كامل.
كانت روما في البداية مأهولةً بشعوب ذات ثقافات ولغات مختلفة، كما عاش معظم الناس في قرى ومدن صغيرة، وكانوا يعتمدون على الزراعة وتربية الحيوانات في تأمين قوتهم، أما اللهجة السائدة فكانت تعود إلى الهندية الأوروبية.
ويُذكر أنّ الحروب استمرت لما يقارب من 150 عاماً لتُصبح بعدها روما القوة الأولى والوحيدة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد تشكّل بعدها النظام الإمبراطوري في روما، في عام 31 ق. م. على يد أكتافيوس.
أما الدولة البيزنطية فتُعتبر مرحلةً من مراحل الإمبراطورية الرومانية، حيث كانت تعتبر نفسها وارثةً للإمبراطورية الرومانية، إذ كانت تقاليد الحكم الرومانية سائدة في الإمبراطورية البيزنطية، وقد ساعدت العوامل الدينية والعسكرية على انقسام الإمبراطورية إلى جزئين في الشرق والغرب، ويُذكر أن لفظ (بيزنطة) لم يكن موجوداً عندهم وإنما هو لفظ أُطلق حديثاً.
الديانة
كانت الديانة المنتشرة بين الرومان في البداية هي الوثنية مثل ديانة الأم الكبرى سيبلى، وقد كانت مقبولة ويُنظر لها بالتسامح لأنها لا تتدخل بالأمور السياسية، وبانتهاء عصر الأباطرة انتهى عصر التسامح وظهرت المسيحية وقويت شوكتها، حيث انتشرت بشكل كبير في القرن 3م.
ويُشار إلى أنّ المسيحية عانت في بدايتها من قمع الإمبراطورية الرومانية، فقد قام الإمبراطور سيفيروس بتوحيد الأديان الوثنية لمجابهة المسيحية، كما أمر الأباطرة ديكيوس وفاليران بسجن المسيحيين وتعريضهم لأقصى العقوبات، وحُرم المسيحيون من الاجتماع في دور العبادة.
انقسمت المسيحية بعد ذلك داخلها إلى مذهبين حول نظرية الإيمان المسيحي، وقد تشكل الصراع بين الأساقفة في العالم المسيحي، مما دعا قسطنطين إلى عقد مجمع نيقية، وتلا ذلك انشقاق الكنيسة إلى الكنيسة الشرقية في القسطنطينية وكنيسة القديس بطرس في روما، وقد كان هذا الانشقاق أحد العوامل التي أدت إلى الانفصال بين أجزاء الإمبراطورية في فترات لاحقة.
المرحلة الانتقالية
من الجدير بالذكر أنّ ا لإمبراطورية البيزنطية بقيت حتى القرن الرابع متأثرةً بالحياة الرومانية، حيث تمتد الفترة الانتقالية من القرن 4 وحتى القرن 7م، إذ بدأت هذه الفترة الانتقالية بسبب المشكلات التي بدأت تظهر في الجزء الغربي من الإمبراطورية الرومانية أما الجزء الشرقي فقد شهِد قوة لا مثيل لها في الغرب وهو ما جعل الإمبراطورية الرومانية تنصبغ بشكل كبير بالصبغة البيزنطية.
ومن مظاهر الضعف في الجزء الغربي؛ نقص عدد السكان، وانحطاط الحياة الاقتصادية، وارتفاع قيمة الضرائب بشكل ملحوظ، وبزوال القسم الغربي من السلطة الفعلية للإمبراطورية الرومانية، بدأ عصر الانتقال من العصر الروماني إلى البيزنطي، حيث تشكّل في هذا العصر مظاهر الحضارة البيزنطية، التي اعتمدت على الإرث اليوناني في ثقافتها، كما تشكّلت لديهم أنظمة سياسية وتقاليد متأثرة بأنماط الثقافة الشرقية.
شهدت الإمبرطورية الشرقية نمو الإقطاعيات والضياع الكبيرة، على حساب صغار المزارعين، وحرص الحكام على تقوية الجزء الشرقي من الإمبراطورية لتخويف العساكر والجنود، كما تضمّن الدستور قوانين استبدادية.
إنشاء القسطنطينية (بيزنطة)
ما إن أنشِئت القسطنطينية حتى انفصل الحكم بين الدولتين (الشرقي والغربي)، ويُذكر أنّ النظام الروماني القديم كان يقوم على وجود موظفين يقومون على تنفيذ القوانين، وهو ما تغيّر عند قيام الحضارة البيزنطية، حيث تحول الأمر إلى نظام بيروقراطي، وتحول الإمبراطور من كبير القضاة الذي يستمد القوة من الشعب والأرض إلى حاكم مستبد يستمد قوته من إرادة الآلهة.
ترتب على اتخاذ بيزنطة (القسطنطينية) عاصمةً جديدة للإمبراطورية الرومانية، عدة عوامل من أهمها، انحسار القوة السياسية عن العاصمة القديمة في روما، وزوال مكانتها وهيبتها السياسية، وتراجع القوة الاقتصادية في المناطق الغربية للإمبراطورية الرومانية، وكذلك تراجع القوة العسكرية في المدن الغربية.