الفرق بين الإلهام والوحي
وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ)، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ وسائل الاتصال بالله -تعالى- عديدة ومنها ما يأتي:
- الصلاة: حيث أنّها عمود الدين وقوامه، والركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، فمن أراد صلاح وسمو نفسه والوصول إلى رضا الله -تعالى- فعليه الحرص عليها وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ).
- الصيام وكثرة ذكر الله -تعالى-.
- الإكثار من الصدقة والاستغفار.
الفرق بين الإلهام والوحي
الوحي
الوحي لغة: هو الإشارة، والكتابة، والرسالة، وكل كلام يُلقى للغير خفاءً، أمّا الوحي اصطلاحاً: هو إعلام الله -تعالى- أحد أنبيائه بأمرٍ أو حكمٍ ما في الخفاء عن البشر، فيظهر من ذلك أنّ الوحي لا يكون إلّا من الله -تعالى- ولا يكون إلّا لأحد أنبيائه، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الوحي نوعان وهما كما يأتي:
- الوحي بواسطة الملك: بحيث يأتي الملك للنبي بإحدى صوره الثلاث وهي:
- أن يأتي الملك للنبي عند الوحي في صورته الحقيقية.
- أن يأتي الملك للنبي عند الوحي في صورة بشر.
- أن يأتي الملك للنبي عند الوحي لكن لا يراه وإنّما يسمع دوياً وصلصة.
- الوحي المباشر: وهو أن يوحي الله -تعالى- لنبيه مباشرةً دون واسطة الملك، وقد يكون ذلك بالكلام من وراء حجاب، أو بالإلقاء في النفس، ويجدر بالذكر أنّ نوعيْ الوحي قد يكون في اليقظة، أو في المنام وهي رؤيا صالحة .
الإلهام
الإلهام لغة: مصدر الفعل ألهم أي لقّن، فيُقال ألهمه الله الأمر أي لقّنه إيّاه، أمّا الإلهام اصطلاحاً: فهو أن يُلقي الله -تعالى- في نفس العبد ما يدفعه لفعل أمرٍ ما أو تركه، فيطمئنّ به القلب والصدر، فالإلهام يخصّ الله -تعالى- به بعض أوليائه الصالحين وعباده الذين استقاموا على شرعه ودينه في الظاهر والباطن، وفي القول والعمل والاعتقاد، وتجدر الإشارة إلى أمرين:
- أوّلهما: أنّ الأصل الذي يدلّ على الإلهام ويُثبته قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّه قدْ كانَ فِيما مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وإنَّه إنْ كانَ في أُمَّتي هذِه منهمْ فإنَّه عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ)، والمحدّثون هم الملهَمون الذين يُجري الله -تعالى- الصواب على ألسنتهم.
- ثانيهما: أنّ المسلم لا بدّ له من معرفة الفرق بين الإلهامات الإلهية والإيحاءات الشيطانية، فالأولى لا تكون إلّا لمن كان ظاهره وباطنه موافقاً لما شرعه الله -تعالى-، والثانية تكون لأولياء الشيطان والزنادقة والمبتدعين.