العين والضوء
العين والضوء
العين في الجسم من الأجهزة المهمة، فبواسطة العين يُميّز الإنسان الليل من النهار، ويرى الأجسام والأشياء التي حوله ولو حاول أياً منّا أن يغمض عينيه أو يربط على عينيه قطعة قماشٍ ويتجول في البيت لمدة ساعةٍ واحدةٍ أو يخرج إلى شارعٍ قريبٍ كيف ستبدو له الحياة؟ نعم ستكون الحياة صعبةً جداً، فالحمد لله على نعمة البصر ولا يقدّر هذه القيمة إلا من يفقدها. العين في الجسم هي عبارةٌ عن عضوٍ يتكون من عدة أجزاء، لكل جزء وظيفةٌ محددةٌ يقوم بها لتستكمل عملية الإبصار بالشكل الصحيح، ومبدأ عمل العين يقوم على أساس كمية وشكل الخيوط الضوئية التي تدخلها، فتتشكّل الصورة فيها ويتم إرسال هذه الصور إلى الدماغ لتشخيصها والتعرف عليها، وعملها أشبه ما يكون بكاميرا التصوير العادية.
أقسام العين
للعين أقسام عديدة منها ما يلي:
- القرنية: القرنية هي عبارةٌ عن الجزء الأمامي الشفاف للعين يعمل كعدسةٍ أولى يمر الضوء من خلالها.
- بؤبؤ العين: هو الفتحة غامقة اللون، وهو الذي يتحكّم في كمية الضوء التي تدخل العين.
- العدسة: هي الجزء من العين المسؤول عن تجميع الضوء على الشبكية.
- الشبكية: الشبكية عبارةٌ عن غشاءٍ مبطّنٍ يقع في الجزء الخلفي من العين والذي ترتسم الصورة عليه.
- المقلة: هي عبارة عن نقطةٍ في الشبكية وظيفتها تنقية الصورة وتوضيحها.
- العصب البصري: هو عبارةٌ عن مجموعة أعصابٍ تنقل الصورة من الشبكية على شكل نبضاتٍ ويقوم المخ بترجمة هذه النبضات إلى صورةٍ.
كيف تتم عملية الإبصار
حاول العلماء تفسير عملية الرؤية منذ القدم، فقد طرح المفكر بطليموس واقليدس نظرياتٍ حول هذه العملية على افتراض أنّ الإبصار يعتمد على أشعة الضوء المنبعث من العين إلى الجسم المرئي، كما ظهرت نظريةٌ أخرى تقول بولوج (دخول) الضوء إلى العين بصورةٍ فيزيائيةٍ، وقد عارض ابن الهيثم نظرية انبعاث الضوء من العين؛ إذ من غير المعقول أن ينطلق الضوء من العين إلى النجوم البعيدة بمجرد أن نفتح أعيننا. ووضع نظريته التي تقول بأنّ الضوء ينبعث من كل نقطةٍ في الجسم المرئي، وقد أثبت ذلك عن طريق التجارب العلمية فقد أثبت ابن الهيثم أن الأشعة تسير بخطوطٍ مستقيمةٍ ونفّذ تجارب حول العدسات، والمرايا، والانكسار، والانعكاس وقد استطاع ابن الهيثم تفسير كيف تتم عملية الإبصار إلا أنه أخطأ في تأييد ابن سينا حين قال بأنّ عدسة العين هي المسؤولة عن عملية الإبصار والصحيح هو أن شبكية العين هي المسؤولة عن عملية الإبصار، إذ إنّها هي الجدار الذي ترتسم عليه الصورة.