مقالة عن يوم المعلم
المعلم
إنّ للمُعلّم دور عظيم يتضح بعِظَم المسؤوليّة التي يحملها على أكتافه، فلهُ دور في المجتمع كلّه، وذلك كان أولى النّاس بالاحترام والتّقدير، وإنّ لمُفردة المُعلّم علاقة بكلمة العلم والتي اشتقّت منه، وبهذا العلم الذي يحمله يُنير الأرض جاعلًا إيّاها خضراء بعد القحل. ولقد شهد له التّاريخ بالرّفعة، فيقول الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- (إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ)، فعلى كلّ إنسان أن يحترم المُعلّم، وأن يشكره على جهودة العظيمة ، فهو الذي يسقي العقول بالأفكار، ويحميها من الانجراف إلى المفاسد والمضارّات، كما يحميها من الجهل.
يوم المعلم
يوم المعلم هو اليوم الذي قرّرتهُ مُنظّمة العمل الدّوليّة، ومُنظّمة اليونيسكو في عام 1994م للاحتفال بالمُعلّم؛ نظرً لدوره الكبير الذي يقوم به في المنظومة التّعليميّة، والتّربويّة في المُؤسسات التّعليميّة، فقرّرت أن يكون في اليوم الخامس من أكتوبر/تشرين الأول من كُلّ عام، وسُمِّي بيوم المعلِّم العالميّ. وكان السّبب في اختيار هذا اليوم تحديداً؛ لمُصادفته اليوم الذي تمّ فيه التّوقيع على التّوصيّة المُشتركة المُتعلّقة بأمور المُعلِّمين، وذلك في عام 1966م، كما أنّها شملت تحسين معايير التّعليم للمُعلِّمين الدّوليين، ومعايير المُؤسسات التّعليميّة التي تقوم بتوظيفهم. فالمُعلِّم الجيّد هو الذي يستخدم الأساليب التّعليميّة المُتنوعة باختلاف الفروقات الفرديّة للطلبة.
تحتفل العديد من دول العالم في كلّ عام بيوم المُعلّم، حيث يصل عددها إلى 100 دولة مُختلفة، وتحتفل بعض الدّول في هذا اليوم بيوم دوام مع إقامتهم الاحتفالات الصّغيرة داخل مُؤسساتهم التّعليميّة، في حين أنّ هناك دول تتّخذ من هذا اليوم عطلة رسميّة لكافّة قطاع التّعليم.
تحسين أداء المعلم
المُعلّم هو الذي يُربّي الأجيال، وأساس نجاح للمُجتمع ، لذلك يجب التحسين من أدائه التعليمي وبالتالي التحسين من طريقة التعليم ويمكن ذلك من خلال:
- إجراء العديد من التّحاورات بين المعلمين والمُدير؛ لطرح الاقتراحات والأفكار التي تعمل على تحسين العمل، وللحديث عن المشاكل، والوصول لحلّها.
- معالجة مواطن الضّعف الموجودة، وذلك باستخدام الأساليب غير الجارحة.
- توفير النّماذج الجيدة للمُعلِّمين؛ لاتّخاذهم مثالاً جيّداً لتحسين الأداء.
- الحرص على توفير الموارد الّلازمة كالكتب ، والمجلّات، وكلّ ما يلزم المُعلّم لأداء العمليّة التّعليميّة على الوجه الأمثل.
- إشراك المُعلِّمين في الورشات المُختلفة، وكُلٌّ بحسب مجاله؛ للرفع مستوى الأداء، والعمل على تطويره.
- تبادل الأراء والخبرات بين المعلمين.
أهميّة قطاع التّعليم
قال نيلسون مانديلا فيما يخصّ التّعليم، أنّه السّلاح الأقوى الذي يُمكن للإنسان استخدامه لتغيير للعالم، كما قال أنّ التّعليم هو المُحرِّك الكبير لتنمية الشّخص، مُسترسلاً أنّه يُمكن لابنة الفلّاح أن تكون طبيبة، في حين أنّ ابن عامل المناجم قد يُصبح رئيساً لهذه المناجم، كما أنّ طفل العامل الزّراعيّ يُمكن أن يُصبح رئيساً، ومن الأمور التي تجعل قطاع التّعليم مُهمّاً:
- التّخلّص من الفقر ، فلقد وجدت اليونسكو أنّ دراسة سنة إضافيّة تزيد من دخل الفرد بنسبة 10%.
- التّخلّص من الجوع، فالتّعليم يمنح الإنسان الموارد والمهارات الّلازمة لتوفير الغذاء.
- توفير الصّحة الجيّدة، حيث تُشير اليونسكو أنّ كُلّ سنة إضافيّة تزيد من تعليم الأمّ تُقلل من احتمال وفيّات الرُّضع بنسبة 10%.
- جودة في التّعليم لكافّة النّاس؛ فالتّعليم يعتمد على نفسه.
- المُساواة بين الجنسين، فإنّ بعض الدّول التي أخفقت في تعليم الإناث على قدم من المساواة مع الذّكور، خسرت أكثر من مليار دولار سنويّاً، وذلك وفق ما أشارت الخطّة الدوليّة.
- وجود المياه النّظيفة، والصّرف الصّحيّ، وذلك لكون المُجتمعات مُثقّفة فيما يتعلّق بالصّحة، والصّرف الصّحي ، فتُظهر تحسينات كبيرة، من خلال إنشاء المرافق، وأنظمة حديثة تُعنى بالمياه.
- توفّر الوظائف الجديدة، بالإضافة إلى النّمو الاقتصاديّ؛ لكون التّعليم من المُحرِّكات الأقوى للتقدّم، والازدهار الاقتصاديّ.
- التّقليل من فكرة عدم المُساواة، حيث تُظهِر إحدى الدّراسات أن تحسين المُساواة في التّعليم بنسبة 0.1% على مدار 40 عاماً، سيرفع من الدّخل الفرديّ بنسبة 23%، والفيتنام مثال على هذا.
- إيجاد مجتمعات ومُدن مستدامة، من خلال صناعة الحلول الإبداعيّة التي تضمن وجود المُكوِّنات الأساسة لها.
- وجود السّلام والعدالة؛ لكون التّعليم بداية أساسيّة للتّسامح، والسّلام ، وإيجاد مُجتمع مدنيّ صحيّ، كما يُساعد التّعليم في مواجهة الكسب غير المشروع.