العوامل المؤثرة في توزيع السكان
العوامل التي تؤثر على توزيع سكّان العالم
التوزيع السكّاني (بالإنجليزية: Population Distribution) هو مقياس يستخدم للتعبير عن معدل انتشار السكان في منطقة معينة، مقارنةً بغيرها من المناطق على مستوى الدولة الواحدة؛ أو القارة، أو العالم.
وعمومًا يكون توزيع السكان في النصف الشمالي من للكرة الأرضية أكبر بكثير من النصف الجنوبي، الذي يضم أقل من 10% من إجمالي سكان العالم، وحتى التوزيع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يختلف من مكان لآخر، إذ يعيش ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان في إفريقيا وآسيا.
والسبب في اختلاف توزيع السكان في العالم يعود إلى عدّة عوامل من أبرزها العوامل الطبيعية؛ والعوامل الاجتماعية والاقتصادية؛ والعوامل الديموغرافية؛ والعوامل السياسية، فيما يأتي نبذة مختصرة عن كل منها.
العوامل الطبيعية
يرتبط التوزيع السكاني بمجموعة عوامل طبيعية ينتج عنها تكوين أقاليم وبيئات جغرافية تكون إما جاذبة للسكان أو طاردة لهم، ومن أهم هذه العوامل ما يأتي:
المناخ
يفضّل البشر السكن في بيئة قابلة للعيش فيها، مثل المناخات المعتدلة أو الدافئة، إذ تهطل كميات كافية من الأمطار، وتتميز بدرجات حرارة معتدلة، لا شديدة الحرارة، ولا شديدة البرودة، ما يجعلها مناسبة للزراعة، وتربية مجموعة واسعة من الحيوانات، وبالتالي توفير الغذاء الكافي لعدد كبير من السكان.
عند النظر إلى العالم ككل نجد أنّ البلدان الأكثر اكتظاظًا بالسكان تقع في الغالب في المناطق الاستوائية على عكس مناطق القطب الشمالي الأقل اكتظاظًا بالسكان بسبب درجة الحرارة شديدة البرودة، التي تجعل وجود النباتات والحيوانات فيها نادر، بالإضافة إلى أن الشتاء بارد جدًا، والصيف قصير للغاية، ما يجعل الحياة البشرية صعبة.
توزيع المياه
يُعدّ الماء من أهم مقومات الحياة، فهو المورد الوحيد الذي لولاه لانعدمت الحياة على سطح الأرض، ومن المعروف أنّ المناطق التي تتساقط فيها كميات كبيرة من الأمطار التي تساعد على الزراعة توفّر فرصاً عديدةً لأعداد كبيرة من السكان، فتزداد فيها الكثافة السكانية مقارنةً بتلك المناطق الجافة وشبه الجافة التي يندر فيها سقوط الأمطار.
كذلك تشجع مصادر إمداد المياه الدائمة الكثافة السكانية؛ لضرورة المياه في الشرب؛ والغسيل؛ والري، فالحضارات القدمية جميعها استوطنت بالقرب من وديان الأنهار، والسهول الساحلية، التي تتوفر فيها مصادر المياه المتجددة، فتكون هذه المناطق أكثر كثافة سكانية من تلك الفقيرة بمصادر المياه.
نوعية التربة
تؤثر نوعية التربة في كثافة السكان وتوزيعهم، لأنها مناسبة للزراعة، إذ تسمح التربة الخصبة بإنجاح الزراعة، وعليه تكون ذات كثافة سكانية أعلى من المناطق ذات التربة الفقيرة.
تتركز التربة عالية الجودة في المناطق المنخفضة مثل سهول الفيضانات النهرية والدلتا، أما التربة الفقيرة فتتركّز في الصحاري والمناطق الجبلية، التي تكون فيها التربة معرضة للتآكل.
الموقع الجغرافي
يُفضل البشر التمركز والاستقرار بالقرب من مراكز المدن والبلديات الرئيسية، باعتبار المعيشة داخل حدود المدن مكلفة، على عكس المناطق المحيطة بالمدينة أو البلدات المجاورة، خاصة في حال توفر وسائل نقل رخيصة وموثوقة.
فتكون الكثافة السكانية في مراكز المدن حيث توفّر الخدمات التعليمية، والصحية، والإدارية، أكثر من تلك المناطق التي تكون على أطراف المدن، مثل الضواحي مثلاً، والتي تفتقر للكثير من الخدمات الأساسية.
الكوارث الطبيعية
تلعب الكوارث الطبيعية التي تحدث في منطقة معينة مثل العواصف المتكررة؛ والزلازل؛ والفيضانات؛ والحرائق البرية؛ دورًا كبيرًا في جذب السكان أو طردهم، فالمناطق المشهورة بالكوارث الطبيعية يكون التركيز السكاني فيها منخفضًا جدًا.
العوامل الديموغرافية
يقصد بالعوامل ديموغرافية خصائص السكان التي تلعب دوراً كبيراً في توزيع ونمو السكان، وتشتمل على ما يأتي:
زيادة السكان الطبيعية
الزيادة الطبيعية هي الفرق بين نسب الوفيات والمواليد الخاصة بمجتمع ما في دولة ما، ويطرأ عليها اختلافات عبر فترات زمنية متباينة، بسبب التغير المستمر في عدد الولادات والوفيات، التي تؤدي إلى تغير في الكثافة السكانية، وهذا التغير قد يكون بالزيادة أو بالنقصان.
ففي المجتمعات التي تقل فيها الرعاية الصحية، تكثر فيها عدد الوفيات بالنسبة لعدد الولادات، ما يعني انخفاض الكثافة السكانية فيها، مقابل ارتفاع الكثافة السكانية في المجتمعات التي تحظى برعاية صحية عالية المستوى، ما يزيد عدد الولادات على حساب عدد الوفيات.
الهجرة
تلعب الهجرة من الريف إلى المدينة للبحث عن مستوى معيشي أفضل، وهربًا من مشكلاتت ندرة الأراضي الزراعية والسكنية، أو عدم توافر فرص عمل وانخفاض الأجور، وضعف الخدمات الطبية والتعليمية وغيرها من الأمور، تلعب دورًا هامًا بإعادة توزيع السكان، ما يزيد من الكثافة السكانية في المدن، على حساب انخفاضها في الأرياف.
العوامل الاجتماعية والاقتصادية
العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على التوزيع السكاني هي كالآتي:
الأنشطة الاقتصادية
المناطق التي تتوفّر فيها الفرص الاقتصادية؛ والوظائف والبنية التحتية الفعالة، بما في ذلك وسائل النقل الجيد؛ والطاقة؛ والمياه؛ والصرف الصحي، تكون ذات كثافة سكانية عالية، فهذه المناطق توفّر للسكان دخل منتظم، العامل الذي يشكل عامل جذب للعيش فيها.
كما شكلت الصناعات، والسياحة عامل جذب للسكان للقدوم والاستيطان فيها، ولعبت دور كبير في تحويل المناطق غير المؤهلة لعيش السكان إلى مناطق ذات كثافة سكانية عن طريق بناء أماكن لسكن أعداد كبيرة من العمال الباحثين عن فرصة عمل.
التنظيم الاجتماعي
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، حيث إنّ هذا يُعدّ السبب وراء انتقال السكان من أماكنهم الأصلية بحثًا عن مكان أفضل للعيش، وللاستقرار فيه، وتكوين مجتمعات في أماكن جديدة تمتلك نفس اللغة، والثقافة، والعادات، حيث تصبح هذه المجتمعات جاذبة لكل من يتشابه معها، ما يجعلها مناطق ذات كثافة سكانية عالية .
العوامل السياسية
العوامل السياسية التي تؤثر على التوزيع السكاني هي كالآتي:
الحرب والصراعات السياسية
تشكل الحروب والصراعات السياسية عامل طرد للسكان، وتقلل الكثافة السكانية فيها، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الوفيات أولاً، وزيادة معدلات الهجرة بحثًا عن الأمان، وبالتالي تشهد المناطق الساخنة انخفاض في أعداد السكان، مقابل كثافة سكانية عالية في المناطق الآمنة المهاجر إليها بسبب تدفق الفارين من الحروب .
عدم الاستقرار السياسي
المناطق التي تشهد تمييز عنصري بين السكان تتميّز بعدم استقرار سياسي، فالأوضاع فيها قابلة للانفجار بأي لحظة، وبالتالي يهاجر السكان من مثل هذه المناطق طلبًا للأمان والاستقرار، ما يجعل هذه المناطق ذات كثافة سكانية منخفضة.
سياسة الدولة وقوانينها
تؤثر سياسات الدول وقوانينها في التوزيع السكاني على أراضيها، فبعض الدول تسن قوانين من شأنها تشجيع الهجرة إليها، لحاجتها للأيدي العاملة مثلاً، أو لكونها مجتمعات هرمة يزيد عدد كبار السن فيها عن فئة الشباب المنتجة، ما يشجع على تدفّق العديد من المهاجرين إليها، فتزيد الكثافة السكانية فيها.
بينما تشهد بعض الدول التي انفجاراً سكانياً، وتسنّ قوانين لخفض الخصوبة، والسيطرة على أعداد السكان المتفجرة فيها، مثل سياسة الطفل الواحد التي طبقتها بعض الدول، ما ساهم في إنجاح تقليل أعداد السكان فيها.
أكثر القارات ازدحامًا بالسكان في العالم
يبلغ تعداد السكان العالمي قرابة 7.8 مليار نسمة، ويتركز أغلبهم في قارتين هما:
- قارة آسيا
تعد قارة آسيا أكثر القارات ازدحامًا بالسكان من بين قارّات العالم السبعة، إذ يعيش فيها ما يقرب من 60% من سكان العالم، أمّا عدد سكّانها فيبلغ حوالي 4,651,000,000 نسمة، وترتفع الكثافة السكانيّة بشكل ملحوظ في ك من الصين والهند.
- قارة أفريقيا
تُعد قارة أفريقيا ثاني أكبر قارة في العالم من حيث عدد السكّان، إذ يبلغ عدد السكان فيها حوالي 1,373,000,000 نسمة.
أكثر الدول ازدحامًا بالسكان في العالم
فيما يأتي قائمة بأكثر الدول ازدحامًا بالسكان مرتّبة ترتيبًا تنازليًّا:
الدولة | عدد السكان | نسبة السكان بالنسبة لسكان العالم |
الصين | 1,439,323,776 | 18.47 % |
الهند | 1,380,004,385 | 17.70 % |
الولايات المتحدة الأمريكية | 331,002,651 | 4.25 % |
إندونيسيا | 273,523,615 | 3.51 % |
الباكستان | 220,892,340 | 2.83 % |
البرازيل | 212,559,417 | 2.73 % |
نيجيريا | 206,139,589 | 2.64 % |