العوامل المؤثرة بتحسس القمح
مرض تحسّس القمح
يُعدّ مرض تحسّس القمح أو كما يُطلق عليه مرض سيلياك أو الداء البطني (بالإنجليزية: Celiac disease) أحد أمراض المناعة الذاتيّة الموروثة، والتي تظهر أعراضه في أيّ فترة من عُمر المُصاب، ويحدث ذلك عند تناول المُصاب بهذا المرض أيّ مواد غذائية تحتوي على بروتين الجلوتين (بالإنجليزية: Gluten) مثل منتجات القمح والشعير، فيُظهر جسم المريض استجابة مناعيّة فوريّة لدخول مادّة الجلوتين إلى الجسم، وتتسبّب هذه الإستجابة المناعيّة في إحداث ضرر وإتلاف للزّغب المعوية (بالإنجليزية: Intestinal villus) التي تبطّن الأمعاء الدقيقة ، الأمر الذي يؤدّي إلى إعاقة امتصاص المواد الغذائيّة الموجودة في الأطعمة، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا المرض يصيب 1% من التعداد الكلي للسكان في العالم، ويؤدي للإصابة بالعديد من المضاعفات والأمراض على المدى البعيد، في حال لم يتلقَّ المريض العلاج المناسب.
العوامل المؤثرة في تحسس القمح
يصيب مرض تحسس القمح الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني للإصابة به، ويرتبط بحدوث اضراب في جهاز مناعتهم يجعله يهاجم أجزاء عديدة من أمعائهم الدقيقة عند تناولهم لأيّ مادة غذائية تحتوي على الجلوتين، وفيما يلي بيان للعوامل المؤثرة في تحسس القمح.
عوامل تزيد احتمالية الإصابة بتحسس القمح
في الحقيقة توجد العديد من العوامل التي قد تزيد احتمالية إصابة الفرد بهذا المرض، ومنها:
- وجود تاريخ عائلي مرتبط بالإصابة بتحسس القمح.
- تغذية الرضيع ؛ تشير بعض الدراسات إلى أنّ تقديم غذاء يحتوي على الجلوتين للرضيع قبل أن يُتمّ الشهر الثالث من عمره من الممكن أن يتسبّب بزيادة خطر تطوّر وظهور حساسيّة القمح.
- الإصابة بالعدوى المعويّة.
- الإصابة ببعض الأمراض التي قد تزيد من فُرصة حدوث تحسّس القمح، ومن هذه الأمراض ما يلي:
- مرض السُّكري من النوع الأول.
- مُتلازمة داون ، أو متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner syndrome).
- أمراض الغُدّة الدرقيّة الناتجة عن مشاكل في المناعة الذاتيّة.
- التهاب القولون المجهري (بالإنجليزية: Microscopic Colitis).
- مرض أديسون (بالإنجليزية: Addison's disease).
- الالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
- التهاب القولون التقرّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis).
- الاضطرابات والمشاكل العصبيّة مثل الإصابة بالصَّرع.
عوامل تزيد من شدّة الأعراض
كما أنّ هُناك مجموعة من العوامل التي تُؤثر في شدّة الأعراض التي تظهر على الشخص المُصاب بحساسيّة القمح، نذكر منها ما يلي:
- مُدّة الرضاعة الطبيعيّة التي حصل عليها المُصاب وهو رضيع.
- العمر الذي بدأ يأكل فيه الشخص المُصاب الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.
- كميّة الجلوتين التي يتناولها الشخص المُصاب بحساسيّة القمح.
- شدّة الضرر الذي تعرّضت له الأمعاء.
تنبيهات غذائيّة لمرضى تحسس القمح
في حال تمّ الالتزام بنظام حمية غذائي يُلزِم بتجنُّب الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين وتناول الأطعمة الصحيّة الخالية من الجلوتين، يُمكن أن تتحسن صحّة المُصاب بتحسّس القمح خلال أيام أو بضعة أسابيع وقد يستغرق الأمر ثلاثة إلى أربعة شهور لتخف حِدّة الأعراض عند الأطفال، وما إن تتعافى بطانة الأمعاء وتُشفى خلال سنوات من الالتزام بهذه الحمية، تتحسّن صحة المريض بشكل كُلّي ويُصبح الجهاز الهضمي قادراص على امتصاص المواد الغذائية من الأطعمة، وفي الحقيقة يُعدّ تناول الأطعمة الخالية من الجلوتين أمراً هامّاً في حالة تحسس القمح، فعلى المريض معرفة الأطعمة التي يجدر به تجنب تناولها، والأطعمة الأخرى التي من المُمكن أن يتناولها، وفيما يلي بيان لذلك:
- الأطعمة التي ينبغي تجنب تناولها؛ كالقمح، والحنطة، والشعير، والبرغل، والقمح القاسي أو قمح المعكرونة، والسّميد، وغيرها.
- الأطعمة التي ينبغي تجنبها إلّا إذا سُجّل عليها معلومة تصرّح بخُلُوِّها من الجلوتين؛ كالخبز، والكعك والفطائر، والحلوى، والمخبوزات، والصلصات، والشوفان، والباستا، ولحم اللاّنشون المُعلّب والنقانق.
- الحبوب والنشويات الخالية من الجلوتين والتي يمكن تناولها، مثل؛ الحنطة السوداء، والذرة، والأرز، ودقيق الذرة، والدقيق المصنوع من الأرز أو البطاطا أو الفاصولياء.
- الأطعمة الصحية الأخرى الخالية من الجلوتين والتي يُمكن تناولها، مثل؛ اللحوم والأسماك الطازجة، والفواكه، ومُعظم مُشتقات الألبان، والخضراوات بما في ذلك الخضراوات النشويّة كالبازلاء والبطاطا الحلوة.
أعراض تحسس القمح
يؤثر مرض تحسّس القمح عادةً في الجهاز الهضمي للمصاب وخاصة في أمعائه، ولكن من المُمكن أيضاً أن يُؤثّر في أجزاء أخرى من جسمه، فتظهر أعراض مُختلفة على المريض، وتختلف هذه الأعراض بناء على عُمر المُصاب، فأعراض تحسّس القمح التي تظهر على البالغين مُختلفة عن الأعراض التي تظهر على الأطفال، ويُمكن ذكر بعض من هذه الأعراض وتوضيحها كما يلي:
- الأعراض التي تظهر على الأطفال: هُناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على الأطفال المُصابين بتحسّس القمح، وتكون في مُعظمها مُرتبطة بمشاكل الجهاز الهضمي، ومنها ما يلي:
- تأخر نمو الطفل .
- تأخّر بلوغ الطفل.
- الشعور بالتعب، وسُرعة الانفعال.
- فقدان الوزن .
- التقيّؤ، وألم البطن، وانتفاخه.
- الإصابة بالإسهال، أو الإمساك بشكل مستمر.
- خروج بُراز دهني، ولونه شاحب، وله رائحة كريهة.
- الأعراض التي تظهر على البالغين: تظهر على المرضى البالغين أعراض تشمل حدوث اضطرابات عديدة في أجزاء مختلفة من الجسم، بالإضافة لأعراض الجهاز الهضمي، ومن هذه الأعراض مايلي:
- فقر الدم الناجم عن عوز الحديد (بالإنجليزية: Iron-deficiency anemia).
- ألم المفاصل وتيبّسها.
- ضعف وهشاشة العظام .
- التعب والإعياء العام.
- الإصابة بالتشنّجات أو النوبات (بالإنجليزية: Seizures).
- وجود مشاكل جلديّة كالإصابة بالتهاب الجلد الحلئي الشكل (بالإنجليزية Dermatitis herpetiformis).
- تنميل ووخز الأطراف العلوية والسفلية.
- تصبّغ الأسنان أو فقدان المينا (بالإنجليزية: Enamel).
- ظهور تقرحات داخل الفم.
- اضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها.
- التأثير في الخصوبة، وإجهاض الأجنة.
تشخيص الإصابة بتحسس القمح
في الحقيقة هُناك العديد من المرضى المُصابين بتحسس القمح الذين لا يدركون إصابتهم بهذا المرض، لذلك من الضروري عمل فحص دقيق يُشخِّص الإصابة، ويقوم الطبيب بتشخيص الإصابة بتحسس القمح عن طريق:
- اختبارات الدم: يلجأ الأطباء عادة لهذين النوعين من اختبارات الدم لتشخيص الإصابة بتحسس القمح:
- فحص مصل الدم، للكشف عن احتوائه على أجسام مُضادّة.
- الفحص الجيني .
- التنظير الداخلي: أو التنظير الباطني (بالإنجليزية: Endoscopy)؛ وقد يقوم الطبيب أيضاً بأخذ عينة من نسيج الأمعاء الدقيقة والبحث عن احتماليّة وجود أيّ خلل فيه.