نبذة عن مسرحية أوديب
التعريف بمسرحية أوديب
هي أحد أشهر المسرحيات من الأدب اليوناني القديم قام بتأليفها الكاتب اليوناني سوفوكليس، وتُعتبر من النوع التراجيدي وتم تمثيلها قبل حوالي 429 عام قبل الميلاد، وأسطورة أوديب لا تزال تعيش بيننا إلى الآن لتأثير المسرحية على كلٍّ من الأدب الأوروبي والعربي، وقد أشار إليها الفيلسوف اليوناني أرسطو في أعماله الشعرية تحت اسم (الطاغية أوديب) نظراً لبشاعة الشخصية في المسرحية.
بداية الأحداث وتحقق النبوءة
تبدأ أحداث المسرحية في مدينة طيبة التي كان يحكمها الملك لايوس وزوجته جوكستا، كان الملك لا ينجب فذهب لمعبد لاستطلاع الأمر، وهذه كانت عادة اليونانيين القدماء، فأتته العرافة لتخبره بأن امرأته ستنجب مولوداً ذكراً يقتل أباه ويتزوج أمه، فرُعب لايوس من قول العرّافة فهجر زوجته، وذات مرة أتى مخمورًا لزوجته فحملت منه.
انتظر لايوس حتى أتمت جوكستا حملها ووضعت مولوداً ذكراً، قرّر لايوس التخلص من المولود عن طريق تقييد قدميه وإعطائه لحارسه حتى يرميه في الجبال خارج المدينة، ذهب الحارس بالطفل لكنه رأفَ به ولم يقتله بل سلّمه لراعٍ الذي قام بدوره لتسليمه لحارس ملك المدينة المجاورة وهو كورنثة الذي كان لا يُنجب هو الآخر.
نشأ أوديب في قصر ملك كورنثة ظاناً منه أنهم والداه الحقيقيان، وفي يوم قام أصحاب أوديب بتشكيكه بأنّهم والداه الحقيقيان، فما كان من أوديب إلا الذهاب للتأكد من الأمر بنفسه لدى العرّافة، فأخبرته العرّافة بأنّك ستقتل أباك وتتزوج أمك، أُصيب أوديب بالذعر وقرّر الفرار من المدينة خِشية تحقق النبوءة وتوجّه إلى طيبة، في طريقه لطيبة يُصادف أوديب رجلاً يحيطه حرّاس يتشابك معهم أوديب فيقتلهم جميعاً.
يكمل أوديب طريقه لطيبة ليجد دابّة تسأل الناس سؤالاً غامضاً وتقتل كل من لا يعرف الإجابة، يُجيب أوديب على سؤال الدابّة، فتنهار الدابة لمعرفة أوديب حلّ اللغز وتلقي بنفسها وتموت، فرِح الشعب لتخلصهم من الدابة، وما لبثوا أن فرحوا حتى أتاهم خبر وفاة ملكهم، فقرّروا تنصيب أوديب لذكائه ملكاً عليهم وزوجوه من الملكة جوكاستا وأنجب منها أربعة أطفال وهكذا حققّ أوديب نبوءة العرّافة.
تأزُّم الأحداث
بعد تولي أوديب الحكم بسنوات يدبُّ في المدينة داء الطاعون ، فأدرك أوديب بفطنتهِ أنّ لعنة الآلهة حلّت على المدينة، فبعث بكريون أخ زوجته لاستطلاع الأمر من العرّافة، فعاد كريون ليخبره بأنّ سبب الداء هو وجود قاتل الملك لايوس في المدينة، فأخذ أوديب بالتوعد للقاتل وأنّه سيُلقى القبض عليه حتى لو كان في بيته، فاقترح عليه سادة المدينة بأن يبعث بكريون لعرّاف أعمى اسمه ترسياس ليكشف لهم من هو القاتل.
يأتي ترسياس ويتهرب من الإجابة بذكاء لكنه لم ينجُ من ضغوطات الملك أوديب فيخبرهُ بأنّه القاتل، لكن أوديب لم يتقبل هذا واتهم ترسياس بالجهل وأنّه أعمى، فما كان من العراف ترسياس إلا أن رد عليه وقال: أنا أعمى البصر وليس أعمى البصيرة وأمر بزجّه في السجن.
بعد فترة يأتي رسول من كورنثة يخبر أوديب بأن أباك الملك قد توفي وأن كورنثة تنتظرأوديب وريث العرش، فرفض أوديب الذهاب خوفاً من تحقق النبوءة بأن يتزوج والدته التي في كورنثة، يسأل الرسول أوديب عن سبب رفضه فيخبره أوديب بالقصة وما أخبرته به العرافة فطمأنه الحارس بأنّهما ليسا والديه الحقيقين، وأنه استلمه من راعي حينما كان طفلاً وسلّمه لملك كورنثة.
يُصاب أوديب بالذهول ويسرع لذلك الراعي الذي أخبر بالحقيقة، والآن الملك أوديب يعلم بالحقيقة كاملةً وكيف أنّ النبوءة تحققت فعلاً، يُسرع إلى زوجته ليجدها قد علمت بالأمر أيضًا وشنقت نفسها في القصر، فيأخذ دبوس من فستانها وهي جثة هامدة ويغرسه في عينيه، وقُذف بأوديب الأعمى خارج المدينة هو وأولاده حتى لا يرى أحداً ولا يراه أحد وعاشوا ببؤس بقية حياتهم.