العمل عن بعد للمرأة
تعتمد الكثير من الأسر على مصدرين للدخل لزيادة قدرتها المالية، فقد ارتفعت نسبة الأسر التي تعتمد على مصدرين للدخل بشكل ملحوظ منذ ستينات القرن الماضي، إذ إنّ الرواتب المُقدّمة للموظفين لا تواكب التضخم الذي تُعاني منه معظم دول العالم؛ لذا تلجأ الكثير من الأسر إلى مصدريّ دخل لتلبية المتطلّبات المالية المسؤولة عنها، ومن هنا جاء دور المرأة في المشاركة في الحصول على الدخل، فبالرغم من أنّ الكثير من النساء يُفضّلن الاستقالة من العمل من أجل التركيز على رعاية أسرهنّ، لكن قد لا يستطيع الزوج وحده تحمّل النفقات المطلوبة، لذا جاء العمل عن بعد كحلٍّ للنساء يسمح لهنّ بالعمل والحصول على دخل، وفي نفس الوقت الاهتمام بعائلاتهنّ بشكلٍ مناسب لما يوفّره من مرونة في اختيار وقت العمل.
فوائد العمل عن بعد للمرأة
يُحقّق العمل عن بعد العديد من الفوائد للمرأة، ومنها ما يأتي:
- عدم الحاجة للذهاب إلى مكان العمل: يوفر عدم الحاجة للتنقل ميزةً مهمّةً وهي عدم إضاعة الوقت في الذهاب إلى مكان العمل وفي العودة إلى المنزل، أيّ توفير ما يُقارب ثلاث ساعات يتمّ الاستفادة منها في إنتاج عمل مفيد بدلاً من إضاعتها في الطرقات، إلى جانب توفير الوقود، وعدم القلق من عدم توافر مواقف السيارات.
- عدم الحاجة لارتداء الملابس الرسمية: في حال العمل عن بعد لا يوجد حاجة لارتداء ملابس رسميةً كلّ يوم، ممّا يوفّر شعوراً بالراحة للموظفة، علماً بأنّه قد تحتاج بعض الموظفات لعمل اجتماعات عن بعد وارتداء زيّ رسميّ مناسب في بعض الأحيان.
- إتاحة وقت عمل فعّال دون مقاطعة: يُساعد العمل عن بعد على جعل العمل أكثر كفاءةً ممّا يزيد من الإنتاجية؛ وذلك بسبب عدم الاضطرار إلى حدوث العديد من المقاطعات في العمل كالاجتماعات المكتبية، أو المحادثات الخارجة عن موضوع العمل، أو غيرها من المقاطعات.
- عمل جدول زمني خاص: تستطيع الموظفة عمل جدول زمني مرن لإنجاز عملها، ولا يُشترط خلاله بدء العمل وإنهاؤه في أوقات محددة، فكثير من المهام في العمل عن بعد يُمكن إنجازها في أيّ وقت خلال اليوم، بشرط الالتزام بالموعد النهائي لتسليم المهام المطلوبة، إذ يُمكن القيام ببعض الأمور التي من غير الممكن القيام بها في المكتب التقليدي، مثل: عمل بعض التمارين الرياضية، أو الحصول على قيلولة لمدّة عشر دقائق، كما أنّ الموظفات اللواتي لديهنّ أطفالاً لا يقلقن في حال تمّ تعطيل أطفالهنّ ضمن الإجازات المدرسية أو بسبب المرض أو برودة الجو؛ لأنهنّ معهم في المنازل، حيث يُتيح العمل عن بعد الفرصة المناسبة للموظفات اللواتي يسعين إلى تحقيق بعض الأهداف الشخصية التي تتعارض مع يوم عملٍ تقليدي.
- الاستقلالية في العمل وتطوير المهارات: في حال وجود سؤال لدى الموظفة، فإنّها ستبحث عن الإجابة بنفسها بسبب عدم وجود موظفين حولها، وهذا يُطوّر من مهارات البحث لديها وتُصبح أقدر على العثور على الإجابات بنفسها من خلال البحث على محرّكات البحث، أو مراجعة صفحة الشركة التي تعمل لديها للحصول على الإجابة بنفسها، مع إمكانية الحصول على المساعدة من الآخرين وطرح الأسئلة عليهم عند الحاجة.
للتعرف أكثر على عمل المرأة يمكنك قراءة المقال بحث عن عمل المرأة
وظائف للعمل عن بعد للمرأة
يوجد العديد من الوظائف التي تُناسب المرأة وتستطيع ممارستها عن بعد، ومنها ما يأتي:
- وظيفة في مركز الاتصال: (بالإنجليزيّة: Call Center)، تستطيع النساء اللواتي يتمتعن بمهاراتٍ هاتفيةٍ جيدة ويُجدن التحدّث مع الآخرين العمل لمركز اتصال من المنزل، فبعض الشركات تُعيّن النساء لمراكز الاتصال الافتراضية من أجل تلبية احتياجات الأعمال الخاصة بهم، كما أنّ بعض الشركات تُعيّن مُمثّلين لها من جهات خارجية.
- خدمة العملاء: (بالإنجليزيّة: Customer Service)، تستطيع النساء اللواتي لديهنّ خلفية في خدمة العملاء ، أو البيع بالتجزئة، أو الاتصالات، أو التسويق، العمل في مجال خدمة العملاء، حيث توظّف العديد من الشركات بما فيهم المؤسسات الرقمية وتجار التجزئة عبر الإنترنت الأفراد بما فيهم النساء لإدارة خدمة العملاء، وكمثال على تلك الخدمات المقدمة من قِبل خدمة العملاء وجود خيار "إرسال بريد إلكتروني للمساعدة الفورية" أو "الدردشة الآن للحصول على المساعدة" على صفحة الشركة المُراد التسوّق منها عبر الإنترنت، وبعد الضغط على تلك الخيارات تردّ السيدة التي تعمل عن بُعد وتُقدّم المساعدة.
- وظائف الحاسوب: (بالإنجليزيّة: Computer Jobs)، يوجد العديد من وظائف الحاسوب السهلة التي تستطيع النساء القيام بها من خلال العمل عن بعد، حيث إنّ كلّ ما تتطلّبه هذه الوظائف المهارات الحاسوبية الضرورية لإنجاز المهام.
- برمجة الحاسوب: (بالإنجليزيّة: Computer Programming)، تحتاج الشركات في هذا الوقت لتوظيف عددٍ كبيرٍ من المبرمجين؛ وذلك بسبب نمو عالم الذكاء الصناعي والاعتماد على أجهزة الحاسوب، ويستطيع أيّ شخص يمتلك المهارات المناسبة للبرمجة أن يُطوّر نفسه ويعمل في هذا المجال، ويمكن للعديد من النساء اللواتي يمتلكن تلك المهارات ممارسة وظيفة البرمجة عن بعد من المنزل لأنَ البرمجة قائمة على جهازالحاسوب ولا يُشكّل حضور المبرمج إلى الشركة أهميةً كبيرةً.
- معلمة خاصة: (بالإنجليزيّة: Teacher & Tutor Jobs)، أتاحت شبكة الانترنت ذات السرعة العالية والتكنولوجيا المتقدمة فرصاً كبيرة للعديد من المعلمين ليتمكّنوا من تدريس الطلاب من مختلف أنحاء العالم، ويوجد العديد من الدول التي يزداد الطلب فيها على المعلمين للعمل عن بعد وفيها يُسمح للأطفال بالالتحاق بالمدارس العامة عبر الإنترنت وذلك من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر، وخلال العمل كمعلمة عن بعد تحصل المعلمة على دخل يعتمد على عدد ساعات العمل، والمرحلة التي تُدرّسها.
- وظائف مُطوّر ويب ومُصمّم جرافيك: (بالإنجليزيّة: Web Developer & Graphic Designer)، تستطيع النساء اللواتي يستطعن تصميم مواقع الويب وتطويرها أو تصميم الرسومات البيانية أن يعملن في مجالهنّ عن بعد، فبشكلٍ عام يحتاج كلّ نشاطٍ تجاري إلى موقع ويب، وفي حال استطاعت المرأة أن تُسوّق مهاراتها وخبراتها للشركات الكبيرة أو الصغيرة سيكون لها فرص كبيرة جداً للعمل، وتستطيع أيّ مرأة العمل على أساس مستقل لمجموعة متنوعة من العملاء، أو أن تعمل مع شركة معينة، حيث يوفّر هذا المجال مصدر رزقٍ للعديد من العاملين والعاملات فيه.
التأكد من موثوقية العمل عن بعد للمرأة
تزايدت القوى العاملة عن بعد بشكلٍ كبيرٍ في السنوات الأخيرة، فحتّى عام 2018م وُجد أنّ 53% من القوى العاملة يقضون على الأقل نصف أسبوع العمل في العمل عن بعد، وهذا أدّى إلى زيادة عمليات الاحتيال المتعلّقة بالعمل على الإنترنت من المنزل، كالاحتيال في عمليات التحويل الإلكتروني للنقود، لذا لا بدّ من التأكّد من موثوقية العمل عن بعد للمرأة، وفيما يأتي بعض الطرق التي تُساعد على تحقيق ذلك:
- إجراء مقابة شخصية: وفقاً للرئيس التنفيذي لإحدى شركات حماية الملكية الفكرية السيد روب هولمز أنّ من العلامات التي تُشير إلى وجود عملية احتيال استخدام بريد إلكتروني شخصي، وإجراء المقابلة فقط من خلال الدردشة عبر الإنترنت، لذا من أجل ضمان وظيفة عن بعد بعيداً عن الاحتيال يجب على المرأة إجراء مقابلة عبر الهاتف، أو من خلال الفيديو، والأفضل وجود مقابلات شخصية ، وفي جميع الحالات يجب طلب اسم المقابل من أجل البحث عنه والتأكّد من أنّه اسم حقيقي وغير وهمي.
- التأكّد من أنّ وصف الوظيفة قانونيّ: أحياناً يتمّ وصف الوظيفة المُعلن عنها بشكلٍ يختلف عن المُتوقع، حيث إنّ الوصف الوظيفي يجب أن يتضمّن قائمةً مفصّلةً عن المسؤوليات المطلوبة من المُتقدّم، والخبرات المطلوبة ليتمّ تحديد إمكانية التقديم للوظيفة في حال كان مؤهّلاً لها، لكن في حال عدم توافر أيّ تفاصيل عن الوظيفة، وعدم الاهتمام بالمؤهلات، وعرض الوظيفة بصورة تُبيّن إمكانية الحصول عليها بسهولة وسرعة فإنّ ذلك يدل على عملية احتيال.
- البحث عن الشركة: لا بدّ من إجراء بحث حول الشركة المعلنة للوظيفة قبل الموافقة على العمل بها، سواءً كان العمل ضمن مكتب تقليدي أو عن بعد، حيث يُمكن استخدام الإنترنت من أجل التحقق من موقع الشركة، والتأكّد من وجود موقع ويب لها أو صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي ، والبحث ضمن تلك الصفحة أو الموقع ومحاولة الوصول للعاملين فيها، وفي حال عدم وجود أيّة صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عدم وجود صفحة ويب فذلك يدل على وجود عملية احتيال على الأرجح.
- الاستفسار وطرح الأسئلة: يجب اختيار عدد من الأسئلة المناسبة وطرحها عند الذهاب لمقابلة شخصية أو مقابلة فيديو، والتعرّف على التفاصيل الدقيقة للوظيفة في حال الشك بموثوقية العمل، مثل السؤال عن مقرّ الشركة وما إلى ذلك.
- الانتباه للأمور المالية: تُدرّب بعض الشركات موظفيها، وفي هذه الحالة على المرأة أن تسأل عن نوع التدريب الذي ستحصل عليه، وفي حال إثارة مناقشات حول ضرورة دفعها لرسوم فهذا يدل على وجود عملية احتيال، فالشركة هي المسؤولة عن التدريب مع كافة مستلزماته وليس المتقدّم نفسه، ويجب على أيّ مرأة التأكّد من موثوقية الوظيفة قبل إكمال الإجراءات المالية مثل تقديم المعلومات المصرفية أو معلومات البطاقة الائتمانية .
نصائح في العمل عن بعد للمرأة
يجب على المرأة الحفاظ على كفاءتها، وإنتاجيتها، وإبداعها بعد الحصول على وظيفة جديدة عن بعد، لذا فيما يأتي بعض النصائح التي تُساعد النساء على العمل عن بعد:
- التواصل المستمر: تُعدّ مهارة الاتصال مفتاح النجاح في أيّ وظيفة، وتزداد أهميتها في العمل عن بعد، فعلى المرأة جدولة اجتماع أسبوعي للتواصل مع الزملاء في العمل أو مع المدير، وذلك بهدف مناقشة المهام اليومية والمشاريع القادمة، وتوضيح الأهداف التي حقّقتها وإنجازاتها في الأسبوع الماضي بوضوح أمام المدير.
- مراعاة جودة الأدوات والتقنيات المستخدمة: من المهم للمرأة الاستثمار في جودة الأدوات والتقنيات المهمّة لأداء عملها يإتقان ؛ كالتأكّد من الوصول إلى شبكة (WiFi) قويّة، والقدرة على إجراء مكالمات الفيديو دون فقدان الاتصال، إضافةً إلى وجود أدوات ووسائل تكنولوجية متقدّمة؛ كسماعات الرأس المانعة للضوضاء من أجل أداء العمل في أيّ مكان، ولوحات المفاتيح والفأرة اللاسلكية.
- التعرّف على أشخاص يعملون عن بعد: يُعاني الأشخاص الذين يعملون عن بعد من الشعور بالوحدة، لذا من أجل تجاوز ذلك الشعور من المهم أن تُصبح المرأة جزءاً من مجتمع محليّ صغير من الذين يعملون عن بعد، ففي حال إحاطة المرأة بمجموعة من الذين يعملون بنجاح عن بعد سيُساعد ذلك على دعم المرأة المبتدئة وإلهامها من أجل الاستمرار في عملها بإتقان.
- الاهتمام بمكان العمل: من المهم اختيار مكان رائع للعمل، سواء كان ذلك المكان في المنزل، أو في مقهى، أو غيره من الأماكن، بما يُتيح فرصةً للإبداع وإيجاد دافعية للعمل وحلّ أيّة مشكلة تواجهها المرأة أثناء عملها.
- اكتشاف أسلوب العمل المفضّل: من المهم التعرّف على البيئة المناسبة للعمل بشكل ناجح عند البدء في العمل عن بعد، فبعض النساء يُفضّلن العمل ضمن ضوضاء وبعضهن يخترن العمل في هدوء، كما يجب اكتشاف فيما تُفضل المرأة العمل في الصباح أو في المساء، وفيما تُفضّل أخذ قسط طويل من الراحة منتصف النهار، أو توزيع فترات الراحة خلال اليوم كاملاً، وذلك لاعتماد أسلوب العمل المفضّل لديها لتُنجز مهامها بكفاءة عالية.
- الحصول على وقتٍ كافٍ للاهتمام بالنفس: من المهم أن تمنح المرأة نفسها وقتاً من أجل الاعتناء بنفسها؛ كتناول الطعام الصحي، ووضع برنامج للتمارين الرياضية، فذلك يُساعدها على زيادة التركيز وبالتالي زيادة الإنتاجية ، وبسبب ميزة المرونة التي يتمتّع بها العمل عن بعد تستطيع المرأة القيام بمهامها المختلفة؛ كرعاية أطفالها، أو الذهاب لموعد مهم أو غيرها من الأعمال المهمة دون ترك عملها.
- تحديد موعد تسجيل الخروج: من المهم تحديد وقت تقوم فيه المرأة "بتسجيل الخروج" رسميّاً في الليل للتفرّغ لعائلتها، بالرغم من إمكانية تلقّي رسائل إلكترونية أو إشعارات عمل في أيّ وقت، وخصوصاً في حال العمل ضمن مناطق مختلفة زمنياً.
نظرة عامة عن العمل عن بعد
يعرّف العمل عن بعد (بالإنجليزيّة: Remote Work) بأنّه ممارسة العمل من خارج المكتب التقليدي بالاعتماد على التكنولوجيا ، فالموظفون في العمل عن بعد يؤدّون أعمالهم من أيّ مكانٍ خارج المكتب؛ كالمنازل، أو الفنادق، أو المقاهي، أو أيّ مكانٍ آخر، وقد أصبح هذا الشكل من العمل الأكثر شيوعاً في هذا الوقت لما يوفّره من مرونة للموظفين باختيار مكان وزمان عملهم، لذا فإنّ التقدّم التكنولوجي يُسهّل العمل عن بُعد ويُساعد على تحقيق العديد من الفوائد للموظفين ولأرباب العمل.
