العلم سلاح ذو حدين
العلم سلاح ذو حدين
يُعَدُّ العلمُ من أهم منجزات العصر، ومظهراً لحضارة الإنسان ورقيّه، وهناك من يستغل العلم بشكلٍ إيجابي، فينتفع به في كافة ميادين الحياة، ممّا يؤثر إيجاباً على الفرد والمجتمع والأمة بشكل عام، وهناك من يستغله بشكلٍ سلبي وخاطئ، مما يؤثر سلباًَ على المجتمع والأمّة بشكلٍ عام، وهناك واجب يتعيّن علينا القيام به نحو العلم، لننعم بالجانب الإيجابي فيه.
إيجابيات العلم
لبّى العلم حاجات الإنسان الأساسيّة، وسهلها، وانتقل به إلى الكثير من الجوانب الكماليّة، فيسَّر حياة الإنسان في النقل ووسائله وارتقى بها، براً وجواً وبحراً، وكذلك في والزراعة وأنواعها وأشكالها، وفي الطبّ وعلومه وأدواته، وكذلك في ميادين الاتصالات بأشكالها المتعددة، فكانت الثورة المعلوماتيّة الهائلة، وما نتج عنها من أدوات وسبل متعددة في الاتصال التي سهلت ويسرت على الإنسان الكثير، أمّا في مجال العمران والبناء فكان للعلم لمسات قوية ورائعة في ذلك، ظهرت في براعة الهندسة والتخطيط والبناء.
لم يقف الانسان عند البر، بل غاص في اعماق البحار والمحيطات مستفيداً ممّا تخفيه في باطنها، وحقق الإنسان بالعلم إبداعات شتى في الإعلام وأشكاله ووسائله، فارتقى الإنسان بنفسه من خلاله في شتى ميادين الحياة.
سلبيات العلم
من سلبيات العلم والتقدم التكنولوجي التي أثرت على العالم التفنن في إنتاج الأسلحة، ولا سيَّما أسلحة الدمار الشامل، وجوانب الانحلال والفساد التي تحملها مواقع الإنترنت، وأشكال الإعلام الذي يهدف إلى نشر الانحراف الأخلاقي، وكذلك التلوُّث الناجم عن مفرزات العلم في مجال الصناعة، وانتشار الجريمة بكل صورها، فمن هذا الوجه نقول: العلم سلاح ذو حدين، وهو كذلك وسيبقى كذلك، فنزغات الشر في الإنسان قائمة، ومدافعة الحق والباطل قائمة أيضاً، فالإنسان في ذاته ينقلب عليها أحياناً، وتتصارع في ذاته قيم الخير والشر، والرقابة الذاتية وقوة حضورها، وقوة الإيمان هي التي تغلب وتفصل في الصراع.
واجبنا نحو العلم
من واجبنا أن نولي العلم الاهتمام المناسب، وذلك بالاستفادة من العلم بالشكل الصحيح بما يحقق المصلحة لنا ولغيرنا، وذلك بأن نسلك السبل الصحيحة في طلب العلم وتحصيله، ونطرق كلّ أبواب العلم والمعرفة، ونستفيد منها بشكل إيجابي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الإنسان هو من يقرر الوجهة الصحيحة لطلب العلم، وطريقة الاستفادة منه، فبإمكانه الاستفادة من الجوانب المضيئة فيه، فيستخدمها لما فيه خير ذاته وخير الناس من حوله، وبإمكانه أيضاً استغلال الجوانب السيئة فيضرُّ نفسه، وينتقل ضرره حتى يطال الآخرين حوله.