العلاقة بين سماكة بطانة الرحم والحمل
سمك بطانة الرحم المناسب لحدوث الحمل
يتراوح معدل سمك بطانة الرحم المناسبة لحدوث الحمل وانغراس الجنين ما بين 8-15 مم، ويُشار لاختلاف سمك بطانة الرحم (Endometrium thickness) المناسب لحدوث الحمل من امرأة لأخرى، كما يختلف سمكها من وقت لآخر خلال الشهر، نتيجةً لتغير مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون خلال الدورة الشهرية.
وغالبًا ما يزداد سمك بطانة الرحم أثناء فترة الإباضة؛ وذلك استعدادًا لانغراس البويضة في حال تخصيبها وحدوث الحمل، ولكن في حال لم يحدث حمل تنسلخ هذه البطانة ويخرجها الجسم أثناء الحيض.
تأثير الزيادة المفرطة لسمك بطانة الرحم على الحمل
قد لا تكون زيادة سمك بطانة الرحم أمرًا مقلقًا في العديد من الحالات، ولكن في بعض الأحيان قد تكون عرضًا يشير إلى الإصابة بحالة صحية ما، الأمر الذي قد يؤثر على إمكانية حدوث الحمل أو استمراره، خاصةً في حال كانت هذه الزيادة مفرطة للغاية.
أسباب زيادة سمك بطانة الرحم
تُعد زيادة هرمون الإستروجين الذي يحفز نمو خلايا بطانة الرحم مع انخفاض أو غياب إفراز هرمون البروجستيرون السبب الرئيسي وراء حدوث هذه الحالة، وهذا ما يُقلل من فرص نجاح الحمل، ويرتبط زيادة سمك بطانة الرحم بالعديد من الأسباب المختلفة، وفيما يأتي بيان ذلك:
الحمل خارج الرحم
يُعرف الحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy) بأنه انغراس البويضة المخصبة في أي منطقة خارج الرحم، ولكن غالبًا ما يحصل ذلك في قناة فالوب، ويترافق هذا الحمل بمجموعة من التغيرات الهرمونية التي تساهم في زيادة سمك بطانة الرحم، ونظرًا لأن هذه الحالة تشكل خطرًا على حياة الأم، يتم إنهاء الحمل إما من خلال تناول الأدوية أو إجراء عملية جراحية.
أورام المبيضين
تلعب أورام المبيضين (Ovarian tumors) دورًا كبيرًا في زيادة سمك بطانة الرحم؛ حيث إنها تعمل على زيادة إفراز هرمون الإستروجين، بالإضافة إلى أنّ بعض هذه الأورام؛ كأورام المبيض الطلائية قد يرافقها الإصابة أيضًا بسرطان بطانة الرحم (Endometrial cancer).
أخذ بعض العلاجات الدوائية
قد يكون زيادة سمك بطانة الرحم ناتج عن أحد الآثار الجانبية لاستخدام بعض الأدوية، مثل:
- الأدوية البديلة للإستروجين:
حيث ترفع من مستوى هرمون الإستروجين، مما يزيد سمك بطانة الرحم؛ لذا يُنصح باستخدام بدائل البروجيسترون في هذه الحالة؛ لمنح تحفيز بطانة الرحم بصورة مفرطة.
- عقار تاموكسيفين:
الذي يُستخدم في علاج حالات سرطان الثدي الحساسة للهرمون؛ حيث إنه يعمل على تقليل آثار الإستروجين على أنسجة الثدي، ولكنه يحفز مستقبلات الهرمون في الرحم، مما يزيد من سماكة البطانة.
سلائل الرحم
تعرف السلائل الرحمية ( Uterine polyps ) بأنها أورام حميدة تتصل ببطانة الرحم وتنمو باتجاه التجويف الداخلي له، وعلى الرغم من أنّ السبب الرئيسي لهذه الحالة ما زال غير معروفٍ، إلا أنها مرتبطة بصورة كبيرة بارتفاع إفراز هرمون الإستروجين وتضخم بطانة الرحم.
الإصابة ببعض الأمراض المزمنة
قد تترافق زيادة سماكة بطانة الرحم مع الإصابة ببعض الأمراض المزمنة؛ وذلك بفعل تأثيرها على هرمونات الجسم، ويُذكر من أهمها:
- تكيس المبايض.
- داء السكري.
- السمنة.
- أمراض الغدة الدرقية.
- أمراض المرارة.
أسباب وعوامل أخرى
قد يرتبط زيادة سماكة بطانة الرحم ببعض العوامل، ومنها:
- وجود تاريخٍ عائلي للإصابة بسرطان الرحم أو المبيض.
- تاريخ مرضي للإصابة بعدم انتظام الطمث أو غيابه.
- حدوث الحيض في سنٍ مبكر للغاية.
- التدخين.
علاج زيادة سمك بطانة الرحم
يعتمد علاج سمك بطانة الرحم على العديد من العوامل المختلفة، بما في ذلك السبب وراء هذه الزيادة والرغبة في الإنجاب؛ فقد يقوم الطبيب بإجراء عملية استئصال الرحم في حال لم ترغب المصابة بالإنجاب وكان احتمال إصابتها بسرطان بطانة الرحم مرتفعًا، وخلافًا لذلك من الشائع أن يصف الطبيب الأدوية البديلة لهرمون البروجستيرون، والذي يتوفر منها الأشكال الدوائية الآتية:
- أنواع اللولب الهرمونية.
- حبوب منع الحمل.
- الكريمات المهبلية.
- الحقن.
ويمكن الوقاية من الزيادة المفرطة في سمك بطانة الرحم كالآتي:
- استخدام البروجستيرون الصناعي في حال استخدام الإستروجين لأسباب صحية معينة.
- اللجوء إلى الحميات الغذائية الصحية وممارسة الرياضة؛ لإنقاص الوزن في حالات السمنة المفرطة.
- استخدام منظمات الهرمونات أو موانع الحمل.
تأثير ترقق سمك بطانة الرحم على الحمل
تُعدّ بطانة الرحم رقيقة في حال انخفض سمكها إلى ما دون 7 مم، حيث يمنع ذلك البويضة المخصّبة من الانغراس في بطانة الرحم الأمر الذي يؤدي لانخفاض فرص حدوث الحمل، ويرتبط ترقق بطانة الرحم بشكل شائع بالإجهاض المتكرر أو فشل عمليات التلقيح الصناعي لدى بعض النساء.
أسباب ترقق سمك بطانة الرحم
من أبرز أسباب ترقق سمك بطانة الرحم ما يأتي:
انخفاض مستوى هرمون الإستروجين
ذكرنا سابقًا الدور المهم الذي يلعبه هرمون الإستروجين في تحديد سماكة البطانة، وعليه فإنّ انخفاض مستويات هذا الهرمون يؤدي إلى ترقق بطانة الرحم، ولمعرفة ما إذا كان ترقق البطانة ناتج عن انخفاض الإستروجين سيلجأ الطبيب إلى إجراء بعض فحوصات الدم لمعرفة نسبه وبالتالي القيام بالإجراء المناسب؛ كوصف الأدوية البديلة لهذا الهرمون.
ضعف تدفق الدم نحو الرحم
يلجأ الطبيب المختص إلى إجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية والتأكد من وصول كمية مناسبة من الدم إلى الرحم؛ حيث يؤدي انخفاض تدفق الدم للرحم إلى ترقق البطانة، ويعد من الأسباب غير الشائعة لهذه المشكلة، ويقوم الطبيب في هذه الحالة بوصف بعض العلاجات الدوائية؛ لزيادة تدفق الدم إلى البطانة وتعزيز سماكتها.
الألياف الرحمية
تعرف الأورام الليفية (Uterine fibroids) بأنها أورام عضلية تنمو على جدار الرحم، وتكون هذه الأورام حميدة وليست سرطانية، وقد تنمو بشكل فردي أو على شكل مجموعات، كما أنّ أحجامها تتراوح بين حجم بذور التفاح إلى حجم حبة الجريب فروت.
الانتباذ البطاني الرحمي المزمن
يعرف الانتباذ البطاني الرحمي ( Endometriosis) بأنه نمو غير طبيعي لنسيج مشابه لبطانة الرحم ولكن خارج الرحم، الأمر الذي يسبب الإصابة بالعقم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة مزمنة؛ أي لا يوجد علاج يشفيها تمامًا، بل يتم وصف علاجٍ للتخفيف منها والسيطرة على الأعراض.
عدوى والتهابات بطانة الرحم
غالبًا يحمي عنق الرحم بطانة الرحم من وصول البكتيريا، ولكن في حالات الولادة أو إجراء جراحة قد تنتقل البكتيريا إلى الرحم، مما يُسبب الإصابة بعدوى والتهاب بطانة الرحم،الأمر الذي يضرّ عادةً سماكة بطانة الرحم ويُسبب ترققها؛ لنمو تندبات عليها، ويُعيق ذلك حدوث الحمل غالبًا؛ حيث أنّ البويضة الملقحة لا تستطيع الانغراس، وفي حال حدوث الحمل قد لا يتطور الجنين بشكل طبيعي.
علاج ترقق سمك بطانة الرحم
يعتمد العلاج المناسب لترقق سمك بطانة الرحم على سبب المشكلة، ومن أبرز الحلول لزيادة سمك البطانة الآتي:
- استخدام بدائل الإستروجين لتعويض انخفاضه في الجسم.
- استخدام تقنية نقل البلازما الغنية بالصفائح الدموية.
- استخدام المضادات الحيوية أو إزالة الأنسجة في حالة التهاب بطانة الرحم.
بالإضافة لذلك، توجد بعض النصائح والعلاجات البديلة التي قد تُساعد في تقليل فرص الإصابة بترقق سمك بطانة الرحم، ومنها:
- ممارسة الرياضة واليوجا والمشي؛ حيث إنّ الحركة تساهم في تعزيز وصول الدم إلى بطانة الرحم، وبالتالي عدم ترققها.
- تناول بعض المكملات الغذائية أو العشبية؛ فهي تحتوي على مكونات قد تُعزز من تأثير هرمون الإستروجين وتدفق الدم إلى بطانة الرحم، ومن الضروري استشارة الطبيب أولًا؛ لتجنب آثارها الجانبية.
- استخدام العلاج بالإبر؛ لتعزيز تدفق الدم إلى الرحم.
ملخص المقال
إنّ بطانة الرحم ضرورية لانغراس الجنين، وعليه فإن أي تغيّر في سمك بطانة الرحم سواء أكان زيادةً أم نقصانًا، يعد عاملًا مهمًا لسلامة الحمل أو حتى حدوثه في المقام الأول، وغالبًا ما تحدث الزيادة المفرطة في سماكة بطانة الرحم نتيجة حدوث خللٍ في مستوى هرموني البروجستيرون الإستروجين، في حين يحدث ترقق بطانة الرحم في حال انخفاض مستوى الإستروجين أو تضرر بطانة الرحم نتيجة حالة صحية كالعدوى.