العلاقة بين الغدة الدرقية والسكري
'الرابط بين الغدة الدرقية والسكري'
تُشاهد اضطرابات الغدة الدرقية بشكل مترافق مع الإصابة بداء السكري في بعض الأحيان، وذلك لأن الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية يرفع من خطر الإصابة بداء السكري، والعكس صحيح.
وتعدّ الغدة الدرقية هي المسؤول المباشر عن إنتاج الهرمونات التي تنظم عملية الأيض في الجسم ومنها أيض السكر، ولأنّ كلاً من داء السكري واضطرابات الغدة الدرقية تُعتبر مشاكل غدية أو هرمونية، فإنّ حدوث اضطرابات الغدة الدرقية عند شخص مصاب بداء السكري قد يُصعِّب ضبط مستويات السكر في الدم لديه، وسيتمّ الشرح عن أهمّ نقاط هذه العلاقة فيما يأتي:
مشاكل الغدة الدرقية قد تسبب الإصابة بالسكري
لقد صنف الباحثون الاضطرابات أو الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية كأحد عوامل خطر الإصابة بداء السكري، حيث تُشاهد هذه الاضطرابات لدى 4 - 20% من المصابين بداء السكري من النوع الثاني، وتتضمن أهمّ نقاط هذه العلاقة ما يأتي:
- تترافق اضطرابات الغدة الدرقية بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) والذي يعدّ أحد عوامل خطر الإصابة بداء السكري، خصوصًا لدى الأشخاص في مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري (Prediabetic).
- تُؤثر هرمونات الغدة الدرقية بشكلٍ مباشر على عملية إفراز الإنسولين وتوازن نسبة السكر في الدم.
- يرتبط انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية بحالة انخفاض الحساسية للإنسولين في الخلايا، ممّا يرفع من خطر الإصابة بداء السكري.
- يؤدي علاج انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية إلى تحسن ملحوظ في مستويات السكر لدى المصابين بداء السكري.
مرض السكري قد يسبب الإصابة بمشاكل الغدة الدرقية
قد تؤدي الإصابة بداء السكري إلى ارتفاع خطر الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية بشكل عام، وتتضمن أهمّ المعلومات عن ذلك ما يأتي:
- يشاهد قصور الغدة الدرقية بشكل أكثر شيوعًا عند المصابين بداء السكري من النوع الثاني مقارنةً بالأشخاص العاديين، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نُشرت في مجلة (Endocrine Reviews) في عام 2019.
- قد تؤدي المستويات العالية من الإنسولين في الدم والتي تترافق مع حالة مقاومة الإنسولين (I nsulin resistance) إلى زيادة تكاثر خلايا الغدة الدرقية وتشكل العقديات ضمن الغدة؛ ممّا يساهم في حدوث اضطرابات في مستويات هرمونات الغدة الدرقية، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نُشرت في مجلة (Endocrine Reviews) في عام 2019.
- يعدّ داء السكري من النوع الأول أحد أمراض المناعة الذاتية، ولُوحظ ترافق هذا المرض مع أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية، ومن هذه الأمراض:
- التهاب الغدة الدرقية من نمط هاشيموتو (Hashimoto's thyroiditis):
وهو نوع من أنواع قصور الغدة الدرقية، والذي يُصاب به معظم الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول في مرحلة ما من حياتهم.
- داء غريفز (Graves' disease):
ويتضمن هذا المرض زيادة في هرمونات الغدة الدرقية، ويصاب به حوالي 10% من مرضى داء السكري من النوع الأول.
'نصائح للوقاية من نتائج العلاقة بين الغدة الدرقية والسكري'
قد يؤدي اتباع عدد من النصائح لتقليل نتائج التداخل بين اضطرابات الغدة الدرقية وداء السكري، ويتضمن أهمّها ما يأتي:
- عند تشخيص الإصابة بداء السكري قد تشكل المراجعات الدورية للطبيب للكشف عن حدوث اضطرابات الغدة الدرقية أحد أهمّ عوامل الوقاية والعلاج المبكر لهذه الحالة.
- يُشكل الحفاظ على الوزن المثالي أحد أهمّ طرق الوقاية من حدوث أيٍ منهما، فذلك يساعد في الحفاظ على كل من مستويات السكر وهرمونات الغدة الدرقية تحت السيطرة.
- يمكن للتمارين الرياضية والنظام بمقاومة الغذائي المناسب والعلاج الدوائي لمقاومة الإنسولين تقليل خطر الإصابة بداء السكري أو مضاعفات اضطرابات الغدة الدرقية.
- يعد تناول الأدوية اللازمة لضبط حالة فرط نشاط الغدة الدرقية واتباع النظام الغذائي المناسب من عوامل تقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني .
- قد يشكل الفحص المنتظم لمستويات هرمونات الغدة الدرقية أحد عوامل تقييم خطر الإصابة بداء السكري في مرحلة ما قبل السكري، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نشرت في مجلة (BMC medicine) في عام 2021.
ملخص المقال
ترتبط اضطرابات الغدة الدرقية وداء السكري فيما بينهما بشكل وثيق، حيث إنّ الإصابة بداء السكري من النوع الثاني يرفع خطر الإصابة باضطرابات مستويات الهرمونات الدرقية، كما أنّ داء السكري من النمط الأول يرفع من خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية، وكذلك تتداخل هرمونات الغدة الدرقية في استقلاب السكر وتؤثر بشكل مباشر على مستوياته، ويمكن للمصاب بأي منهما اتباع عدد من النصائح لتقليل التداخل بين الاضطرابين.