العامل الجيني الوراثي أثره على الطاقة الإيجابية
العامل الجيني الوراثي أثره على الطاقة الإيجابية
هناك أثر واضح للعامل الجيني على الطاقة الإيجابية بلا شك، فقد أظهرت الدراسات التي أُجريت مؤخراً على التوائم المتطابقة (أُحادية الزيجوت) أنّ التفاعلات بين الجينات والبيئة تُؤثر على توازن الطاقة، حيث أنّ هناك تفاعل هام بين النمط الجيني وتوازن الطاقة، ويتضح أثر هذا التفاعل بشكلٍ لافت على وزن الجسم، وتوزيع الدهون فيه، وقابليته للتأثر بتوازن الطاقة الإيجابي.
يتضح من خلال دراسة جينات الأفراد مدى توازن الطاقة في أجسادهم، ومدى تأثيرها على نشاطهم وحياتهم؛ ممّا يعني أنّ الاختلافات الجينيّة تُمكّن بعض الأفراد من اكتساب الوزن أو خسارته أسهل من غيرهم، واختلاف تأثرهم بأمراض معينة أكثر من غيرهم، وهنا تكمن أهميّة القيام بالدراسات الموسعة لتحديد جميع العوامل الجينيّّة والبيئيّة ومدى تفاعلهم وآثاره.
تُؤثر العوامل الجينية الوراثية إلى حدٍ كبير على التباين في التفاؤل والطاقة الإيجابية، وبالتالي على الصحة العقلية والنفسية، وترجع ارتباطات النمط الظاهري بين السمات إلى حد كبير إلى عوامل وراثية مشتركة، مع وجود جينات مُهيئة للتفاؤل العالي، وذلك وفقًا لدراسة أُجريت في جامعة كوينزلاند عام 2009م، للبحث في التأثيرات الجينية والبيئية على التفاؤل، وعلاقته بالصحة العقلية والتقييم الذاتي.
فسّر التباين الجيني بين الحالات التي أُجريت عليها الدراسة 46% تقريبًا من تباين الطاقة الإيجابية بين الحالات، وعلى الرغم من أنّ التباين الجيني كان أكبر متغير في هذه الدراسة؛ إلّا أنّه لا يُمكن الجزم بمدى تأثير العوامل الجينية الوراثية على التفاؤل وقابلية التأثر الطاقة الإيجابية؛ حيث أنّ العوامل البيئية لم تكن ثابتة في جميع الحالات، وبالتالي فإنً العوامل البيئية قد يكون لها تأثير كذلك على الطاقة الإيجابية للأفراد.
الجين المؤثر في الطاقة الإيجابية
يعتقد العلماء بأنّ الأساس الجيني المحتمل للتفاؤل واحترام الذات يتجذر في هرمون الأوكسيتوسين، وقامت تايلور؛ وهي أستاذة مُتميزة في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، بمساعدة طالبتِها شيمون بتحديد المنطقة التي تَستضيف التأثيرات في الطاقة على الجين، ووجدت أنّ جزءًا صغيرًا من المادة الوراثيّة المحمولة على جين مستقبل الأوكسيتوسين يُؤثر على السمات الشخصيّة للفرد، ولكن لا تزال الكيفية التي يُؤثر بها الجين على إنتاج الأوكسيتوسين غير مفهومة تمامًا.
صُنّف الأشخاص على هذا الأساس إلى درجتين؛ تبعاً لوجود المادة الوراثيّة المسؤولة عن الطاقة الإيجابية كما يأتي:
- درجة أي (A)
ينتمي إليها الأشخاص الأقل تفاؤلاً واحترامًا للذات، والذي يُعانون من أعراض الاكتِئاب، والذين يمتلكون مستويات طاقة إيجابيّة مُنخفضة.
- درجة جي (G)
ينتمي إليها الأشخاص الأكثر تفاؤلًا وسعادة واحترامًا للذات، والذين يمتلكون مستويات طاقة إيجابية مرتفعة وأكثر تفاؤلا وسعادة.
الجينات وموازنة الطاقة الإيجابية
تُحدد الجينات المسؤولة عن الطاقة الإيجابية وطبيعتها ومدى الأشكال الجينية المتضمنة لها باتباع مجموعة متنوعة من استراتيجيات البحث الجيني والجزيئي؛ حيث يمتلك الأفراد مجموعة من الجينات المسؤولة عن الفروقات الفرديّة ومدى الحساسيّة للتغييرات في توازن الطاقة، كما أنّ لتعقيدات الأنظمة البيولوجيّة أثر واضح في استهلاك الطاقة وتنظيم توازن الطاقة في الجسم.