العالم جيمس واط
العالم جيمس واط
كان العالم جيمس واط مخترعاً، ومهندساً ميكانيكياً، وكيميائياً اسكتلندياً ذائع الصيت، واشتهر على نطاق واسع بفضل التعديلات الكبيرة التي أجراها لتحسين كفاءة المحركات البخارية وفعاليتها خاصةً من حيث التكلفة؛ ممّا أدى إلى انتشارها وفتح بوابة الثورة الصناعية في بريطانيا وخارجها، وكان ذلك الإسهام الكبير في تطوير المحركات البخارية بالشراكة مع ماثيو بولتون في سوهو في برمنغهام.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد جيمس واط في غرينوك اسكتلندا في 18 شباط 1736م، وبسبب اعتلالات صحية لديه قامت والدته بتعليمه في المنزل، وكان يُساعد في ورش عمل والده ممّا أتاح له فرصة تعلم العديد من المهارات العلمية للهندسة الأساسية، بعد ذلك ذهب واط إلى غلاسكو ثم إلى لندن لمتابعة اهتماماته الميكانيكية والعلمية حيث تدرب على مهنة صانع أدوات رياضية.
برع واط في إنتاج الآلات ولاحظ ذلك أعضاء جامعة غلاسكو ممّا دعاهم إلى تشجيعه على إقامة ورشة عمل بالقرب من الجامعة، ويجدر الإشارة إلى أنّ واط لم يتمكن من الدراسة في الجامعة كطالب؛ وذلك بسبب أوضاعه المادية، إلّا أنّه واظب على تعليم نفسه بإصرار، فتعلم الألمانية والإيطالية حتى يتمكن من دراسة المزيد من الكُتيبات العلمية.
تعرّف واط على الإقتصادي آدم سميث والكيميائي جوزيف بلاك، وفي عام 1759م طرح أحد أصدقائه الجامعيين وهو البروفيسور جون روبيسون فكرة إمكانية وجود سيارة تعمل بالبخار ، وعلى الرغم من أنّ التكنولوجيا في ذلك الوقت لم تكن تسمح بدراسة فرضية كهذه إلّا أنّ الفكرة بقيت قائمة في ذهن واط وكانت مصدر إلهام لختراعاته اللاحقة.
الإنجازات
تدرب جيمس واط كصانع أدوات علمية ثم تطور إلى مهندس، وعالم، ومخترع متميز، حيث ساعدته قدراته العلمية والعملية على تحقيق العديد من الإنجازات ومنها ما يأتي:
- إصلاح نموذج تعليمي معطل في جامعة غلاسكو لمحرك نيوكومن البخاري.
- اختراع مكثف منفصل للمحرك البخاري في عام 1765م؛ ممّا أدى إلى تحسين كفاءته بشكل كبير.
- إضافة تعديلات وتحسينات على المحرك البخاري وتطويره بحيث أصبح يعمل بفعالية على آلات الطاقة في المناجم، والمطاحن، والمصانع ممّا أنهى الإعتماد على الطاقة المائية.
- إدخال الكيمياء على صناعة نوع من أنواع الفُخار.
- المُساهمة في تخطيط عدد من القنوات، والطرق، والسكك الحديدية، والأرصفة، حيث عمل واط كمهندس مدني.
- تطوير ممارسات التصنيع في المصانع.
- اختراع آلة لنسخ الحروف والرسومات.
- اختراع آلة لنسخ المنحوتات، حيث اخترع هذه الآلة عنده تقاعده.
- بناء قصر أنيق في هاندسوورث يُعرف باسم هيثفيلد هول.
السنوات اللاحقة
أصبح جيمس واط رجلاً ثرياً بحلول عام 1790م؛ حيث تدفقت الطلبات بسرعة على المحرك الذي طوره من مصانع الورق، ومطاحن الدقيق، ومطاحن القطن، ومصانع الحديد، ومعامل التقطير، ومحطات المياه، وغيرها، وجمع واط ثروته التي قدرت في ذلك الوقت ب 76000 جنيه استرليني من براءات الاختراع الخاصة به على مدى 11 عام.
تنوعت اهتمامات جيمس واط، فلم تستهلك المحركات البخارية سنواته الأخيرة بالكامل، حيث كان واط عضواً في جمعية القمر في برمنغهام؛ وهي جمعية تضمّ مجموعة من الكُّتاب والعلماء الذين يرغبون في النهوض بالعلوم والفنون، وشارك واط في تجارب تخص قوة المواد، وكذلك في الإجراءات القانونية لحماية براءات الاختراع الخاصة به.
حاز واط على زمالة الجمعية الملكية في لندن في عام 1785م، وأسس شركةً جديدةً في عام 1794م وهي شركة بولتون وواط، وقامت هذه الشركة ببناء منشأة سوهو لتصنيع محركات بخارية أكثر تنافسية، ومع حلول عام 1795م بدأ واط بالانسحاب تدريجياً من حياة العمل.
التقاعد والوفاة
وصل واط إلى التقاعد في عام 1880م، وهي السنة ذاتها التي انتهت فيها براءات اختراعاته وشراكته، حيث قضى بقية حياته في السفر لزيارة الأصدقاء والعائلة، وتوفي واط في 25 آب 1819 في هيثفيلد هول عندما كان يبلغ من العُمر 83 عاماً، ودفن في مقبرة كنيسة القديسة ماري في هاندسوورث، واعترافاً بمساهمات واط في العلوم والصناعة أُطلق اسمه على وحدة قياس الطاقة في النظام الدولي للوحدات (SI)، كما يُجادل بعض العلماء أنّ تصميم واط للحركة الموازية في المحرك المزدوج في عام 1784م يجب أنّ يُسجل كنقطة انطلاق لعصر الأنثروبوسين وهي الفترة الزمنية غير الرسمية للوقت الجيولوجي الذي بدأ فيه سطح الأرض والغلاف الجوي والمحيطات بالتغير نتيجة لنشاطات البشر.