الضفادع و السباق
حياة الضفدع الأليف في الغابة
في مملكة لا يعيش فيها سوى الحيوانات، والبقاء فيها للأقوى، كان هناك ضفدعًا أثبت لكل من في مملكة الحيوانات هذه أن البقاء يمكن أن يكون للأفضل، قد أثبت هذا الضفدع لجميع مَن هم مِن فصيلته أنه لا يأس مع الحياة... ولا حياة مع اليأس.
كان هذا الضفدع يعيش مع أخوته في مستنقع صغير في وسط غابة كبيرة مليئة بالوحوش الضارية والحيوانات الأليفة أيضًا.
وفي يوم من الأيام مات والداهم أثناء اصطياد الصيادين لبعض الحيوانات من الغابة، فدوي ّالرصاص الذي أرهب جميع الحيوانات الصغيرة، أصبح هو نفس السبب الذي جعل هذه الحيوانات عبيدًا للحيوانات القوية، وقد كانت الأسود في هذه الغابة تتعهد للحيوانات الصغيرة بأن تحميها من رصاص الصيادين مقابل أن تنفذ كل مطالبها، ومن هنا تبدأ قصة هذا الضفدع.
الضفدع يسبق الحشود في السباق
في إحدى الأيام ، طلبت الأسود من الضفادع إقامة سباق صغير فيما بينها، وكانت الجائزة هي أن يحصل الضفدع الفائز على الحرية من الأسود إضافة إلى الحماية من الصيادين، وذلك كان بهدف التسلية بنظر الأسود.
فعرف هذا الضفدع بأمر المسابقة ولأنه يريد تغيير مصيره عن مصير والديه الذين تمردا على الأسود ولم يقبلا منهم الحماية، ذهب الضفدع إلى السباق وما أن بدأ بالقفز إلا وبدأت الضفادع تتصادم وتضرب بعضها طمعًا بالفوز.
ومع ذلك استطاع الضفدع أن يتعدى هذه الحشود من الضفادع إلى أن أصبح الأول وبعد قفزات عديدة سقط الضفدع في حفرة مع ضفدع آخر، وكانت هذه الحفرة عميقة جدًا لا يقوى أي ضفدع على الخروج منها، فأبت الأسود مساعدتهما ومنعت أي حيوان في هذه الغابة من تقديم العون لهما لأن هذا من قوانين السباق، فحاولا الخروج من هذه الحفرة لكن دون جدوى.
ومن شدة الخوف وكثرة المحاولات مات الضفدع الآخر، ولكن ضفدعنا لم يأبه بذلك لكنه رأى كل الضفادع الأخرى تشير له وتقول له لا محالة من الخروج من هنا.. ابق مكانك ونحن سنجلب لك الطعام يوميًّا.
الضفدع المثابر لن يهزم
لكن الضفدع ثابر إلى أن استطاع الخروج من هذه الحفرة، وبعد أن خرج بُهر فيه كل من حوله وسألوه عن قوة إصراره فلم يجبهم، فاكتشفوا أنه أصم بسبب دوي الرصاص الذي اعتاد أن يسمعه منذ الصغر، وهذا هو السبب الذي أعطاه الإصرار للخروج من الحفرة، فعندما كانوا يشيرون له بعدم الخروج، كان يظن بأنهم يشجعونه ويهتفون له.
ونال بذلك الحرية من استبداد الأسود، والحماية التي تعطيها الأسود لضعفاء الغابة من الصيادين، وهذه هي قصة الضفدع المثابر في السباق.