السحاب في القرآن الكريم
السحاب في القرآن الكريم
ذكر الله -تعالى- السحاب في القرآن الكريم تسع مرات لعدة أغراض وبيانها على النحو الآتي:
- امتنان الله -تعالى- على خلقه بهذه النعمة العظيمة ووصف حالها
يقول الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ)، فقد ذكر الله نعمة المطر الذي ينزل من هذا السحاب الذي جمعه وساقه إلى الأرض التي يشاؤها الله -تعالى-، وبعد أن يتجمع هذا السحاب يصبح ركاماً بعضه فوق بعض كالجبال، مما يظهر قدرة الله في جعله في السماء دون أن يقع.
- ذكر الله -تعالى- السحاب في معرض بيان قدرته وآياته الكونية التي لا يستطيعها البشر
يقول الله -تعالى-: (هُوَ الَّذي يُريكُمُ البَرقَ خَوفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ)، فالسحاب عندما يتراكم بعضه فوق بعض يصبح كالجبال فيصير مثقلاً جداً بما يحمله من ماء وبرَد، ومع هذا فلا يقع على الأرض مرة واحدة بل ينزله الله بكيفية تناسب حاجة الإنسان والحيوان والأرض، وكل ذلك بتقدير الله.
- ذكر السحاب في معرض التشبيه وجعله مشبهاً به
وذلك في قول الله -تعالى-: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ)، فقد شبَّه الله -تعالى- حال الجبال عند قيام الساعة بالسحاب الذي يمر مسرعاً، فاستعمل الله -تعالى- السحاب وهو مشاهد ملموس للتشبيه بحال الجبال يوم القيامة.
- مجيء كلمة السحاب على لسان المشركين المكذبين بعذاب الله -تعالى-
يقول الله -تعالى-: (وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ)، فعندما أتاهم عذاب الله من السماء ظنوا أنَّه أمر طبيعي وهو السحاب الذي يأتي دائماً بالخير والمطر، ولكنَّه على عكس ذلك تماماً، إذ هو عذاب من عند الله -تعالى-.
- ذكر السحاب في معرض تعداد نعم الله -تعالى- على الناس
يقول الله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ)، إلى أن قال: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
سبب تسمية السحاب بهذا الاسم
سُمي السحاب بهذا الاسم لانسحابه في الهواء، حيث تقوم الرياح بسحب هذا السحاب إلى حيث أراد الله -تعالى-، وذُكر أنَّ عمامة النبي -صلى الله عليه وسلم- كان اسمها السحاب وكان لونها أبيضاً، وكلمة السحاب هي جمع سُحُب فهي جمع للجمع.
حال المسلم عند رؤية السحاب
هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- عند رؤية الريح والغيم؛ إظهار الخوف من الله -تعالى- حتى ينزل المطر، فإن نزل المطر استراح النبي وهدأ روعه، وسبب خوف النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أنَّ الله -تعالى- كان قد أهلك أمماً كثيرة بالريح العاتية أو الماء المنهمر.
وكان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الإكثار من الدعاء وسؤال الله خير الريح وخير ما أُرسلت به من غيم ومطر، ومن السُنة كذلك الدعاء عند نزول الغيث، فهي ساعة من رحمات الله -تعالى-.