الدال والمدلول في الفلسفة
تعريف الدال والمدلول
يعتبر الإنسان كائنًا اجتماعيًا بطبعه؛ أي أنه بحاجة إلى التواصل مع غيره والتعبير عما يدور في خلده، ومن المؤكد أن هذا يتم عن طريق اللغة التي تعتبر خاصية إنسانية يتفرد بها الإنسان عن غيره من المخلوقات، وهذه اللغة تشتمل على خاصيتين وهما؛ الدال والمدلول، وقد أثارت العلاقة بين الدال والمدلول جدلًا واسعًا بين الفلاسفة والمفكرين.
ولذلك فإن الدال والمدلول هما ثنائية حديثة لا انفصام بينهما، وهي في الأصل ثنائية سويسرية، والعلاقة بين المصطلحين علاقة متينة يستحيل الفصل بينهما، وهما حسب رأي دي سوسير كوجهي ورقة واحدة، والجامع بين الدال والمدلول الدليل اللساني الذي يعتبر في عرف اللسانيين هو الكلمة أو المفردة سواء أكانت اسمًا أو فعلًا أو صفة أو أداة.
الدال والمدلول عند سوسير
اعتبر سوسير أن الرمز هو الركيزة الأولى في دراسة اللغة، وقد قسم الرمز إلى قسمين، وهما الدال والمدلول؛ فالدال هو الصوت أو الحرف المكتوب، والمدلول هو الصورة الفنية أو الفكرة عن الشيء، وبذلك فقد اعتبر أن الكلمة عبارة عن إشارة أو رمز، وأنها ليست مسمى بل هي مركب يربط بين الدال والمدلول، ومثال على ذلك كلمة شمس هي الدال والصورة الذهنية لشكل الشمس هو المدلول، ونطلع على الدال والمدلول معًا مفهوم "الرمز"؛ أي أن الدال هو الصورة الصوتية، أما المدلول فهو ما يتصوره العقل.
العلاقة بين الدال والمدلول
يعد الدال والمدلول مصطلحين فلسفيين يتبعان الفلسفة البنيوية اللغوية ، ودلالة هذين المصطلحين في حياتنا لا يمكن الاستهانة بها أو غض البصر عنها، وقد انقسم العلماء الفلاسفة والمفكرون إلى قسمين؛ قسم يرى أن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة تلازمية ضرورية، والفريق الآخر يرى أنها علاقة اعتباطية مبنية على الاتفاق فقط.
وقد مثل كل من دي سوسير، وبياجي، ودولاكروا، وأرنست كاسير الرأي الذي يقول إن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية تعسفية من صنع الإنسان، فلا وجود للرابط الوثيق بين اللفظ والمعنى، فاللفظ لا ينطوي في صميم خصائصه الصوتية على أي إشارة إلى المعنى الذي تدل عليه، فالعلاقة التي تجمعهم هي علاقة اصطلاحية يتفق الناس عليها لكي تدل على الأشياء، فاللفظ يختلف من مكان لآخر، أما المعنى يبقى ذاته، فلو كانت الأشياء هي اللي تحكم الاسم بحكم طبيعتها لكانت لغة البشر واحدة؛ أي إن تعدد اللغات يؤكد على هذه العلاقة.