الخصائص العامة للإسلام والتوازن والاعتدال
التوازن والاعتدال في الإسلام
يعتبر كل من التوازن والاعتدال من الخصائص الأساسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي، دون أي فصل أو تنقيص في قدر أي منهما، وذلك لاعتبارهما أمرين متقاربين ومتلازمين مع بعضها البعض، باعتبار الدين الإسلامي ديناً وسطياً، ويعرف كل من التوازن والاعتدال بكونهما مفهوماً واحداً للتوافق والتعادل ما بين أمرين متناقضين ومتقابلين بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر ولا يعطى أي منهما زيادة عن حقه على حساب الآخر، ويترك كل واحد من الطرفين الطرف الآخر حقه بدون زيادة أو تقصير.
أما أهمية التوازن والاعتدال في الدين الإسلامي فتتمثل في التالي:
- كونهما يمثلان منطلق الأمان والابتعاد عن الخطر، وذلك باعتبار الدين الإسلامي ديناً مبنياً على التوازن في العقيدة والتصور والعبادة والنسك.
- كونهما درباً ممهداً نحو التوحيد الفكري والمركز والمنبع الأول له، ومن هنا يأتي دور المذاهب المعتدلة في نشر هذا الفكر ومحاربة أفكار وأعمال المذاهب المتطرفة، والتي تهدف إلى تفرقة الأمة الإسلامية بنشر الأفكار المتطرفة والعنصرية بين أفراد المجتمع الإسلامي.
- خلق توازن في حياة المسلم بين دنياه وآخرته، بحيث يقوم المسلم بواجباته الدينية إلى جانب واجباته الدنيوية بما لا يتعارض مع الدين الإسلامي، وذلك لكون كل عمل صالحاً يأتي به المسلم عبادة يثاب عليها يوم القيامة، مما يمنح شخصيات العباد المسلمين الدافع والقوى التي تساعدهم في القيام بالسلوكيات والأعمال الصالحة.
عالمية الإسلام
عالمية الإسلام من الخصائص المهمة التي يقوم عليها الدين الإسلامي، وتبنى على كون رسالة الإسلام رسالةً مبعوثة لكافة العالم على اختلاف أزمانه وأماكنه والجنسيات والأعراق المتعددة الموجودة فيه، وذلك بهدف نشر عبادة الله والهداة على كافة الناس رحمةً من الله تعالى بعباده، وتتمثل أهمية العالمية في الإسلام بما يلي:
- عيش جميع الناس في جوّ من التآخي والتعاون والترابط، بناءً على قواعد الكرامة والمساواة والحرية التي يحث عليها الإسلام.
- السعي لنشر الإسلام ورفع راياته في كافة بقاع العالم، وذلك بهدف صون حقوق الناس وإبعادهم عن الجهالة ودلّهم على الطريق الحق الذي يسوقهم نحو صلاح الحال، ويؤدي بهم للجنة في نهاية المطاف.
شمولية الإسلام
هي الكمال في دين الإسلام، ودين الله عز وجل صالح لكل زمان ومكان، وليس بحاجة لغيره ليثبت ما فيه، فهو كامل متكامل في ذاته، وتشريع كامل لكل مجالات الحياة، والإسلام يُعنى بالإنسان من حيث الروح والجسد، ولم يترك الإسلام جانباً من جوانب الحياة الفردية أو الاجتماعية إلا ونظمه من كل النواحي، قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
الخصائص العامة للإسلام
يتميز الإسلام بمجموعة من الخصائص، بيان أبرزها كما يلي:
- إلهيّ المصدر، فهو يختلف عن القوانين والأنظمة الوضعيّة التي صدرت عن البشر بأنّها تخلو من النقص، والعيب، والقصور، والجور، والظلم، فمصدر الإسلام من عند الله عزّ وجلّ، المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية.
- صالح لكل زمان ومكان، وهو للبشريّة كافة على اختلاف أعراقهم وأجناسهم وألوانهم.
- محفوظ من التغيير والتبديل، فالله سبحانه وتعالى حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، وبالتالي حفظ أحكام وقوانين هذه الشريعة.