الحياة الاقتصادية للعرب قبل الإسلام
الحياة الاقتصادية للعرب قبل الإسلام
تُعبر الحياة الاقتصادية عن كلّ ما له علاقة بالاقتصاد سواءً من مال أو ثروات زراعية وحيوانية، وما تملكه الحكومة والشعب، وبسبب الموقع الجغرافي المتوسط في العالم للجزيرة العربية فقد كانت معظم التجارات في العالم تمر منها، حتى أنّ الدولتين العظيمتين؛ الروم والفرس كوّنتا علاقات تجارية وسياسية مع الجزيرة العربية.
التجارة
كان العرب في الجاهلية نشيطين في التجارة، حيث كانوا يوقّرون التّجار، وينظرون للتجارة على أنّها أرفع المهن، وقسّمت التجارة عندهم بين داخلية؛ والتي تكون في محيط قطر من الجزيرة العربية، وخارجية؛ أي خارج حدود الجزيرة العربية، وكان للتجّار الخارجيين أساليب تجارية متطورة اكتسبوها من انفتاحهم على الأمم الغربية التي يتاجرون في أراضيهم، فأدخلوا على مكة قوانين تجارية وأصول التنمية المالية، وطريقة استثمار المال واستغلاله.
أقاموا الأسواق كذلك في بلدهم، وحضروا الأسواق العالمية وتعاملوا بالاستيراد والتصدير، وفي الوقت الذي كان مورد الاقتصاد الأولي لدى الجاهليين هو الغزو، فقد ترّفعت قريش عن ذلك بممارسة التجارة، حتى صارت مكة في تلك الفترة مركزًا ماليًا في منطقة الحجاز.
القوافل التجارية
استخدمت القوافل لنقل البضائع والطعام والرّكاب في الجاهلية على ظهور الإبل خلال التجارة البرية؛ وذلك لأنّها الطريقة الآمنة في النقل، ولدى العرب قبل الإسلام تسمياتٍ عدة للقوافل تعتمد على نوع الحمولة عليها، فالقافلة التي تنقل الطعام تُسمّى (ركابًا)، والعسجدية هي التي تحمل متاع الملوك وبضائعهم الثمينة من الجواهر والذهب، أما تلك التي تنقل البضائع للتجار فكانت (عيرًا).
كان طول القافلة يعتمد على حجم البضائع فيها، فالقوافل الكبيرة يتم تدعيمها بحرّاس يحمونها من اللصوص الذين يغيرون على القوافل وينهبونها، وكان على التجّار ليتمتعوا بأمان على أموالهم وبضائعهم استرضاء سادة القبائل بدفع إتاوات لهم ليحموا قوافلهم، خاصة تلك القبائل التي تمر القوافل من أراضيها.
الصناعة
اشتهر العرب الجنوبيين بمهاراتهم الصناعية التي تتجلى بالتعدين، وذلك لموجود العديد من المعان في المنطقة، كالذهب والأحجار الكريمة والفضة والحديد، ولقد قاموا بتصنيع البخور وبيعه في تجارتهم، عدا عن العديد من الصناعات الخفيفة الأخرى التي استخدموها واستفادوا بالتجارة بها.
الثروة الحيوانية
كانت الثروة الحيوانية، والرعي على وجه التحديد أحد مقومات الحياة الاقتصادية في الجاهلية، والذي يقوم على تربية الحيوانات وبيعها وأكلها، وكان الرعي يتم على وجهين؛ الرعي الثابت حيث يقوم الراعي الذي يعمل بأجرة بأخذ القطعان من صاحبها من الصباح إلى المساء بعد أن تأكل وتسير بالقرب من المناطق السكنية، في الواحات والقرى.
أمّا الرعي المتنقل فهي البداوة على وجه التحديد التي تفرض على البدو التنقل بين العديد من الأماكن بحثًا عن أماكن أكثر خصوبة لها ولحيواناتها، ويعتمد اقتصاد البدو الرّحل في المقام الأول على مهنة الرعي.
الأسواق
يُعتبر السوق هو المكان الذي يعرض فيه التاجر بضاعته، ويقصده المشتري بغرض الشراء، وكانت الأسواق في الجاهلية تجري على نمطين؛ إما ثابتًا يُقام طيلة أيام السنة، وإمّا موسمي؛ يُقام في مواسمٍ معينة من العام.
كانت الأسواق تُقام في المناطق السكنية، القريبة من الاستقرار والتجمعات البشرية، وعُرضت البضائع في الأسواق إما على الأرض، ومفروشة على شبه مائدة، أمّا بالنسبة لكبار التجار فكانوا يملكون الدكاكين والحوانيت التي يجلسون فيها ويعرضون فيها بضاعتهم.
المال
كان لفظ المال يُطلق على كل ما يملكه الإنسان ويقتنيه من ذهب وفضة أو عقار وأمتعة أو إبل؛ ذلك لأنّ الإبل أكثر ما كانوا يملكونه العرب في تلك الفترة. أمّا في المعاملات المالية فقد فضّل الجاهليون التعامل بالذهب والفضة؛ لندرة الدنانير والدراهم في تلك الفترة، فكانوا يقيسون وزن الذهب والفضة ليثمِنوا بضائعهم التي سيبيعونها، وكذلك لتحديد مهور الزواج عندهم.