الحليب في الثدي أثناء الحمل
الحليب
إنّ إدرار الحليب من صدر الأُم بعد الولادة يعدُّ أمراً طبيعياً؛ حيث من حكمة الإله أن جعل للطّفل من صدر أمّه الغذاء حتّى ينمو ويشتدّ ساعدهُ، ولكن تقلق بعض الأّمهات إذا ما درّ الحليب من صدرها أثناء الحمل، أو خلال فترة ما قبل الولادة، لذلك سنذكر هنا ونجيب على تساؤلات الأُم إذا كان الحليب في صدرها أثناء الحمل يُعدُّ أمراً طبيعياً أو لا.
حليب الأُم أثناء الحمل
إنّ إدرار الحليب من الصّدر أثناءَ الحمل لا يُعدّ أمراً مُقلقاً بتاتاً، فهو أمرٌ طبيعيٌّ جداً، فعندما يدرّ الحليب من الصّدر، ويكون قوامُهُ كثيفاً شبيهاً بقِوام القشطة، وهُو ما يُسمّى اللبا، يُنتُجُهُ جسمُ الأُم الحامل للتحضير لعمليّة الإرضاع، فمنذ بداية الحمل تقريباً بعد مرور أربعة أشهر على حمل الأُم يبدأ الجسم بإنتاج هذهِ المادّة الغنيّة بالبروتين والمفيدة جداً للطّفل في أوّل أيّامه؛ فبعضُ النّساء يدرّ منها الكثير من اللبا، أمّا بعضهنّ فقد لا يدرّ منهنّ شيء على الإطلاق أثناء الحمل، ويجب التّنبُّه إلى أنّ هذهِ الفروقات بين النّساء لا تترُك تأثيراً سلبيّاً على كميّات الحليب الّتي يُنتجها الجسم بعد الولادة.
إنّ إدرار هذه المادة من صدر الأُم يعدُّ أمراً طبيعيّاً، ولكنّهُ يثير إزعاج بعض الأُمّهات، ويؤدّي إلى ظهور بقعٍ على الملابس فتتّسخ، ولهذا يُنصح بوضع ضمّادات قُطنيّة خاصّة لمُعالجة هذه المُشكلة، وامتصاص الحليب أو اللبا، ويُفضّل تغيير هذهِ الضمّادات القُطنية خلال اليوم أكثر من مرّة، حتّى تشعُر الأم بالرّاحة، وتتخلّص من رائحة اللبا الذي امتصه القُطن، كما يجب لبس هذه الضمادات القُطنية أثناء النّوم، وتزيد كميّة اللبا الّتي قد تدرّ من الصّدر أثناء مُمارسة العلاقة الحميمة، وهو ما يُعدّ أمراً طبيعيّاً أيضاً.
يُعتقد عند الكثيرِ من النّساء أنّ خروج اللبا من الصدر هو مرحلة تحضيريّة للتجهيز لعمليّة الرِضاعة الطّبيعيّة، ولهذا فإنّ تثقيف الأُم، وقراءتها لكُتبٍ ومقالات تتحدّث عن ماهيّة الرِّضاعة الطبيعيّة، وكيفيتها يعدُّ أمراً غايةً في الأهميّة، وقد تلجأ بعض الأُمّهات لتخزينِ اللبا أثناء الحمل حتّى موعد قدوم الطّفل، ولكن تخزين اللّبأ لا يُعدُّ أمراً ضروريّاً، غير أنّهُ إذا كانت الأُم تُعاني من سُكّري الحمل فيُنصح بتخزين اللّبأ أو الحليب حتّى قبل الوِلادة، خصوصاً إذا كانت هنالك احتماليّة ولادة الطّفل قبل أوانِهِ، فحينها يحتاج الطّفل لكُلّ قطرة من اللّبأ كي يكتمِل نموّهُ، وفي حال كان هنالك أيّ استفسار يتعلّق بعمليّة الرّضاعة الطبيعيّة نفسها، أو بكيفيّة تخزين الحليب بعد الولادة فيُنصح بالرّجوع إلى الطبيبة المُختصّة للحصول على التّوجيه المُناسب، والاستشارات، والمعلومات اللازمة.