الحكمة من ذكر قصص الأنبياء
تثبيت وتسلية قلب النبي
ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم قصصاً كثيرة لأنبيائه مع ما لاقوه من المصاعب والتحدِّيات في طريق دعوتهم؛ لتثبيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على طريق الحقِّ، فالمتاعب التي يُلاقيها قد لاقاها مَن سَبَقَه من الأنبياء والمرسلين، وسنذكر بعض ما ورد من قصص الأنبياء لتثبيت قلب النبي -صلى الله عليه وسلم فيما يأتي:
- قصَّة نبيِّ الله إبراهيم -عليه السلام-
لَبِث سيدنا إبراهيم في قومه يدعوهم لعبادة الله -تعالى- وحده، وقام بتكسير أصنامهم، والصبر على تكذيبهم وإعراضهم، وأمره الله -تعالى- بالخروج من وطنه؛ فخرج، ثم بشّره بإبنه إسماعيل، ومن بعده بإسحاق -عليه السلام-.
- قصَّة نبيِّ الله نوح -عليه السلام-
لَبِث سيدنا نوح -عليه السلام- مدةً طويلة لدعوة قومه، ولم يؤمن منهم إلَّا القليل، فما كان منه إلَّا الثبات وتنفيذ أمر الله -تعالى- ببناء الفُلك.
- قصَّة نبيِّ الله يونس -عليه السلام-
ذكرت آيات القرآن الكريم قصة سيدنا يونس -عليه السلام-، حيث إنه ضجر من قومه؛ فذهب إلى الفلك، فالتقمه الحوت، ثمَّ قَبلَ الله -تعالى- توبته حين اعترف بذنبه واستَغْفَر الله -تعالى-، ثمَّ عاد إلى قومه لإكمال مهمَّة الدَّعوة فوجدهم قد آمنوا.
العبرة والموعظة
أخذ العبرة والعظة من أهداف إيراد قصص الأنبياء في القرآن الكريم؛ وظهر هذا الهدف واضحاً بما يأتي:
- الاتِّعاظ والاعتبار بمن سبق من الأقوام السابقة.
- التَّخويف من الإتيان بمثل أفعال الأقوام السابقة.
- التَّحذير من مخالفة الدعاة والعلماء، لتجنب العقاب الذي يُسلطه الله -تعالى- على المخالفين لهم.
- نصر الله لعباده المؤمنين؛ كقوم نوح الذين ركبوا الفُلك، وقوم لوط الذين ساروا معه تاركين وراءهم الملأ الذين كفروا.
بيان وحدة الوحي الإلهي
من أهداف إيراد قصص الأنبياء بيان وحدة الوحي، ويظهر ذلك فيما يأتي:
- بيان أنَّ كل الأنبياء وكلُّ الأديان مصدرها واحدٌ، وهو الله -تعالى-.
- الدعوة لأمورٍ جوهريَّةٍ واحدةٍ، أهمُّها توحيد الله -تعالى-، والإيمان باليوم الآخر.
- الله -تعالى- هو مصدر جميع الرِّسالات، ومصدر الوحي لكلِّ الأنبياء، مع التَّنبيه بأنَّ الدِّيانات التي جاء بها الأنبياء لا تتعارض فيما بينها، والشَّرائع التي تأتي بها الدِّيانات تأتي موافقةً ومناسبةً للقوم الذي أرسلت إليه، قال -تعالى-: (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
قدوة في الثبات للمؤمنين تعتبر قصص الأنبياء نماذج عمليَّة واقعيَّة يتَّخذ منها المسلم عبراً في الثَّبات على الدِّين، ومواجهة الصِّعاب، فيأخذ من كلِّ نبيٍّ صفةً من صفاته التي أعانته في تبليغ دعوة الله -تعالى-، وساعدته في الثَّبات على الطَّريق الحقِّ، قال -تعالى-: (مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ).
وتتميِّز قصص الأنبياء بالقرآن الكريم بأنَّها تذكر في سيرة كلِّ نبيٍّ صفةً بارزةً في حياته، ل أخذ المسلم من سيرهم ما يوصله إلى أفضل أسلوبٍ في حياته كما يأتي:
- ثبات نبيِّ الله نوح -عليه السلام-.
- صبر نبيِّ الله أيُّوب -عليه السلام-.
- اعتراف نبيِّ الله يونس -عليه السلام- بخطئه وتوبته إلى الله.
- رشد نبيِّ الله إبراهيم -عليه السلام-.