الثقافة والفن
الثقافة والفن
تُعدّ الثّقافة (بالإنجليزيّة: Culture)، والفنون (بالإنجليزيّة: Arts) من أهمّ مقوّمات الدول، فهما تعكسان الواقع، وكافّة الحقائق التي تدور حول العالم، كما تسعيان للوصول في المجتمع إلى مرحلة الكمال من خلال مساعدة المواطنين على تحقيق الانسجام فيما بينهم، هذا وتساهم كلّ من الثّقافة ، والفنون في توفير العديد من فرص العمل، بالإضافة إلى استقطاب السيّاح من كلّ مكان، وجذب الأشخاص الموهوبين باختلاف أعمارهم، وأعمالهم.
أهمية الثقافة والفن
يوجد العديد من المنافع العامّة التي تنعكس على مختلف المجالات في المجتمعات نتيجة لتأثير الثقافة، والفن، ومنها:
- التنمية الفردية: تساهم الثقافة، والفن بشكل كبير في بناء شخصيّة الفرد، فهي تساعد على تنمية، وتقوية قدراته الشخصية من خلال ما يلي:
- تحفيز الخيال، والإبداع لدى الأفراد.
- مساعدة الأفراد على التكيُّف مع الاختلافات الموجودة حولهم.
- استيعاب الثقافات المختلفة، ممّا يزيد من التفاهم فيما بينها.
- تشجيع التعاون، والعمل الجماعي بين الأفراد.
- تحقيق الانضباط بين الأفراد.
- تزيد من قدرة الأفراد على فهم إمكانياتهم.
- تحسين أداء الأفراد في المجالات المختلفة.
- تنمية الجوانب المعرفية، والاجتماعية، والعاطفية لدى الناس، وخصوصاً لدى فئة الشباب، من خلال تعلّم الفنون، والعلوم العامّة، والإنسانية، والمشاركة فيها، إضافة إلى جمع الخبرات المتبادلة بينها لما لها من آثار إيجابيّة كبيرة منعكسة على الأفراد.
- الأثر الاقتصادي: تلعب الثقافة، والفن دوراً مهماً في دعم الاقتصادات المحلية، والإقليمية، وذلك من خلال ما يلي:
- جذب السياح.
- استقطاب الاستثمارات، وتوفير بيئة مناسبة للعمل، ممّا يحفّز الأفراد على ذلك.
- تحقيق تنمية اقتصادية.
- إيجاد فرص عمل للأفراد.
- تحسين جودة الحياة: تسعى الثقافة، والفن إلى بناء الهوية المحلية من خلال ما يلي:
- تقوية المهارات الاجتماعية التي تساعد في تفعيل العلاقات، ممّا يعزّز بدوره الروابط بين المجتمعات المختلفة.
- تحقيق السلامة العامة.
- زيادة حيوية، ونشاط المجتمع.
- المساهمة في توجيه الطموحات، ودفعها نحو تنمية المجتمع .
- المساهمة في تحقيق الراحة النفسية، والجسدية، والرفاهية الاجتماعية، والمادية.
- تعزيز الحوار بين المجتمعات المختلفة.
- الحدّ من التمييز العنصريّ من خلال ممارسة أنواع الفنون المختلفة.
- رفع الوعي لدى الأفراد، ومساعدتهم على إيجاد معانٍ للأشياء من حولهم.
- تحسين الصحة العقلية: تساهم الثقافة، والفن في تحسين الصحة العقلية، وتحقيق الراحة من خلال:
- تعزيز احترام الذات لدى الأفراد.
- زيادة القدرة على تكوين صداقات جديدة.
- المشاركة في النشاطات الفنية، والثقافية المتعدّدة.
- زيادة قدرة الأفراد على اتّخاذ القرارات.
- تعزيز المشاركة المدنيّة، والسياسيّة: تساهم المشاركة في الثّقافة، والفن في ذلك من خلال:
- زيادة رغبة، وقدرة الأفراد على المشاركة في الأعمال التطوّعية.
- زيادة المشاركة في الانتخابات، والقضايا العامة.
- زيادة مهارات التواصل بين الأفراد.
- زيادة متعة التعلّم، وتحسين التحصيل العلميّ للطلاب: يساهم إشراك الفن، والثقافة في المناهج، والعملية التعليمية في تحسين المستوى التعليميّ للطّلاب، وذلك من خلال:
- زيادة ثقة الطلاب بأنفسهم.
- اكتساب اللغات بشكل أسرع.
- زيادة نسبة الإلمام بالقراءة، والكتابة.
- رفع نتائج الطلاب في المواد المختلفة، كالرياضيات، وغيرها.
- تحفيزهم على الإنجاز.
- تحفيزهم على التعاون، والعمل بروح الفريق.
- تطوير قدرتهم على التعبير عن أنفسهم.
- تنمية مهارات التفكير الناقد لديهم.
- التقليل من مشكلة التغيّب عن المدارس.
العلاقة بين الثقافة والفن
يرتبط الفن بثقافة المجتمع، والقضايا التي تسود فيه، ويمكن اعتبار الثقافة بأنّها عامل مهم في تشكيل مواضيع الفن، إذ تنعكس هذه الثقافة على الفنّ بأشكاله المختلفة، من رسم، ونحت، وموسيقى، وكتابة، ومسرح ، وغيرها، هذا ويمكن الحفاظ على تاريخ الفترات القديمة، وثقافة المجتمعات المختلفة من خلال تجسيدها بالأعمال الفنيّة، فمثلاً يساهم تأمّل تفاصيل، ونقوش الأعمال الفنية المتنوّعة الموجودة على جدران المعابد، ودور العبادة القديمة المختلفة في فهم ثقافة الشعب ، والمجتمع، والاعتقادات السائدة فيه في ذلك الوقت، كما يساعد الفن على بيان، وتوضيح اختلاف الثقافات في المكان الواحد من وقت لآخر.ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول ثقافة الشعوب يمكنك قراءة مقال ثقافة الشعوب .
يمثّل عصر النهضة مثالاً مهمّاً يوضّح كيف يعكس الفنّ ثقافة أيّ مجتمع، إذ بدأت أوروبا خلاله بتجديد، وتطوير الفنون، ممّا انعكس على العديد من الناس الذين توجّهوا إلى الاهتمام بالفنّ، ودعم الفنّانين، كما دفع ذلك بعض الفنانين إلى إعادة تشكيل الأعمال الفنيّة التي تعود إلى العصور اليونانية، والرومانية القديمة، كما يضمّ مجال الفنّ العديد من الفنانين الكبار الذين تركوا أثراً كبيراً على ثقافات الماضي، والحاضر، من خلال أعمالهم الفنيّة المهمّة، ويجدر بالكر أنّ للفن أثر واضح على ثقافة أيّ فرد، إذ يُمكن اعتباره كمحفّز للأفراد للقيام بعملٍ ما، كما قد ينعكس على أساليب حياة بعض الأشخاص، من خلال استتخدامه كطريقة لتعزيز التواصل.
وفي ما يلي بعض من الأمثلة التي توضّح انعكاس، وتأثير الثقافة على الفن:
- عكست لوحات الفنانين الأوروبيين السيطرة المُطلقة لرجال الدين في فترة القرون الوسطى.
- عكس الشعر الجاهلي البيئة الصحراوية التي عاش بها الشعراء الجاهليين، ومظاهر الحياة فيها، كما طرح القضايا التي كانت سائدة في ذلك الوقت كأهمية العشيرة، والقبيلة.
- عكست الكتابات الهيروغليفية الموجودة في الأهرامات المصرية ثقافة البشر السائدة في ذلك الوقت، كما صوّرت الأمور التي كانت ذات أهمية بالنسبة لهم من خلال التعبير عن ذلك باستخدام الألوان، والأشكال.
وجهات سياحية لِهواة الفن والثقافة
تتميّز بعض الأماكن في العالم بمظهرٍ فنيٍّ فريدٍ من نوعه لما تنطوي عليه من تاريخٍ عريق، والتي يسعى الفنانون إلى زيارتها للتمتُّع بالثقافات، والفنون الخاصّة بها، ولما تمثّله من مصدر مميّز لإلهامهم، وفيما يلي بعض من أهمّ هذه الأماكن:
- مدينة باريس/فرنسا: تُعدّ المكان الأهمّ بين الوجهات السياحيّة لمحبي الفن والثقافة، وتضمّ العديد من المقاهي، والمتاحف، والمعارض الفنيّة، وغيرها من الأماكن التي يقصدها السيّاح، وبخاصّة الفنانين منهم من كلّ مكان.
- مدينة شيكاغو/الولايات المتحدة الأمريكية: تضمّ العديد من المعارض الفنية، والمتاحف المميّزة، وتُعدّ موطناً لأنواع مختلفة من الموسيقى الشهيرة، كموسيقى الجاز، والموسيقى الكلاسيكيّة الغربيّة، كما تشتهر بالطعام المحليّ الذي يميّزها.
- تركيا: تُعتبر من أفضل الأماكن الموجودة في الشرق الأوسط للزيارة، وذلك بسبب ما تعكسه من تاريخ عريق، إلى جانب الإرث الفنيّ، والثقافيّ الكبير، والذي يعود في تاريخه إلى القرون الماضية، وتتميزّ باحتوائها على العديد من المتاحف الفنية، كمتحف جوريوم (بالإنجليزيّة: Goreme Museum).
- مدينة نيويورك/الولايات المتحدة الأمريكية: تضمّ العديد من المتاحف، والمعارض الفنيّة التي تجعلها مكاناً مميّزاً للزيارة، والتي تحتوي عدداً من الأعمال، والقطع الفنية التي تعود إلى الحضارات الرومانية، واليونانية، والشرقية، ومن أهمّ تلك المتاحف متحف المتروبوليتان للفنون (بالإنجليزيّة: Metropolitan Museum).
- مدينة أمستردام/هولندا: تتميّز بالفنّ العظيم الذي تقدّمه، وتضمّ العديد من المتاحف التي يقصدها السيّاح من كلّ مكان، ومن هذه المتاحف: متحف ريكز (بالإنجليزية: Rijks museum) الذي يعود للقرن السابع عشر، ويتميّز باحتوائه على أكبر عدد من اللوحات الفنية في العالم.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول موضوع الثقافة يمكنك قراءة مقال تعريف الثقافة .