التكاثر عند الحيوانات
أنواع التكاثر عند الحيوانات
يعدّ التكاثر من العمليات الحيوية الطبيعية، إلا أنّ [١] طرق تكاثر الحيوانات لإنتاج أفرد جدد تختلف تِبعًا لاختلاف أنواعها؛ فبعضها يتكاثر لاجنسيًا بطرقٍ محدّدة، وبعضها الآخر يتكاثر جنسيًّا بطرقٍ أخرى مختلفة تمامًا، إلا أنّ لبعض الحيوانات ميّزة تُمكّنها من الجمع بين طريقتي التكاثر حسب الظروف المحيطة، مثل: حشرة المن.
التكاثر اللاجنسي
يُعرف التكاثر اللاجنسي في الحيوانات (بالإنجليزية: Asexual reproduction) بأنّه التكاثر الذي لا يتطلّب وجود فردين مختلفين من النوع الواحد لإنتاج الأفراد الجدد، وإنّما يكفي فرد واحد بمفرده لإنتاج أفراد مطابقة له تمامًا من الناحية الوراثية، كتكاثر البكتيريا مثلًا.
يكون تزايد أعداد الكائنات التي تتكاثر بهذه الطريقة سريعًا جدًا، كما أنّ المشكلات التي يمتلكها الفرد تنتقل للبقية.
التكاثر الجنسي
يُعرف التكاثر الجنسي (بالإنجليزية: Sexual reproduction) بأنّه التكاثر الذي يتطلّب وجود فردين مختلفين جنسًا من النوع الواحد لإنتاج أفراد تمتلك صفاتٍ وراثيةً مختلفةً عن كليهما، وتحدث هذه العملية بالتقاء الخلايا الجنسية الذكرية (الحيوانات المنوية) مع الأنثوية (البويضات) لحدوث عملية التخصيب.
يكون تزايد أعداد الأفراد التي تتكاثر بهذه الطريقة بطيئًا، كما تكون احتمالية وجود أمراض لدى الأفراد الناتجة أقل، ويُذكر أنّ التكاثر الجنسي يتميّز بإمكانية ظهور أفراد بصفات وراثية أفضل من صفات الآباء في معظم الأحيان.
إنّ فرس البحر من الأمثلة على حيوانات تتكاثر جنسيًا بطريقة طبيعية وبوجود فردين، إلا أنّ حيثيات التكاثر الجنسي تختلف أحيانًا لدى بعض الحيوانات الخنثى التي تمتلك أعضاءً تناسلية لكلا الجنسين، وتكون الصفة المميزة لهذه الحيوانات محدودية الحركة أو انعدامها، ممّا يعني أنّ التكاثر يكون من خلال التخصيب الذاتي، ومن الأمثلة على هذا النوع من الحيوانات: البطلينوس.
طرق التكاثر اللاجنسي
يعتبر التكاثر اللاجنسي فعالًا في البيئات الهادئة المناسبة لتكيّف بعض الحيوانات؛ إذ يتمكّن الفرد من إنتاج عدد كبير من الأفراد القادرين على التكاثر أيضًا وبذلك ينمو النسل بصورة سريعة جدًا، وتختلف طرق التكاثر اللاجنسي باختلاف نوع الحيوان، ومن الطرق المتّبعة في ذلك ما يأتي:
الانشطار النووي
يمكن تعريف الانشطار النووي أو الثنائي (بالإنجليزية: Fission) بأنّه انقسام الفرد الواحد إلى فردين، كما يُمكن أن تتم العملية بوجود بعض الأجزاء المفقودة، كالمستورقات مثلًا، حيث تنفصل بصورة ينتج عنها جزئين: رأس وذيل، ثمّ ينمو الجزء الناقص في كل من الجزئين لتتكوّن بهيئتها المعتادة، ويتّبع هذه الطريقة كلّ من: الكائنات ذات الخلايا الأحادية بدائية النوى، والكائنات اللافقارية عديدة الخلايا.
ومن الأمثلة الأخرى على الانشطار النووي لدى الحيوانات ما يأتي:
- شقائق النعمان.
- خيار البحر.
التكاثر بالتجزئة
تتكاثر بعض الحيوانات لاجنسيًا بطريقة التجزئة (بالإنجليزية: Fragmentation) وذلك من خلال تفتّت الكائن إلى عددٍ من الأجزاء التي تنمو إلى كائن جديد متكامل.
وقد تحدث هذه العملية بصورة عرضية دون قصد، أو بهدف إنتاج نسلٍ جديد، كما قد يتسبّب في حدوثها بعض الحيوانات المفترسة التي تهاجمها وتعمل على تهشيمها، ومن أمثلة ذلك نموّ نجم البحر من ذراعه المنفصلة، ومنها أيضًا:
- الإسفنجيات.
- شوكيات الجلد.
- الحلقيّات.
- التوربينات.
- الكائنات المجوّفة.
التوالد البكري
يطلق اسم التوالد البكري أو العذري (بالإنجليزية: Parthenogenesis) على الحيوانات التي يُمكن لبويضاتها النمو لإنتاج أفراد جدد دون الحاجة إلى عملية الإخصاب، وقد ينتج عن ذلك أفراد بكروموسومات أحادية أو ثنائية، وقد يحدث هذا النوع في الحيوانات الفقارية أو اللافقارية، وأحيانًا تتبعه الحيوانات عند فصل الجنسين وعدم السمح بالتقائهما فتتّبع هذه الطريقة للتكاثر بالإلزام بسبب عدم وجود جنس آخر.
تتنوّع الأمثلة على الحيوانات القادرة على التوالد العذري، فمنها ما يتّبع هذه الطريقة اختياريًا مع وجود الجنس الآخر، ومنها ما تلزمه الظروف باتّباعها، ومن الحيوانات القادرة على ذلك (لا يُشترط اتّباعها دائمًا لكنها قادرة على اتّباعها) ما يأتي:
- الديدات الخيطية.
- الروتيفيرات.
- السحالي.
- الثعابين.
- أسماك القرش.
- النحل.
- الدبابير.
التكاثر بالتبرعم
تتّبع بعض الحيوانات طريقة التبرعم (بالإنجليزية: Budding) للتكاثر لا جنسيًا، وتحدث هذه الطريقة من خلال نموّ البراعم من الجسم الرئيسي للحيوان وتطوّرها، ثمّ انفصالها عنه لتكوين فرد جديد، كما تُعدّ هذه الطريقة شائعة لدى الحيوانات اللافقارية.
إضافةً إلى ذلك يتميّز الفرد الناتج بتطابقه مع الفرد الأصلي مع وجود تباين في الحجم، إذ يكون أصغر بالتأكيد، ومن الأمثلة على حيوانات تتكاثر بالتبرعم ما يأتي:
- الهيدرا.
- الشعاب المرجانية.
- شوكيات الجلد.
- بعض أنواع الديدان المفلطحة.
طرق التكاثر الجنسي
تنقسم طرق التكاثر الجنسي في الحيوانات إلى قسمين تبعًا للمكان الذي تحدث فيه عملية الإخصاب (بالإنجليزية: Fertilization)، فقد يحدث الإخصاب داخل جسم الأنثى أو خارجه، وتُعرَف عملية الإخصاب عمومًا بأنّها اندماج الخلايا الجنسية الذكرية والأنثوية معًا لإنتاج الزيجوت أو البويضة المخصّبة، وفيما يأتي توضيح ذلك:
إخصاب داخلي
يشيع الإخصاب الداخلي (بالإنجليزية: Internal fertilization) عند الحيوانات التي تعيش على اليابسة، كما يُمكن حدوثه في الماء، وتحتاج هذه العملية إلى حدوث تزاوج بين الذكر والأنثى لوضع الحيوانات المنوية داخل جهاز التناسل لدى الأنثى.
أحيانًا يضع الذكر حيواناته المنوية في مكانٍ ما في الوسط المحيط، وتقوم الأنثى بإكمال المهمّة، ومن الأمثلة على حيوانات تتكاثر بهذه الطريقة ما يأتي:
- الثعابين.
- السحالي.
- الطيور.
- السلاحف.
- الأسماك الغضروفية.
إخصاب خارجي
يحدث الإخصاب الخارجي (بالإنجليزية: External fertilization) في مكانٍ ما خارج جسم الأنثى، وتُعتبر من طرق التكاثر سريعة الحدوث، كما تتميّز بكثرة الأفراد الناتجة عنها، وتكون بالتسلسل الآتي:
- تطلق إناث الحيوان بويضاتها بصورة جماعية، كما يمكن أن يكون ذلك فرديًا، بعملية تسمى الإباضة.
- تطلق ذكور الحيوان الحيوانات المنوية في المنطقة ذاتها، وقد يكون ذلك بالتزامن مع الخطوة السابقة.
- يحدث الإخصاب عند تلاقي البويضات مع الحيوانات المنوية.
يشيع حدوث الإخصاب الخارجي في الماء، ومن أبرز الأمثلة على الحيوانات التي تتكاثر بهذه الطريقة ما يأتي:
- الضفادع.
- المرجان.
- معظم الأسماك.
أنواع الحيوانات من حيث طريقة ولادتها
الولادة هي عملية طبيعية تتبع الإخصاب الداخلي أو الخارجي في التكاثر الجنسي، وتحدث الولادة بطريقتين أساسيّتين، وهما: الولادة، والبيوض، ومن هنا جاءت تسمية الحيوانات الولودة والبيوضة، وفيما يأتي توضيح لهذين النوعين من الحيوانات:
الحيوانات التي تتكاثر بالولادة
تُعرف الولادة بأنّها العملية التي ينتج عنها صغارًا أحياء، وتتبع للإخصاب الداخلي وتطوّر الأجنّة داخل العضو الأنثوي لدى أنثى الحيوان، ومن أهم ميّزات هذا النوع من الولادة ما يأتي:
- تستغرق الأجنة فترة نمو داخل العضو الأنثوي تمتد من شهور إلى أسابيع.
- تكون الأعضاء التناسلية لإناث الحيوانات الولود مهيأة لدعم الجنين أثناء نموّه، ومن أمثلة ذلك: وجود الحبل السرّي للحصول على الغذاء من الأم.
- تتغذى صغار الحيوانات الولودة على حليب أمّهاتها في بداية حياتها، ويتكوّن هذا الحليب من أهم العناصر المسؤولة عن نموّه بطريقة صحّية، ويحدث هذا بالرضاعة مباشرةً من الغدد المنتجة للحليب.
- تكون فرص بقاء الأجنة على قيد الحياة أثناء فترة الحمل مرتفعة؛ ولذا لا تُنتج الحيوانات الولودة عددًا كبيرًا من الصغار في كل ولادة.
تتعدّد أمثلة الحيوانات الولودة، ويمكن تقديم بعضها فيما يأتي:
- القطط.
- الكلاب.
- الشمبانزي.
- الحيتان.
- الدلافين.
- الأسود.
الحيوانات التي تتكاثر بالبيوض
يُطلق على الحيوانات التي تتكاثر بالبيوض اسم الحيوانات البيوضة عادةً، وتتميّز بتكاثرها عن طريق وضع عددٍ من البيوض بعد حدوث الإخصاب الداخلي أو الخارجي، وتنمو الأجنّة داخل البيوض في الحالتين بعد خروجها من جسد الأنثى، ومن أهم ما يُميّز هذه الحيوانات ما يأتي:
- تمتلك قشور البيض مهمّتين أساسيّتين، أولاهما حماية الجنين من الوسط المحيط، وثانيهما تنظيم درجة حرارته.
- تختلف أحيانًا صفات صغار الحيوانات البيوضة عن الوالدين بصورة مُلفتة، كاختلاف صغير الضفدع (أبو ذنيبة) عن أبويه على سبيل المثال، إلا أنّ الأكثر شيوعًا: هو ظهور حيوانات شبيهة بالوالدين شكلًا.
- تكون حياة أجنة الحيوانات البيوضة مهدّدةً في الغالب وفرص استمرارها ضئيلة، وذلك ما يتسبّب في إنتاجها عددًا كبيرًا من البيوض في آنٍ واحد.
- تضع بعض الحيوانات البيوضة عددًا قليلًا من الصغار، ويمكن تفسير ذلك بصلابة قشرة البيوض لهذه الأنواع من الحيوانات.
تشمل الحيوانات البيوضة عددًا كبيرًا من مجموعات الحيوان، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:
- الطيور بأنواعها.
- الزواحف بأنواعها.
- البرمائيات بأنواعها.
- بعض الأسماك.