الاكتفاء الذاتي في الإسلام
الاكتفاء الذاتي في الإسلام
إن اكتفاء الدولة الإسلامية بذاتها يُقوِّمها ويقوم أسسها وركيزتها، ويقوي بسالتها في صد كيد أعداء الإسلام، والعمل على اكتفاء الأمة من أقوى الوسائل لاستقلالها وقوتها، وبالتالي وحدتها واجتماعها، ويكون هذا باكتفائها في كل جوانب حياتها من تغذية مطالبها السياسية، والعسكرية، والاقتصادية.
وتغذية مطالبها الصناعية بشتى أنواعها، وإن أسمى الأمور التي ينبغي العمل عليها في الدولة الإسلامية هو نشر العلم لقمع الجهل؛ الذي هو السبب الرئيس في انحطاط الدول وكسر قوتها.
معنى الاكتفاء الذاتي
الاكتفاء الذَّاتيّ: هو "استغناء الدّولة بإنتاجها عن الاستيراد من غيرها"، بهذا فإن اكتفاء الدولة ذاتياً يكون في ثلاثة مستويات؛ وهي كما يأتي:
- المستوى الفردي
ويعالج أبعاد الإنسان المختلفة؛ من حيث قدرته على التكيف مع المجتمع، ودفعه للتغير نحو الأفضل في بناء نفسه، وحريته.
- المستوى الاجتماعي العام
ويعالج قضايا المجتمع بشكل عام نحو إحيائه بالعلم والمعرفة؛ لنهضته ورفعة أفراده كمجتمع مسلمٍ بين الشعوب الأخرى، بحل مشكلات الدولة وتصفية قابليتها للاستعمار والتراث.
- المستوى الإنساني
يعالج قضايا الدولة في تحقيق المضامين التربوية في الدولة الإسلامية، مثل تكريم الإسلام وتعزيز واجبات الأفراد بالدولة، وفكرة الخير، والحوار، و التعايش بين الشعوب .
الثقة في القدرات الذاتية للأمة
إن الاكتفاء الذاتي للدولة يحصل بثقتها في الله وتوكلها عليه، والعمل بالأسباب التي تسهم في نهضتها، وثقتها بقدراتها وبأنها قوية إن عملت بتنمية الشعور بمسؤوليتها على مستوى الفرد والجماعة؛ في شتى ميادين الحياة بتوظيف طاقتها في الإنتاج، لسد باب الاستيراد من الدول الأخرى.
حيث إن التبعية تقود إلى ازدراء النفوس خاصة؛ لأنها تعتمد على غيرها في تزويدها بما تحتاج من مستلزمات، وإن تهافتها على طلب الانضمام إلى سوق خارجي يكسر قوتها لأنها لا تستطيع، وغير قادرة على تغذية اقتصادها، فتضعف بسالتها أمام أعدائها.
وينبغي للدولة الإسلامية حتى تستعيد هيبتها الاكتفاء بمعطيات الرسالة التي مكّنت لسلفنا الصالح من خلافة الأرض؛ الذين كانوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، وبعد ذلك تتمكن الأمة من إنتاج حاجتها على نور الإسلام باقتدائها بخير القادة الذين كانوا نبراساً في القوة.
الاكتفاء الاقتصادي يقود إلى الاكتفاء السياسي
إن اكتفاء الدولة الإسلامية بذاتها في تقوية إنتاجها واعتمادها على نفسها يقودها إلى الاكتفاء الاقتصادي؛ الذي يقوي سياسة الدولة الإسلامية بتحقيق الحماية والكفاية والعدل، ويحصل هذا بوضع الخطط والسياسات، وإقامة المشاريع القوية في شتى المجالات.
ويحصل ذلك أيضاً باستثمار الإمكانيات المتاحة لدعم السوق المحلي، ووضع الأنظمة من أجل الوصول بالبلاد الإسلامية إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي و الأمن الغذائي ، مما يدفع إمكانية الدولة إلى التصدير للدول الأخرى، بسبب توفر الإمكانيات المادية والبشرية بالعزيمة والإصرار.