الإسهال عند الأطفال
الإسهال عند الأطفال
يُطلق مصطلح الإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea) على الإخراج المائي أو الرخو للبراز لدى الطفل أو على التبرز المتكرر بصورة أكبر من الوضع المعتاد لديه، وتجدر الإشارة أنّ الإسهال لا يُعدُّ مرضًا بحد ذاته وإنّما عرض للعديد من الأمراض، ويحدث في مرحلة معينة عند كل طفل تقريبًا، ويُصنّفُ الإسهال على أنّه إمّا إسهال حادٌ قصير الأمد يستمر لمدة يوم أو يومين ثمّ ما يلبث أن يختفي، أو إسهالٌ مزمنٌ طويل الأمد يستمر لبضعة أسابيع، ووفقُا لمنظمة الصحة العالمية يوجد ما يقارب 1.7 مليار حالة إسهال لدى الأطفال على الصعيد العالمي في كل عام، ولعل أفضل طريقة للوقاية منه هي الحفاظ على النظافة الصحية بما في ذلك شرب المياه النظيفة واستعمال المرافق الصحية الملائمة.
أسباب وعوامل خطر الإسهال عند الأطفال
توجد العديد من الأسباب المؤدية لحدوث الإسهال لدى الأطفال، وتختلف هذه الأسباب من حيث مدى شيوعها، حيث يمكن بيانها فيما يأتي:
- العدوى الفيروسية؛ السبب الأكثر شيوعًا للإسهال الحاد.
- العدوى البكتيرية.
- الآثار الجانبية الناجمة عن استخدام بعض أنواع المضادات الحيوية.
- العدوى غير المرتبطة بالجهاز الهضمي.
- الحساسية تجاه الطعام أو عدم تحمله.
- أمراض الجهاز الهضمي مثل: داء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease).
- الطفيليات .
- اضطراب الأمعاء الوظيفي مثل: متلازمة القولون العصبي .
- إجراء عملية جراحية في المعدة أو المرارة.
- الداء البطني (بالإنجليزية:Celiac disease)، وهو مرض مناعي لا يستطيع المصاب به تناول الغلوتين لأنّه يتلف الأمعاء الدقيقة لديه.
- تناول عصير الفاكهة بكميات كبيرة؛ فقد يكون ذلك هو السبب الكامن وراء حالات الإسهال المزمن لدى الأطفال.
- أسباب غير معروفة لدى العديد من الأطفال الرضع بحالة تعرف بإسهال الطفل المبتدئ أو إسهال الرضع المزمن (بالإنجليزية: Toddler diarrhea).
أعراض الإسهال عند الأطفال
تتعدد الأعراض المصاحبة للمعاناة من الإسهال لدى الأطفال، وحقيقةً تختلف هذه الأعراض من فرد إلى آخر، وتجدر الإشارة أنّ الإسهال المزمن قد يشير لوجود مرض جديّ عند الطفل، لذا إن كان الطفل يعاني من أحد أو كافة الأعراض التي سيتم ذكرها بصورة دائمة فإنّه يجب مراجعة الطبيب المختص، وفيما يأتي أهم الأعراض المصاحبة للإسهال:
- التشنجات.
- آلام البطن.
- الانتفاخ.
- الغثيان.
- الحاجة الملحّة لاستخدام المرحاض.
- الحُمى.
- خروج دم مع البراز.
- السلس البولي .
- تغير لون البراز من اللون البني إلى الأخضر.
- وجود بقايا طعام مهضومة بشكل جزئي في البراز.
- رائحة البراز الكريهة.
- الجفاف؛ ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال ملاحظة وجود الأعراض التالية:
- أعراض الجفاف الخفيف: التي تتمثّل بجفاف الفم البسيط، وازدياد العطش، وانخفاض كمية البول بعض الشيء.
- أعراض الجفاف المتوسط والشديد: التي تتمثّل بجفاف الفم، وقلة الدموع عند البكاء، والانخفاض الشديد في التبول، والعيون الغائرة.
تشخيص الإسهال عند الأطفال
من أجل تشخيص الحالة يلجأ الأطباء لطرح الأسئلة حول الأعراض الظاهرة على الطفل المصاب وأخذ التاريخ الطبي الخاص به، ويتبع ذلك إجراء فحص بدني للطفل، وتجدر الإشارة أنّه في حال استمر الإسهال لمدة تقل عن أسبوعين دون ظهور أي أعراض تحذيرية فمن المحتمل أن يكون السبب الكامن وراء المعاناة من الإسهال هو التهاب المعدة والأمعاء الفيروسيّ وحينها لا يحتاج الطفل للفحوصات في العادة، ومع ذلك في حالة الاشتباه بوجود سبب آخر أو في حال وجود علامات تحذيرية فإن الطبيب سيوصي بإجراء عدة فحوصات يمكن بيانها فيما يأتي:
- فحص مستوى الأملاح والمعادن في الدم بما فيها؛ الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمعادن الأخرى اللازمة للحفاظ على توازن السوائل في الجسم، حيث يتم إجراؤه في حال وجود علامات الجفاف.
- فحوصات الدم بما فيها فحص تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: Complete Blood Count)، وذلك لاستبعاد بعض الأمراض الممكنة.
- فحص البول.
- زراعة البراز للتحقق من وجود طفيليات أو بكتيريا غير طبيعية في الجهاز الهضمي للطفل، حيث تؤخذ عينة صغيرة من البراز وتُرسل للمختبر من أجل فحصها.
- فحص البراز وتقييمه للتحقق من وجود دم أو دهون فيه.
- فحوصات للتحقق من وجود حساسية أو عدم تحمل للطعام.
- صور الأشعة التشخيصية؛ وذلك لاستبعاد المشاكل الهيليكة.
- التنظير السيني، حيث يمكّن هذا الإجراء الطبيب من فحص الجزء الداخلي للأمعاء الغليظة للطفل.
علاج الإسهال عند الأطفال
يختلف العلاج باختلاف عُمر الطفل وصحته ومدى خطورة حالته بالإضافة إلى الأعراض الظاهرة عليه، ومن المهم القول إنّ الجفاف هو مصدر القلق الأساسي في حال المعاناة من الإسهال، وبالتالي في معظم الحالات يتضمن العلاج تعويضًا للسوائل المفقودة، ومن ذلك شرب الطفل للكثير من السوائل، وفي حال كانت الطفيليات هي المسبب فعندها يتم استخدام مضادات الطفيليات لعلاجها، أمّا في حالات البكتيريا فيمكن استخدام المضادات الحيوية ، ولكن نظرًا لقدرة الجسم على مقاومة العدوى بنفسه فإنّه لا يُنصح باستخدامها في بعض أنواع العدوى البكتيرية ومعظم أنواع العدوى الفيرسية، حيث تختفي العدوى هنا من تلقاء نفسها، أما الأطفال الذين لم يصابوا بالجفاف والقيء أثناء الإسهال فيوصى باستمرارهم بالنظام الغذائي ذاته مع الرضاعة الطبيعية كالمعتاد، ويُسمح بإضافة أجزاء صغيرة من الطعام لنظامهم الغذائي الأمر الذي قد يقلل من فترة نوبة الإسهال، ويمنع استخدام الأدوية المضادة للإسهال التي تصرف دون وصفة طبية دون استشارة الطبيب.
ولمعرفة المزيد عن علاج الإسهال عند الأطفال يمكن قراءة المقال الآتي: ( أفضل علاج للإسهال عند الأطفال ).
نظام غذائي للأطفال المصابين بالإسهال
يوصى بإطعام الأطفال الذين يعانون من الإسهال وجبات صغيرة خلال اليوم بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة، كما يُفضل إطعامهم بعض الأطعمة المالحة، وحقيقةً لا يُوصى باتباعهم أي نظام غذائي معين، ولكن غالبُا ما يفضل تزويد الأطفال بالأطعمة الخفيفة كمثل هذه الأطعمة:
- الدجاج، والسمك، واللحم المطبوخ أو المشوي.
- الموز والفواكه الطازجة الأخرى.
- البيض المطبوخ.
- منتجات الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض المكرر.
- المعكرونة أو الأرز الأبيض.
- الحبوب كالقمح والشوفان ورقائق الذرة.
- الخضراوات المطبوخة كالجزر والفاصولياء والكوسا والفطر.
- بعض الحلويات والوجبات الخفيفة كالكيك والبسكويت والجلي والشراب المثلج.
- البطاطا المشوية.
أما إذا كان الطفل المصاب بالإسهال رضيعًا فيُنصح بالاستمرار بإرضاعه رضاعة طبيعية، فغالبًا ما يعانون من الإسهال لفترة زمنية أقل من غيرهم، أما إن كان الطفل معتادًا على الرضاعة الصناعية فيُنصح بالاستمرار بها.
الوقاية من الإسهال عند الأطفال
يُنصح باتباع الإرشادات التالية وذلك لتجنب خطر الإصابة بالإسهال:
- شرب الماء النظيف.
- استخدام المرافق الصحية النظيفة.
- غسل اليدين جيّدًا بالماء والصابون بعد استخدام المرحاض وبعد تغيير الحفاظات للطفل وقبل الأكل.
- وضع الأطعمة الممكن فسادُها في الثلاجة.
- طهي اللحم جيدًا.
- تجنب تناول اللحوم النيئة والأسماك والمحار إلا عند التأكد من أنها ذات مصدر موثوق.
- عدم وضع اللحم المطبوخ على الأسطح أو الأطباق التي تحوي لحمًا نيئًا.
- تطهير أسطح المقاعد والتقطيع بمطهر عام مخفف.
فيديو عن الإسهال
تتحدّث اختصاصية طب الأطفال الدكتورة فداء الغرابلي عن الإسهال لدى الأطفال ومخاطره.