الإحسان في اللغة معناه تقديم أقصى درجات الإتقان ، ويعني الإخلاص وصدق المراقبة والخشية من الله -تعالى-، وبذل الجهد والوسع في القيام بأعمال الخير من غير مقابلٍ وبلا ثمنٍ، وهو جمال الصنيع وحسن التصرف.
الإحسان في المعاملات التجارية
يتمثّل الإحسان في المعاملات التجارية بعدة أمور، ومنها:
- عدم الغش.
- الابتعاد عن البيوع الفاسدة.
- حفظ اللسان عن كثرة القسم في البيوع.
- صون المعاملة عن الاحتيال والخديعة.
- صون المعاملة عن عدم الوفاء بالمواعيد.
- القناعة والرضا.
- حسن الظنّ بالله .
- اليقين بما قسمه الله -تعالى- من الأرزاق.
- خوف التاجر المسلم من الحساب في اليوم الآخر.
- الحرص على مراقبة الله -عزّ وجلّ- في كافة تعاملاته.
وهذه الوصايا مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة، ولما كانت من عند الله -تعالى- ضَمِن القائم بها في شؤون تجارته؛ البركة في المال والرزق، وضمن الرخاء والسعة في بلده وعلى أبناء وطنه.
عوامل حصول الإحسان في البيع الشراء
هناك عوامل مهمة تساعد على اكتساب التاجر قيمة الإحسان في معاملات البيع والشراء، هذه العوامل تدور بين مأمور يجب العمل بها، وبين منهي يكره عمله، أو يحرم فعله، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- ضرورة وجود الصدق في البيوع.
- يحصل فساد البيوع بإخفاء العيب عن المشتري.
- كراهية أن يبيع المدني والحضري مَن سكن البادية لجهل البدوي بالأثمان والأسعار.
- للمتضرّر أن يعيد السلعة التي اشتراها إذا وجد فيها عيبًا.
الإحسان في المعاملة وآداب التجارة
لقد نقل الإمام الغزالي -رحمه الله- جملة من آداب التجارة والإحسان فيها، ومن صور هذا الإحسان عمل ما تتحصل فيه المنفعة لطرفي المعاملة ومن هذه الآداب ما يأتي:
- تورّع البائع عن ما يبذله المشتري من زيادة على الربح المعتاد.
- أن يرضى المشتري بالضرر إذا كان البائع فقيراً محتاجاً.
- إمهال المتأخر في سداد الدين، والتنازل عن بعض الثمن لمن يراه محتاجاً.
- ومن الإحسان أن يسدّ الدين لصاحبه قبل وقته إن وجد، وأن يسير إليه هو وليس أن يأتي صاحب الدين إليه ليأخذ ماله.
- أن يقبل من يريد الرجوع عن البيع حتى ولو تمت المعاملة.
- أن لا يدوّن اسم الفقير في دفتر الديون والحساب أساساً، وإنّما يخبره بأن يأخذ ما يريد وما يحتاج من سلعٍ فإن تيسّر ثمن ما أخذ من سلعٍ، دفع وأدّى متى شاء، وإن لم تتيسّر أموره؛ فهو مسامَحٌ وغير مطالبٍ.
صفات التاجر المحسن
لخّص الإمام الغزالي -رحمه الله- صفات التاجر الذي ينبغي أن يحرص على دينه وآخرته أثناء تجارته في عدّة أمورٍ، منها ما يأتي:
- النية الحسنة في بداية التجارة.
- أن يقصد في تجارته القيام بأمرٍ ينفع المسلمين.
- أن يؤدي كلّ واجباته الدينية؛ كصلاة الجماعة وغيرها، ولا يعطي كل وقته للتجارة.
- أن يداوم على ذكر الله -تعالى- عند دخول السوق ومدّة إقامته فيه.
- ألّا يكون السوق شغله الشاغل فيكون هو أول الداخلين وآخر الخارجين منه.
- أن يبتعد عن مواطن الشبهات التي يحتمل حرمة التعامل بها.