الأنوثة في الإسلام
مفهوم الأنوثة في الإسلام وأهميتها
تعرف الأنوثة على أنها سر الجاذبية الخلقية في المرأة، والأنوثة في الإسلام هو مقصد إسلامي وجودي وتشريعي، كما أن الأنوثة وفق التصور الإسلامي تعتبر مفهوم جمالي تكاملي؛ ويقصد به أن يحصل الرجل على كماله، من حيث هو جنس بشري، وبدونه فهو ناقص أبداً، وكذلك المرأة في المقابل لا تكون إلا بالرجولة التي على أبيها أو زوجها أو أخيها أن يحفظها ويرعاها لها.
وهذا الجمال التكاملي أشار إليه قوله -تعالى-: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)، وأما عن أهمية الأنوثة في الإسلام، فهي على النحو الآتي:
- تعتبر الأنوثة وفق التصور الإسلامي حقيقة وجودية ضرورية لاستمرار النسل.
- كما أن الأنوثة تعتبر ضرورة وجودية للشعور بمعنى الحياة لدى الجنسين.
- كما أنها ضرورة للقيام بالوظيفة البشرية في بناء الأسرة؛ والتي تقوم بالوظيفة العمرانية وبناء الحضارات.
الحياء من مقتضيات أنوثة المرأة
ويعرف الحياء على أنه خلق يبعث صاحبه على اجتناب القبائح من الأفعال، خوفاً من أن يعاب أو يذم، وذكر القرآن نموذج من حياء ابنة شعيب، كما في قوله تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)، فهذه الآية تشير إلى حياء ابنة شعيب حين جاءت إلى موسى -عليه السلام- تدعوه إلى أبيها ليكافئه على صنيعه، فأتت إليه تمشي على استحياء، ومن شدة حيائها، قد فاض حياؤها حتى ملأ الأرض حياء.
والحياء ضد الفحش والتفحش، كما أنه ضد البذاء، وجمالية الحياء هي من المقتضيات الفطرية لأنوثة المرأة، وقد حرص الإسلام على حياء المرأة حفاظاً على فطرتها النفسية، وحماية لها من التسيب الخلقي الذي هو باب كل شر، وحياء المرأة شامل لما يأتي:
- التستر الجسمي
وهو ما فرضه الله على المرأة من اللباس الإسلامي، في محكم القرآن الكريم، كما في قوله -تعالى-: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ).
- التستر الحركي
وهو ما فرضه الله عليها من الاتزان في المشي وفي الصلاة، وما حرمه الله عليه من التغنج في الشوارع والأماكن العامة.
- التستر الصوتي
ولا يقصد به مطلق الصوت، وإنما يقصد به عدم تنعيم وتلحين أنغامها الصوتية، وذلك كمنعها من الأذان، وتجويد القرآن بمحضر الرجال.
ما يناقض أنوثة وحياء المرأة
هنالك جملة من الأفعال والأقوال التي تناقض أنوثة وحياء المرأة، ولعلَ من أبرزها ما يأتي:
- التشبه بالرجال في لباسهم وزيهم.
- التشبه بالرجال في طريقة كلامهم.
- التشبه بالرجال في طريقة كلامهم وفي رفع صوتهم.
- التشبه بالرجال بدنياً، عن طريق إجراء العمليات الجراحية، التي تؤثر على طبيعتها الأنثوية، ووظيفتها الوجودية.
وما يجدر الإشارة إليه ختاماً أن تشبه المرأة بالرجل في العلم هو من الأمور المحمودة شرعاً، أما غير ذلك فقد نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ).