الأماكن التي احتجم فيها الرسول
تعريف الحجامة
الحجامة لغةً: مصدر من الفعل حجم، يحتجم، فيقال عالجه بالحجامة أي أخرج الدم الزائد الفاسد من جسده بالمحجم، وهي الآلة التي تستخدم في تحقيق ذلك،والحجامة اصطلاحاً: هي قيام الحاجم بشرط ظاهر جلد المريض بموس أو نحو ذلك، دون الوصول لعروقه قصداَ لإخراج الدم الفاسد من جسده، وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تحثّ على التداوي بالحجامة، ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ)، وما ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (حدَّثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن لَيلةِ أُسْريَ بِهِ أنَّهُ لم يمرَّ علَى مَلإٍ منَ الملائِكَةِ إلَّا أمروهُ : أن مُرْ أمَّتَكَ بالحِجامةِ).
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّه قد ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأنّ التداوي بالحجامة لا يعدّ من التشريع فيُستحب فعله اقتداء برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وإنّما أمراً يباح للمسلم فعله من باب العلاج والدواء، وذلك لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما احتجم كان من باب العلاج، لا من باب التعبد والتقرب إلى الله -تعالى-.
الأماكن التي احتجم فيها الرسول
ثبت في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احتجم في خمسة مواضع من جسده، وهي:
- الرأس: حيث جاء عن عبد الله بن مالك رضي الله عنه: (احْتَجَمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُحْرِمٌ بلَحْيِ جَمَلٍ في وسَطِ رَأْسِهِ).
- الأخدعان والكاهل: حيث جاء عن أنس بن مالك : (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ احتجمَ ثلاثًا في الأخدَعَينِ، والكاهلِ)، والأخدعان هما عرقان في جانبي الرقبة، والكاهل وهو المنطقة التي تقع بين الكتفين من ناحية الظهر.
- الورك: حيث جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، احتَجم على وَرِكِه من وَثْءٍ كان بهِ)، والوثء هو وجع يصيب العضو من غير كسر.
- ظهر القدم: حيث جاء عن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ احتَجمَ وَهوَ مُحرمٌ على ظَهْرِ القدمِ من وَثءٍ كانَ بِهِ).
وقت الحجامة
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي أشارت إلى أفضل وقت للحجامة ، والتي كان مفادها أنّ النصف الثاني من الشهر الهجري بقليل هو أفضل الأوقات لذلك، ومن تلك الأحاديث ما يأتي:
- ما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يحتجِمُ في الأخدعَيْنِ والكاهِلِ، وكانَ يحتجِمُ لسَبْعَ عَشْرةَ، وتِسْعَ عَشْرةَ، وإحدى وعشرينَ).
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ خيرَ ما تحتجمونَ فيه يومَ سبعَ عشرةَ ، و تسعَ عشرةَ ، و يومَ إحدى و عشرينَ).
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنِ احتَجَم لسبعَ عشْرةَ من الشهرِ ، وتِسْعَ عشْرةَ ، وإِحْدَى و عشرينَ ، كان له شفاءً من كلِّ داءٍ).
فيظهر من الأحاديث النبوية المشار إليها مسبقاً عدة أمور:
- أوّلها: أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحتجم في الأيام الفردية من الشهر الهجري وهي السابع عشر، أو التاسع عشر، أو الحادي والعشرون.
- ثانيها: أنّ هذه الأحاديث النبوية قد جاءت موافقة لما جاء به الطب من كون أفضل الحجامة في النصف الثاني من الشهر الهجري وذلك في حال تمّ اللجوء إليها لغير مرض وحاجة، أمّا في حال لجأ إليها المسلم حال المرض والحاجة إليها فإنّها تنفعه في أي وقت من الشهر، حيث روي عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- أنّه كان يحتجم حال حاجته لذلك في أي وقت.