الأفعال الجامدة والمشتقة
الفعل
قد يؤدي الفعل معنىً مرتبطًا بزمنٍ معين قد تختلف صوره كي تُشير إلى الزمن المحدد الذي حدث فيه، وقد لا يتعلق بأي زمن فتكون صورته صورة واحدة جامدة، وبهذا ينقسم الفعل إلى قسمين الأول فعلٌ مشتق أو ما يُسمى بالفعل المتصرف، والثاني هو الفعل الجامد.
الأفعال الجامدة
شُبّه الفعل الجامد بالحرف بناءً على وظيفته التي تُعطي معنًى غير مرتبط بزمن مُعين ومجردًا من أي حدث، فخرج عن الأصل في الأفعال التي تحمل دلالةً على الزمان والحدث اللذين يعدان العنصرين الأساسيين في كل الأفعال، والحرف غير متصرف لازم للجمود محظور من التأثر الواضح بالعوامل حتى لو اختلفت وأثرت في التغيير، وسمي جامدًا نظرًا لعدم قابليته في التغيير من حالةٍ إلى أخرى، إذ يتخذ صورةً وصيغةً واحدة ويلتزم بها، ويلازم الفعل الجامد إما صيغة الفعل الماضي، أو الفعل المضارع ، أو صيغة فعل الأمر، وندرج فيما يلي أمثلة على الأفعال الجامدة:
الأفعال الجامدة التي تعطي معنًا عامًا
- الأفعال الجامدة التي تفيد الترجّي: مثل فعل عسى، كقولنا: عسى الله أن يُفرج همنا، وهذا الفعل شبيه بالحرف الناسخ لعل.
- الأفعال الجامدة التي تُفيد المدح: مثل فعل نِعمَ، كقولنا: نِعِمَ العادة العمل.
- الأفعال الجامدة التي تُفيد الذم: مثل فعل بِئسَ، كقولنا: بِئسَ جليس السوء النَمّام.
- الأفعال الجامدة التي تُفيد التعجب: مثل فعل أشعر، ما أشعر زيدًا.
- الأفعال الجامدة التي تُفيد التنبيه: مثل فعل هلم، هلم شركاءكم.
- الأفعال الجامدة التي تُفيد النفي المَحضِ: مثل فعل قلَّ، كقولنا: قلَّ رجلٌ يفعل ذلك.
- الأفعال الجامدة التي تُفيد الظن: مثل فعل هَبْ، كقولنا: هَبْ نفسك صاحب القضية ثم تصرف.
الأفعال الجامدة الملازمة للأزمنة المختلفة
- الملازمة للفعل الماضي: عسى، وظن وليسَ، ونِعْمَ، وبِئس، وتبارك.
- الملازمة للفعل المضارع: يَهبطُ بمعنى يصيحُ ويَضِجُّ.
- الملازمة لفعل الأمر: هَبْ، وهاتِ، وتعالَ.
الأفعال المشتقة (المتصرفة)
وتدل هذه الأفعال على اقتران حدوثها بزمنٍ مُحدد، وتقبل التغيير والتنقل من حالة إلى أخرى، وتُشير إلى المعاني في الأزمنة المختلفة، وتنقسم هذه الأفعال إلى نوعين اثنين، نوضحهما فيما يلي:
- أفعال تامة التصرف: وهي الأفعال التي تُؤدي المعاني في الأزمنة الثلاث، وتنتمي كافة الأفعال في اللغة لهذا النوع مع استثناء فئة قليلة، كقولنا؛ كتب في الفعل الماضي، ويكتب في المضارع، واكتب في فعل الأمر .
- أفعال ناقصة التصرف: وهذه الأفعال تؤدي المعاني في زمنين اثنين فقط وهما إمّا الفعل الماضي والمضارع، ومثال عليها: كادَ> يكادُ، وأوشكَ> يوشكُ، وما زالَ> يزالُ، وما انفكَ> وما ينفك، وما برحَ> وما يبرحُ، وتعد هذه الأفعال السابقة من الأفعال الناقصة ، أو فعل الأمر والمضارع مثل: دعْ> يدعُ، وذرْ> يذرُ.
تصريف الأفعال
تُصرف الأفعال المضارعة من الأفعال الماضية، وأفعال الأمر من الأفعال المضارع بآليات مختلفة ومتخصصة نوضحها تفصيلًا فيما يلي:
تصريف الفعل المضارع من الفعل الماضي
ولآلية التصريف هذه خطوات متسلسلة وهي:
- زيادة أحد أحرف الفعل المضارعة: والتي تجتمع في كلمة "نأتي"، مع إضافة حركة الضمة على الأفعال الرباعية، وحركة الفتح على ما دونه، وفيما يلي شرحًا عن كيفية الإضافة وحالاتها:
- إضافة الهمزة: إذا كان المتكلم يتحدث عن نفسه لوحده نحو؛ كتبَ أَكتبُ.
- إضافة النون: إذا كان المتكلم يتحدث عن نفسه وعن أفراد آخرين مثل؛ لعبَ نَلعبُ.
- إضافة ياء: إذا كان الحديث عن غائب؛ درسَ يَدرسُ.
- إضافة تاء: للأفراد المخاطبين، أو للحديث عن الغائبة كقولنا؛ شاهدَ تُشاهدون، دحرجَتْ تُدحرجُ.
- الانتباه إلى عدد الحروف بعد الإضافة: وثم يتم الأمر على النحو التالي:
- الفعل الثلاثي: يتم تسكين أوله، ويُحرك الحرف الثاني بالحركة المسموعة فيه كقولنا؛ (يكْتُب، يفْتح، يضْرِب).
- الفعل الرباعي، والخماسي والسداسي: إذا لم يبدأ الفعل بتاء زائدة يتم كسر الحرف قبل الأخير، مع الحرص على حذف ألف الوصل من الفعلين الخماسي والسداسي مثل: استغفر> يستغفِرُ، استفهم> يستفهم، وحذف همزة القطع من الفعل الرباعي كقولنا؛ أسعدَ> يُسعِدُ، وإذا بدأت بتاء زائدة تبقى على حالها، تشارك> يتشارك، تدحرج> يتدحرج، تعلم> يتعلم.
تصريف فعل الأمر من الفعل المضارع
يُشتق فعل الأمر من الفعل المضارع على النحو الآتي:
- تصريف فعل الأمر من الفعل المضارع الثلاثي على وزن أفعل:
- تُحذف ياء المضارعة من الفعل مثل: يلعب> لعب، يدخل> دخل.
- تُضاف همزة القطع أو همزة الوصل المناسبة للكلمة حسب قاعدة همزة القطع وهمزة الوصل ، مثل: لعب> العب، دخل> أدخل.
- تصريف فعل الأمر من الفعل المضارع استنادًا على حركة الحرف الذي يلي حرف المضارع:
- إذا كان الحرف الذي يلي حرف المضارع مُتحرك يتم جزم الفعل المضارع ويؤخذ الفعل المجزوم بعد حذف حرف المضارعة، مثل: يَقُوم> لم يَقُم> قُم.
- إذا كان الحرف الذي يلي حرف المضارع ساكنًا يتم جزم الفعل المضارع ويؤخذ الفعل المجزوم بعد حذف حرف المضارعة مع إضافة همزة القطع أو همزة الوصل المناسبة للكلمة حسب قاعدة همزة القطع وهمزة الوصل لأنه يبدأ بساكن، مثل: يسْمع> لم يسْمع> اسمع، يُكْرم> لم يكرم، أكرِم.
شواذ تصريف فعل الأمر
شذت ثلاثة أفعال عن القواعد السابقة نظرًا لأنها على غير وزن أفعل، والحرف التالي للمضارع ساكن، وما قبل الآخر يحمل ضمةً أصلية، وهذه الأفعال هي: يَأْخُذُ، يَأْكُلُ، يَأْمُرُ، ويتم حذف أول حرفين من هذا الفعل المضارع لاشتقاق فعل الأمر فتصبح: يَأْخُذُ> خُذُ، يَأْكُلُ> كُلْ، يَأْمُرْ> مُرْ.
أمثلة على الأفعال الجامدة
ندرج فيما يلي بعض الشواهد الموضحة لهذه الأفعال الجامدة:
- نعمَ الرجل خالد: فعلٌ ماضٍ جامد، وهو من أفعال المدح.
- كاد اللاعب أن يخسر: فعل ماضٍ ناقص جامد.
- عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرجٌ قريب: فعل ماضٍ ناقص جامد مبني على الفتح.
- {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}: فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة.
- فإنك موشك ألَّا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي: خبر إن مرفوع، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص أوشك، ويعمل عمله، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
- كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
أمثلة على الأفعال المشتقة (المتصرفة)
ندرج فيما يلي بعض الشواهد الموضحة لهذه الأفعال المشتقة:
- لعبَ الولد كرة القدم: وهو فعل ماضٍ متصرف، لا يتلزم بحالةٍ معينة.
- درسَ الطالب الكتاب: فعل ماضٍ متصرف.
- قرأ الولد الدرس: فعل ماض متصرف له صور متعددة فهنا تظهر صورته في الفعل الماضي ، ويقرأ بالفعل المضارع، واقرأ بفعل الأمر.
- يسمعُ الطفل الموسيقى: فعل مضارع مرفوع متصرف له صور متعددة، سمعَ في الفعل الماضي، واسمع في فعل الأمر.
- انظر إلى التلفاز: فعل أمر مبني على السكون متصرف ومتغير لصور الأزمان الثلاث.