ما هي العلوم الاجتماعية
مفهوم العلوم الاجتماعيّة
يشير مصطلح العلوم الاجتماعيّة إلى أي فرع من فروع العلوم الذي يتعلّق بالسلوك الإنساني والذي يشمل جوانبه الاجتماعيّة والثقافيّة، ويستخدم أحياناً للإشارة إلى علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة، وعلم الاقتصاد ، والتاريخ، والقانون، وغالباً يضم الجغرافيا الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
تعود العلوم الاجتماعيّة إلى الأصول الإغريقيّة واليونانيّة القديمة، وتعتبر تراثاً قويّاً في تاريخ الفكر الاجتماعي بسبب استفساراتهم العقلانيّة عن الطبيعة البشريّة والدولة والأخلاق، مع العلم أنّه كان هناك فترات زمنيّة طويلة التي كانت تفتقر إلى العلوم الاجتماعيّة، إلّا أنها أصبحت فيما بعد جوهر عصر النهضة والتطوير في التاريخ الأوروبي الحديث، بحيث استُعيد هذا الاتجاه من خلال نصوص الفلاسفة الكلاسيكيين العظماء.
أهميّة العلوم الاجتماعيّة
تعتبر العلوم الاجتماعيّة ذات أهميّة كبيرة في جميع مجالات الحياة، وخاصةً في مجالات الرعاية الاجتماعيّة والرعاية الأوليّة، ونظام العدالة، والأعمال التجاريّة، وغير ذلك، فكما يتم تقديم دعم الحكومة والجامعات والاستثمارات لكل من علوم التكنولوجيا والهندسة والرياضيّات، لا بد الاهتمام بالعلوم الاجتماعيّة أيضاً ومعالجة الخلل التعليمي فيها وتقديم الدعم اللّازم لها.
لا يقتصر العلم الاجتماعيّ على الأخصّائيين الاجتماعيين أو المعلمين فقط، فهو علم واسع يركّز على عدّة جوانب وفروع مثل علم النفس والاجتماع والتاريخ والقانون وغير ذلك من الفروع، وأيضاً يدرس العلاقة بين الأفراد في المجتمع، لذلك فهي تعتبر (علم العلوم) لقدرتها على تقديم النظرة الثاقبة حول كيفيّة عمل كل من العلوم الأخرى والابتكارات وتزويد علماء الاجتماع بكل من المهارات التحليليّة والتواصليّة اللّازمة في الصناعات والمنظّمات، وتساعدهم في حل أكبر القضايا في العالم التي لها آثار جسيمة على المجتمع مثل جرائم العنف والطاقة البديلة والأمن السيبراني، فما يميّزعلماء الاجتماع أنهم يمتلكون المهارات اللّازمة لرؤية العالم بشكل مختلف، بالإضافة إلى قدرتهم في العثور على المعلومات التي قد يفوّتها الآخرون.
لعبت العلوم الاجتماعيّة دوراً مهمّاً في مكافحة انتشار الكثير من الأمراض المعدية، ومن الأمثلة على ذلك مرض الأيبولا الذي انتشر مؤخرّاً في أفريقيا، والتي كانت جزءاً في حل أزمة هذا المرض باعتمادها على تطوير فهم العوامل المؤدّية لهذا المرض وزيادة استثمار العقاقير المستخدمة في العلاج، وإيجاد عدد من المتخصّصين في الموارد البشريّة والقيادة وإدارة الأسواق وتسعير الأدوية، فضرورة وجود العلوم الاجتماعيّة كان واضحاً، بحيث حاول عدد من الأطبّاء فهم مواقف النّاس نحو السلوكيات الصحيّة وطرح العديد من الأسئلة المجتمعيّة والبحث في أسباب فشل بعض الدول في مكافحة المرض والطريقة التي يمكن إعادة بنائها وتعزيزها. أما من الناحيّة الاقتصاديّة فإنها تساعد الأفراد والمجتمع في فهم السياسات الاقتصاديّة الأكثر فاعليّة والتوسّع فيها، وإدارة الأموال بحكمة، واختيار الاستثمارت المناسبة في عالم الأعمال.
مستقبل العلوم الاجتماعيّة
إنّ علاقة العلوم الاجتماعيّة بالمجتمع المنظّم والحكومات والصناعات والمراكز المؤسسيّة الأخرى للسلطة، تؤثّر بشكل كبير على مستقبله من خلال تمويل البحوث والآثار التي تترتّب على الموضوعيّة العلميّة، لذلك على العلوم الاجتماعيّة الابتعاد عن الحكومة البيروقراطيّة والصناعات حتى لا يفقدوا السلطة الكامنة للنقد الصّادق والنزيه للفعاليات الغير مجدية في المجتمع، والسعي لحل المشكلات التي تحدد مصيرها.
بما أن للعلوم الاجتماعيّة أهميّة كبيرة في جميع أنحاء العالم، فإنها تواجه العديد من التحديّات، لذا يتعيّن عليها القيام الكثير من الأعمال وذلك لزيادة الدعم التي تتلقّاه لمواجهة هذه التحديّات. هناك العديد من البرامج المهمّة التي من شأنها ان تدافع عن العلوم الاجتماعيّة مثل (حملة العلوم الاجتماعيّة) وغير ذلك، والتي من شأنها إبلاغ السياسة العامة، وبناء التحالفات، وزيادة المعرفة العامة، وتأمين زيادة التمويل والمشاركة في الدعوة التي تدعم العلوم الاجتماعيّة.
هناك بعض بلدان العالم مثل الولايات المتّحدة التي تدرّس العلوم الاجتماعيّة في التعليم الرسمي لها، بحيث يبدأ التدريس بها مبكّراً منذ المرحلة الإبتدائيّة مع تقدّمها في المرحلة المتوسّطة والثانويّة، وتقوم بالتركيز على بعض الفروع الأساسيّة فيها مثل علم الاقتصاد، والسياسة والتاريخ، ويتم التوسّع في التخصّصات أكثر عند الوصول إلى المستوى الجامعي.
فروع العلوم الاجتماعيّة
علم النفس
علم النفس يعني دراسة العقل والعمليات التي يقوم بها سواء على الصعيد الفردي او الاجتماعين ويبرز في كثير من مجالات الحياة من الجريمة، والعدالة، والصحة، والتعليم، فالحصول على درجة علميّة في هذا المجال يؤدي إلى فتح أبواب مهنيّة عديدة مثل مهنة الطب النفسي . ومن الأمثلة عليها:الصّحة النفسيّة، تخاطر علم النفس، التواصل والّلغة، علم النفس التربوي، وغير ذلك.
علم الاجتماع
علم الاجتماع يعني دراسة المجتمع، فهو علم واسع لمن يهتم بالعمل الاجتماعي ويتطلّع لاستخدام تفكيره الناقد ومهاراته التحليليّة في المواضيع الاجتماعيّة، ويمكن لعلم الاجتماع أن يدخل في المجالات الحكوميّة والسياسيّة وكذلك الجمعيات الخيريّة، ومن الأمثلة عليها: المجتمع والثقافة، والحياة الاجتماعيّة، وعلم الاجتماع العام، والثقافة الشعبيّة ، والتنشئة الاجتماعيّة للشباب.
علم الّلغويات
علم اللّغويات يعني دراسة اللّغة من حيث طبيعتها وبنيتها وتنوّعها، ويشمل على الصوتيّات، والبراغمات، وعلم الدلالة، وعلم اللّغويات الاجتماعيّة.
علم الأنثروبولوجيا
علم الأنثروبولوجيا يعني دراسة أصل الإنسان وسلوكه، والتطوّرات الفيزيائيّة والاجتماعيّة والثقافيّة التي يخضع لها، من أجل فهم أصوله والمعتقدات المختلفة التي يؤمن بها، وكذلك العادات الاجتماعيّة المحيطة به.
علم التواصل
إنّ علم التواصل يعني الاتصال بالآخر لتبادل المعلومات والأخبار باستخدام الكتابة، أو الحوار، أو حتى الإيماءات الجسديّة بما فيها من تعابير الوجه ولغة الجسد .
علم الجريمة
علم الجريمة يعني دراسة الجريمة والبحث عن الأسباب المؤديّة لها، والمعرفة المتعمّقة لتاريخ الجريمة والنظريات الكامنة وراءها، ومن الأمثلة عليها: الطب الشرعي والتحاليل الجنائيّة والجرائم الالكترونيّة وغير ذلك.