الأسلوب الخبري في اللغة العربية هو الأسلوب البلاغي الذي يعطي الكلام احتمالين هما الصدق أو الكذب في الخبر، باستثناء كلام القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والحقائق العلمية الثابتة المؤكدة، ويشمل الأسلوب الخبري نقل المعلومات، وتوضيح الأفكار والإفصاح عنها، ومثال عليه: "السباحة مفيدة" فهذه الجملة خبرية مفيدة صادقة، وقول "الكسل جميل" فهي جملة خبرية كاذبة.
أنواع الأسلوب الخبري
يقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع كالآتي:
الخبر الابتدائي
هذا النوع يستخدم عندما يكون فكر المخاطب فارغًا ليس فيه حكم مسبق، فتكون الجملة خالية من أدوات التوكيد ، ومثال عليه: قول الشاعر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
- وتأتي على قدر الكرام المكارم
الخبر الطلبي
هذا النوع يستخدم عندما يكون المخاطب مترددًا في حكمه فتكون الجملة مؤكدة باستخدام مؤكد واحد، ومثال عليه: قول الشاعر:
إنّ الذي بمقال الزور يضحكني
- مثل الذي بقال الحق يبكيني
الخبر الإنكاري
هذا النوع يستخدم عندما يكون المخاطب منكرًا للحكم، فيستخدم في الجملة أكثر من أداة توكيد، ومثال عليه: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنّ من الشعر لحكمًا، وإنّ من البيان لسحرًا".
أدوات التوكيد المستخدمة في الأسلوب الخبري
تتعدّد الأدوات التي يتم استخدامها في توكيد الأسلوب الخبري، وهي كالآتي:
- نون التوكيد الخفيفة والثقيلة: مثل: اكتبَنْ، ونون التوكيد الثقيلة مثل: قوله تعالى: "ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننّ وليكونًا من الصاغرين.".
- لام القسم: تستخدم في جواب أسلوب القسم للتأكيد عليه، مثل: والله لأدرس حتى أنجح، تالله لقد رأيت خسوف القمر، بالله لقد آثرك الله علينا.
- حرف قد قبل الفعل الماضي: حيث يفيد التحقيق والتوكيد مثل: قد نجح الطالب، وقبل الفعل المضارع ويفيد التشكيك والتقليل من الفعل مثل: قد يجود البخيل وهنا الغرض منها تأكيد أن البخيل لا يجود إلا بالقليل.
- لام الابتداء: تكون في بداية الكلام أو الجملة لتأكيد ما بدأ به المتكلم من كلمات، مثل: قوله تعالى: "لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم من الله،" وقول: لمحمد خير الخلق، فهنا جاءت لتأكيد المعنى.
- حرفي إنّ وأنّ: مثل: إن الله مع الصابرين، علمت أنّ الله مع الصابرين.
- المفعول المطلق: المفعول المطلق مصدر من جنس الفعل نفسه، لذلك يفيد معنى توكيد الفعل، ومثال عليه قوله تعالى: "وكلّم الله موسى تكليمًا".
- ضمير الفصل: مثل قوله تعالى: "وأولئك هم المفلحون"
- الحروف الزائدة: مثل: من، من شيءٍ، الباء مثل قوله تعالى: "وما ربّك بظلّام للعبيد."
- حروف التنبيه (ألا، ما): مثل قوله تعالى: "ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون."
أغراض الأسلوب الخبري
فوائد الخبر وفق مقتضى الظاهر
- فائدة الخبر: أي لإفادة المخاطب بمعلومة جديدة لم يكن يعرفها سابقًا، مثل: العدل أساس الملك.
- لزوم الفائدة: المخاطب يعرف المعلومة والمتكلم يريد إضافة معلومة جديدة للمخاطب، مثل: أنت تفوقت في الرياضيات، مبارك عليك.
فوائد للخبر بخلاف مقتضى الظاهر
- إنزال خالي الذهن: يستخدم أسلوب الخبر الابتدائي أو الطلبي أو الإنكاري للشخص خالي الذهن، وهذا بأساليب مختلفة حسب درجة الشك لدى المخاطب، مثل قول شخص: لا أعلم هل أذهب اليوم أم لا؟ فيردّ عليه آخر: لا تذهب اليوم، إنّه يوم حارّ للغاية.
- إنزال منزلة غير المتردد منزلة التردد أو غير المنكر منزلة المنكر: يحاول المتكلم هنا إقناع المخاطب المنكر للمعلومة من خلال التأكيد عليها بأكثر من أسلوب.
- إنزال المنكر منزلة غير المنكر: يستخدم للتأثير في المستقبل فيصبح غير منكر وهنا قلّما يستخدم أدوات التوكيد، مثل: السرقة والقتل حرام فهي تؤذي الناس.
- استخدام كلمة بدل كلمة: فيه تستخدم كلمة للدلالة على شيء آخر، مثل قوله تعالى: "إن وليّكم الله ورسوله" فالولاية لله على جميع الناس وولاية الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة لولاية الله تعالى.
أغراض الأسلوب الخبري المجازية
هناك أغراض مجازية للأسلوب الخبري، وأهمها ما يأتي:
- الاسترحام: من الأمثلة عليه قول: إلهي عبدك العاصي أتوب إليك من ذنوبي.
- التحسر: مثل قوله تعالى: "قالت ربي إني وضعتها أنثى"
- التحذير: مثل: أبغض الحلال إلى الله الطلاق.
- المدح: مثل: فإنك شمس والملوك كواكبٌ.
- النصح والإرشاد: مثل: إن سلامة القلب والروح أجمل الخصائل.
- الإحساس بالضعف: مثل قوله تعالى: "قال ربّ إني وهن العظم مني."
- الفخر: مثل قول المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
- وأسمعت كلماتي مَن به صمم