الأخطل (شاعر أموي)
الأخطل
الأخطل هو غياث بن غوث بن الصلت، أبو مالك التغلبي، وهو شاعر، ولد سنة 19هـ في منطقة الحيرة في العراق، ويعد من أشهر شعراء العصر الأموي ، وكان يسمّى بالشاعر مصقول الألفاظ، وهو الثالث بعد الشاعرين الجرير والفرزدق الذين لمع نجمهم في سماء الشعر في عصرهم، وقد مدح خلفاء بني أمية بشدة، فأصبح المقرّب إليهم، ويكنّى بشاعر بني أمية.
سبب تسميته بالأخطل
تعددت الروايات حول سبب تسمية الشاعر غياث بالأخطل، فمنهم من قال إنَّ السبب يعود لاضطراب كلامه، أو أنَّه أخطل اللسان ومنهم من قال إنَّ سبب التسمية يعود لطول أذنيه، إذ لا توجد رواية مؤكدة لسبب التسمية، غير أنَّ له عدة ألقاب أخرى، فكان يلقب بِذو العباية، وذو الصليب، ودوبل.
شِعر الأخطل
كان الأخطل من الشعراء السياسيين وأمهرهم، لاتصاله الوثيق مع الخلفاء والأمراء ومدحهم، وكان من المتفوقين في السبّاق في شعر الهجاء في عصره على صاحبيه الجرير والفرزدق ، وكان شعر الأخطل في المديح أقرب ما يكون لشعر الشاعرين الجاهليين النابغة الذبياني والأعشى، وقد اتسم شعره بالبلاغة، فقد كان بليغًا جدًّا ويُحسن اختيار الألفاظ، بالإضافة إلى إتقانه لأسلوبي المدح والهجاء في شعره.
قصائد الأخطل
يوجد ما يُقارب 157 قصيدة للأخطل في الفنون الشعرية المختلفة، مثل؛ مدح، وذم، وغزل، وهجاء، وغيرها، ومنها ما يأتي:
- قصيدة أتاني، ودوني الزابيانِ كلاهما.
- قصيدة أتعرف الدار أم عرفان منزلة.
- قصيدة أتعرف من أسماء بالجد روسما.
- ق صيدة أجرير إنك والذي تسمو له.
- قصيدة آذنوا بالبين جيرانهم.
- قصيدة إذا ذُكر النساء بيوم خير.
- قصيدة تعيب الخمر وهي شراب كسرى.
- قصيدة قد غرهم مني لئيم جنبا.
- قصيدة ما يضير البحر أمسى زاخرا.
أجمل ما كتب الأخطل في شعره
تُعد قصيدة كذبتكَ عينك أم رأيت بواسطٍ، وهي من روائع الأخطل، والتي أعلن بعدها الجرير تفوق الأخطل عليه، إذ في مجملها تأخذ من سمات الجاهلية، وبشكل خاص من شعر النابغة الذبياني ، والقصيدة تفخر وتمدح الخيل والفرسان بأسلوب متمكّن وجميل.
وأشهر شعره كذلك رائيّتاه الشهيرتان؛ الأولى في الهجاء إذ هجا القبائل القيسية بقصيدة طويلة في مقدمتها "ألا يا اسلمي يا هند"، والأخرى في مدح عبد الملك بن مروان وبني أمية في قصيدة رائعة من روائع الأخطل حيث قال في مقدمتها "خف القطين فراحوا منك".
الأخطل والمدح
مدح الأخطل خلفاء وأمراء بني أمية قاطبة، إذ كان مقرّبًا إليهم، يمدحهم في كل زمان ومكان، كقصيدته في مدحه للخليفة عبد الملك بن مروان التي يُشيد فيها في هيبته وشجاعته وكرمه وانتصاره على الأعداء، ومقدمتها ما يأتي:
أعطاهم الله جدًّا يُنصرون به
لا جدّ إلا صغير بعد محتقرِ
بني أمية نعماكم مجللة
تمّت فلا منة فيها ولا كدر
الأخطل والهجاء
إذ تميز الأخطل بأسلوب الهجاء في قصائده، إذ قام بهجا صديقه جرير كثيرًا، وقبل وفاته أوصى الفرزدق لمتابعة هجاء جرير في شعره، كما هجا الأنصار بعد حادثة وقعت بين أحد الأنصار ويزيد بن معاوية، فكانت القصيدة التي كاد أن يخسر حياته بعدها، إلا أنَّه أصبح الصديق الصدوق المقرب ليزيد بن معاوية، ومقدمة هذه القصيدة ما يأتي:
ذهبت قريشُ بالمكارم والعلى
واللؤم تحت عمائم الأنصارِ
فذروا المكارم لستم من أهلها
وخذوا مساحيكم بني النجارِ
وفاة الأخطل
توفي الأخطل في عام 92هـ عن عمر يناهز السبعين عامًا، في كنف خلافة الوليد بن عبد الملك .