الأحجار الكريمة
الأحجار الكريمة
الأحجار الكريمة (Gemstone) هي إحدى أنواع المعادن أو الصخور التي صُنّفت بأنَّها كريمة ونبيلة نظرًا لأنَّها جميلة، وذات قدرة كبيرة على التحمل، ونادرة، وتستخدم في صنع المجوهرات والزينة، ومن جهة أخرى فهناك بعض الأحجار الكريمة ناعمة جدًا وهشة تُعرض في المتاحف ويبحث عنها الأشخاص ذوو هواية جمع الأحجار.
تمتاز هذه الأحجار بأن قيمتها عالية كما أنها متينة جدًا، ومن أمثلتها مثل: اللؤلؤ، المرجان الأحمر، والعنبر، والزمرد، وكانت محط اهتمام البشر منذ القدم واشتُرط أن تكون جميلة حتى تدخل في صناعة المجوهرات، فبعضها يكمن جماله في لونه الساطع والبعض الآخر في عدم وجود لون لها، وبعضها لامع وبعضها مطفي، وبعضها على شكل نجمة وبعضها غير محدد النمط، وبالإضافة لاستخدامها في صنع المجوهرات فقد استُخدمت في القِدم كأحجار قوّة تحمي من الشر والسحر.
هناك أكثر من 2000 معدن طبيعي صُنّف منها 100 معدن كأحجار كريمة، وحُددت أفضلها ليتبقى منها 16 معدن هي: البريل، الكريزوبيريل، الكوراندون، الماس، الفلسبار، العقيق، اليشم، اللازوريت، الزبرجد الزيتوني، الأوبال، الكوارتز، الإسبنيل، التوباز، التورمالين، الفيروز، والزركون، تحتوي بعض منها على أنواع فرعية أيضًا، أي أن الأحجار الكريمة هي المعادن التي صُنّفت نظرًا لجماليتها وقوة تحملها، واستُخدمت بعد صقلها وقصها وتشكيلها كزينة للإنسان، كم لكل منها ميزات تختلف عن الأخرى لكنها جميعها مميزة.
لون الأحجار الكريمة ووضوحها
تختلف ألوان الأحجار الكريمة فهناك تنوع جذاب في ألوان الأحجار، فبعضها جمالها يكمن في خشونتها حيث تبدو كالصخور العادية أو الحصى من الخارج، لكن بعد كسرها يظهر لمعانها وجمالها ولونها الحقيقي، ولكن الغالبية يفضّلون الأحجار ذات الألوان الأساسية الواضحة للعيان، والتي يكون لونها مكثفًا ومُشبعًا.
تختلف الألوان تبعًا لطريقة تشكّلها فأحيانًا تختلط مع شوائب أو معادن أخرى تظهر كالعيوب أو البقع الصغيرة داخل الحجر، تُعطي لمحة للباحث عن كيفية تكوّن الحجر والبيئة الجيولوجية التي تشكّل فيها وأصله، كما أن هذه الشوائب تُبين إن كان الحجر صناعي أم طبيعي، ولكن هذه الشوائب غير متواجدة في كافة الأحجار كالأكوامارين الخالي من الشوائب.
تشكيل الأحجار الكريمة
تتشكّل الأحجار الكريمة تحت سطح الأرض، تختلف طرق تشكيلها من نوع لآخر، وتتكوّن نتيجة تفاعل المعادن مع المياه الموجودة أسفل سطح الأرض، وبعد أن تتفاعل هذه المعادن تذوب مما يسمح لها بالتشكّل إلى أحجار كريمة بعد أن يبرد المحلول أو يتبخر، وهذه الطريقة تنطبق على الأوبال والعقيق والجمشت، أما أنواع أخرى فتتكوّن عندما يمتزج الماء مع الصخور الغنية بالنحاس مثل: الملكيت، الأزوريت، والفيروز الذي اعتبره القدماء المصريين من أثمن الجواهر، وقد وجد منذ 4000 عام وهناك احتمال أن يكون قد وجد منذ زمن أقدم.
ليست كل الأحجار الكريمة معادن
ذكرنا سابقًا أنَّ الأحجار الكريمة غالبًا تتألف من امتزاج المعادن مع الماء أسفل الأرض، لكن لا يعني ذلك أن الأحجار الكريمة جميعها من أصل معدني فعلى سبيل المثال اللؤلؤ والعنبر كلاهما عضوي وتشكّل بفعل الكائنات الحية التي أوجدت هذه العناصر، فاللؤلؤ الذي يتشكّل داخل الرخويات (المحار) عضوي لكن طلاؤه الخارجي عبارة عن معدن، وفي مثال آخر الكهرمان الذي تشكّل بداية الأمر من عصارة الأشجار، ثم تحوّل بمرور ملايين السنين إلى بوليمر (بلاستيك طبيعي)، وقد اعتبره الناس من المجوهرات الثمينة بالرغم من أنه ليس معدني الأصل.
أنواع الأحجار الكريمة
تتعدد أنواع الأحجار كريمة من ناحية الشكل واللون والمكونات، صنّف الباحثون أنواعها اعتمادًا على كيفية تكوينها والمواد الخام الأصلية، أي في حال تكونت من مواد معدنية، أو من مواد عضوية، أو من مواد غير عضوية، أو من صخور، أو من خليط يجمع المعادن والبلورات والصخور، والآتي توضيح لهذه الأنواع:
- الأحجار الكريمة المعدنية: وهي المجموعة التي تحتوي أكثر عدد من الأحجار الكريمة، نظرًا لأنها تضم أكثر من 130 معدن مختلف تفاعل مع الماء لتكوين الأحجار المتنوعة، ومن أهمها: الماس، والياقوت، والزمرد، والكوارتز، والروبي الطبيعي.
- الأحجار الكريمة العضوية: تحتوي هذه المجموعة على الأحجار الكريمة التي تألفت من تفاعل الوقود الأحفوري مثل: العنبر، بالإضافة للأنواع التي تشكّلت بفعل الكائنات الحية مثل: اللؤلؤ الذي يتشكّل في الصدف، والعاج، وتعد أنواع هذه المجموعة أكثر استخدامًا في المنحوتات، والمنحوتات المزخرفة، واختير هذا النوع نظرًا لأنها قوية الهيكل مثل العاج، أو حساسة ولامعة اللون كاللؤلؤ.
- الأحجار الكريمة غير العضوية: وهذه المجموعة تحتوي على نوعين فقط هما: العقيق، والسجاد، وهي عبارة عن زجاج بركاني لونه أسود يتشكّل بفعل الانفجارات البركانية، وتحتوي داخلها على شوائب بيضاء تُشبه حبات الثلج الصغيرة، بالإضافة للأوبال الذي يصنّف كمادة غير طبيعية إذ أنه عبارة عن أشكال غير متبلورة من السيليكا، قد يكون صلبًا وقد يكون سائلًا.
- الأحجار الكريمة الصخرية: تتشكّل هذه الأحجار من الجرانيت الوردي، والأخضر، والأبيض، ومن بينها حجر اللازورد الذي يمتاز بلونه الأزرق أحيانًا وقد يكون ذهبي أو أبيض.
- الأحجار الكريمة الاصطناعية: تتشكّل هذه الأنواع بفعل البشر، تُصنع لتُحاكي الأحجار الكريمة الطبيعية نظرًا لندرة الأحجار الطبيعية، لكنها تمتاز بثمنها البسيط، ومن أمثلتها الزركونيا المكعبة.
أشهر الأحجار الكريمة
في ما يلي أشهر الأحجار الكريمة في العالم:
- ألماس الأمل.
- ألماس تايلور بيرتون.
- نجمة الهند.
- لؤلؤة لاو تزو.
- أنداموكا أوبال.
خصائص الأحجار الكريمة
تمتاز الأحجار الكريمة بأربعة خصائص وتُصنّف بناءً عليها هي: النمط أو الشكل، اللون، الوضوح، القيراط، وتعد ميّزة اللون هي الأهم، حيث تُقسّم درجات الألوان إلى ثلاثة فئات هي: تدرج اللون، درجة اللون، والتشبع، فتدرج اللون يعني اللون الأصلي للحجر ونقاء هذه الدرجة، أما درجة اللون فتعني قوّة هذا اللون فمثلًا إن كان الحجر أخضر هل هو أخضر فاتح أم أخضر غامق، أما تشبّع اللون فتعني قوة لون الحجر الأساسي مقابل الألوان القاتمة التي قد تظهر في الحجر كالبني أو الرمادي.
الخلاصة
تعد الأحجار الكريمة من أجمل وأثمن وأشهر أنواع المجوهرات في هذا العالم، صُنّفت كذلك نظرًا لألوانها الرائعة، ومتانتها غير العادية، وتختلف في طريقة تشكّلها إما من مواد عضوية أو غير عضوية، أو من صنع الكائنات الحية أو من الصنع البشري، تُستخدم في صنع المجوهرات الثمينة، وبعضها يوضع في المتاحف نظرًا لندرته وهشاشته، وهناك قرابة الـ100 نوع من هذه الأحجار.