اسم آسيا في القرآن ومعانيه
اسم آسيا في القرآن الكريم
المراد بآسيا في القرآن الكريم: زوجة فرعون ؛ وهي آسيا بنت مزاحم بن عبيد الديان بن وليد، إلّا أنّ القرآن الكريم لم يذكر اسم آسيا صراحةً في آياته، بل ذكرها بلفظ زوجة فرعون، وفيما يلي ذكرٌ لبعض الآيات التي جاءت على ذكر آسيا بوصف زوجة فرعون:
- قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة القصص: (وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، امرأة فرعون المذكورة في الآية هي آسيا؛ فعندما التقطوا سيدنا موسى -عليه السلام- من النهر بعد أن ألقته أمّه فيه بأمرٍ من الله تعالى، حنّن الله -سبحانه وتعالى- قلب آسيا عليه؛ فطلبت من فرعون أن يبقوا هذا الطفل عندهم ولا يقتلوه، علّ أعينهم تقرّ به وينتفعون به؛ فيجعلونه خادمًا، أو يرفعونه لمنزلةٍ أعلى من منزلة الخدم؛ فنتّخذونه ولدًا، فالله -سبحانه وتعالى- قدّر أن يصبح سيدنا موسى -عليه السلام- قرَّةً عينٍ لآسيا بنت مزاحم التي أحبّت موسى حبًّا شديدًا.
- قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة التحريم : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين)؛ حيث وصف الله -سبحانه وتعالى- آسيا بنت مزاحم في هذه الآية بالإيمان والتضرع إليه؛ فالله -سبحانه وتعالى- استجاب لدعوات آسيا بنت مزاحم ببناء بيتٍ لها في الجنّة، وتنجيتها من فتنة فرعون؛ فاستجاب الله لها، وبقيت ثابتةً على إيمانها؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، ولَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائر الطعام".
معاني اسم آسيا
يعرف اسم آسيا في قواميس اللغة بأنّه: اسم علمٍ مؤنَّثٍ، وهو اسم يونانيّ الأصل يُطلق على إحدى قارات العالم، بينما في اللغة الفارسية؛ فيطلق لفظ آسيا على حجر الرحى، وسبب إطلاقهم هذا الاسم على هذه القارّة؛ أنّ شكلها يشبه حجر الرحى، بينما يطلق اسم آسيا عند العرب على الطبيبة المواسية.
لماذا لم يذكر القرآن اسم امرأة فرعون صراحةً واكتفى فقط بإضافتها إلى زوجها؟
الحقيقة أن آسيا بنت مزاحم ليست المرأة الوحيدة التي ذُكرت في القرآن الكريم ضمنيًا، بل إنّ جميع النساء اللواتي ذُكرن في القرآن الكريم ذكرن بالإشارة لهنّ دون تصريحٍ باسمهنّ، باستثناء السيدة مريم بنت عمران؛ لكونها صاحبة حدثٍ استثنائيٍّ ومعجزةٍ بالحمل من غير زوجٍ، أمّا النساء الأخريات؛ فلأنّ القرآن الكريم يركّز على الأحداث وسياقها والعبرة منها لا على شخوصها.