إنجازات الإمارات في مجال الفضاء
تأسيس أول وكالة عربية للفضاء
شهدت دولة الإمارات تطورًا كبيرًا فاق الكثير من الدول العربية في مجالات مختلفة ، ومنها الفضاء؛ إذ تعتزم الإمارات أن يكون الفضاء أحد قطاعاتها الاقتصادية الرئيسية، لذ أُنشأت وكالة الإمارات للفضاء في عام 2014؛ وهي أول وكالة فضاء عربية، واستثمرت ما يتجاوز 5.4 مليار دولار في هذا القطاع سعيًا لوصول العرب إلى المريخ، وتحقيق الحلم الإماراتي بالوصول إلى المريخ أو كما يسمى "بالكوكب الأحمر" بحلول عام 2117.
وكالة الإمارات للفضاء
أُنشِئت وكالة الإمارات للفضاء في عام 2014، بموجب القانون الاتحادي رقم 1 لتنظيم قطاع الفضاء، الذي يتناول موضوع تأسيس الوكالة، وذلك تلبيةً لحلم ا لمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد لقائه مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو للقمر، وطموحه بوصول الإمارات كأول دولة عربية للفضاء، والتي تمخضت فيما بعد عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء؛ وهي هيئة اتحادية عامة تتبع لمجلس الوزراء، وتتمتع بالاستقلال المالي والإداري، وهي مسؤولة عن القيام بجميع أعمالها، وتتمتع بالشرعية القانونية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق أهدافها.
يسيّر قانون تنظيم قطاع الفضاء أعمال الوكالة، والتي يقع مقرها في أبو ظبي ولها فرع في دبي، مع إمكانية إنشاء فروع أخرى داخل الدولة أو خارجها وفق ما يراه مجلس الإدارة، وينظم القانون عمل شركات القطاع الفضائي، ومن المؤسسات التابعة لهذا القطاع: شركة الثريا للاتصالات، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وشركة الياه للاتصالات الفضائية "ياه سات".
أهداف وكالة الإمارات للفضاء
من الأهداف التي تسعى وكالة الإمارات للفضاء لتحقيقها:
- تطوير قطاع الفضاء في الدولة وتعزيزه؛ بحيث يصبح أحد القطاعات الرئيسية المساهمة في اقتصاد الدولة.
- إبراز الهوية الإماراتية في القطاع الفضائي، وتعزيز دورها على الصعيدين: الإقليمي والعالمي.
- تهيئة الكوادر البشرية اللازمة للعمل في قطاع الفضاء، ودفع عجلة أبحاث علوم الفضاء واستكشافه إلى الأمام.
- تشجيع التطور والابتكار في إطار عمل المؤسسة.
- الحرص على توفير خدمات إدارية ذات درجة عالية من الكفاءة والشفافية.
أهم إنجازات وكالة الإمارات للفضاء
يُنسب إلى الوكالة العديد من الإنجازات التي عملت على تحقيقها، ومنها:
- إطلاق استراتيجية الوكالة الشاملة وتنفيذها في عام 2015، التي تمحورت حول تنظيم قطاع الفضاء وإدارة مشاريعه.
- تعريف السياسة الوطنية لقطاع الفضاء وتحديدها في عام 2016؛ بهدف بناء قطاع فضائي إماراتي يتمتع بالقوة والكفاءة.
- توقيع اتفاقيات تعاون دولي مع العديد من الوكالات الرائدة في قطاع الفضاء؛ مثل ناسا.
- الحصول على عضوية العديد من المنظمات العالمية التي تُعنى بالشؤون الفضائية.
- إصدار قانون تنظيم قطاع الفضاء.
- وضع الخطط التي من شأنها تشجيع الاستثمار في القطاع الفضائي.
تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء
أُنشئ مركز محمد بن راشد للفضاء ليكون الجهة الراعية لبرنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويتجلى الهدف منه في دعم قطاع الفضاء والابتكارات التكنولوجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عن طريق إنشاء أقمار صناعية عربية وتشغيلها، و لا تقتصر إنجازات الإمارات في مجال الفضاء على إطلاق الأقمار الصناعية فحسب؛ بل تقوم أيضاً بتزويد مختلف العملاء حول العالم بالمعلومات التي تحصل عليها والتحليلات اللازمة، بالإضافة إلى رعاية العديد من البرامج الرائدة في قطاع الفضاء، إلى جانب تطوير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ومسبار الأمل.
الهدف من إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء
أُنشئ المركز بقرار من حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2006 ومركزه دبي، ويضع المركز في أولويته قائمة من الأهداف، ومنها:
- تنمية قطاع الفضاء في الإمارات، وتعزيزه وتهيئة كوادره من المهندسين والخبراء والباحثين.
- إقامة برامج التدريب المُستدامة؛ والتي تهدف إلى إعداد قادة ذوي مؤهلات متميزة في قطاع الفضاء في الإمارات.
- تعزيز أهمية الابتكار والبحث العلمي في إطار المجتمع الإماراتي.
- استحداث الأنظمة والتطبيقات الذكية وتطويرها، والتي تعود بالفائدة على المجتمع وأصحاب القرار.
- تعزيز السياسات والقوانين المُنظمة للقطاع العلمي، والتشجيع على إجراء الأبحاث.
أهم الإنجازات التي حققها المركز
لمركز محمد بن راشد للفضاء العديد من الإنجازات أبرزها:
- لعل أهم هذه الإنجازات هو تطوير معلومات عن مسبار الأمل؛ وهو مشروع يهدف للوصول إلى مدار كوكب المريخ بحلول عام 2021 بهدف دراسة غلاف المريخ الجوي.
- تطوير مشروع الإمارات؛ والذي يُعنى باكتشاف كوكب المريخ.
- بناء أقمار صناعية عربية، مثل: دبي سات1، ودبي سات 2، وخليفة سات والذي يُعد قمر صناعي إماراتي، وأُطلق في عام 2018.
- تطويرأعمال برنامج الإمارات لرواد الفضاء، والذي أطلقه هزاع المنصوري الذي يعتبر أول رائد فضاء إماراتي.
شروط الانضمام لمركز محمد بن راشد للفضاء
يتبنى مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من القيم المؤسسية التي يجب على العاملين الالتزام بها، فإذا رغبت بالانضمام للمركز، عليك مراعاة الأمور التالية:
- التمكُّن من العمل في الفريق بانسجام؛ إذ تتميز بيئة المركز بالتعاطف والتفاهم.
- امتلاك الشغف للابتكار والإنجاز.
- النزاهة والصدق والمسؤولية.
- الالتزام المهني والكفاءة.
وفي حال كنت طالبًا ورغبت بالحصول على منحة "انطلق"، والتي يوفرها المركز في العديد من التخصصات والمجالات الأكاديمية، وبغرض العمل مع المركز بعد التخرج، إليك الشروط الواجب مراعاتها:
- أن يكون مجال التخصص في: العلوم الإدارية، أو العلوم العامة، أوالهندسة.
- أن يكون الطالب إماراتيًا.
- أن لا يقل معدلك في الثانوية العامة عن 85%.
- أن لا يقل معدلك التراكمي في المرحلة الجامعية عن 2.8.
- الالتزام بالعمل مع مركز محمد بن راشد للفضاء بعد التخرج وخلال العطلة الصيفية.
إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء
هناك عدة معلومات متعلقة ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء، نُبين أهمها على النحو الآتي:
ما هو برنامج الإمارات لرواد الفضاء؟
يُعتبر برنامج الإمارات لرواد الفضاء أحد مشاريع البرنامج الوطني للفضاء، وجرى تدشينه في عام 2017 بقرار من حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، وبتمويل من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ومع التقدم الحاصل في دولة الإمارات، يعمل البرنامج على إنشاء البنية التحتية لقطاع الفضاء الإماراتي، وإعداد فريق وطني من رواد الفضاء الذين سيحققون تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية.
أهداف البرنامج
يسعى البرنامج إلى تحقيق العديد من الأهداف، ومنها:
- تدريب أول دفعة من رواد الفضاء الإماراتيين، وإعدادهم للسفر إلى الفضاء، لإجراء التجارب التي تنفع البشرية.
- تشجيع شباب الإمارات وتحفيزهم على الاستكشاف والبحث.
- دعم فكرة بناء مستقبل قائم على العلم والمعرفة وفق رؤية دولة الإمارات.
- إبراز مكانة دولة الإمارات وهويتها على الصعيد العالمي كمساهم عالمي في الرحلات الفضائية.
شروط الانضمام لبرنامج الإمارات للفضاء
إذا رغبت بالانضمام لبرنامج رواد الفضاء يجب أن تكون مستوفي للشروط التالية:
- حمل الجنسية الإماراتية.
- أن لا يقل عمركَ عن 18 عامًا.
- حاصل على شهادة البكالوريوس أو الدراسات العليا.
- تتمتع بلياقة بدنية عالية، ولا تعاني من أي مشاكل صحية أو نفسية؛ لتتمكن من موائمة متطلبات العمل وتحدياته.
- إتقانك للغتين العربية والإنجليزية بطلاقة.
الدفعة الأولى من رواد الفضاء الإماراتيين
ضمّت الدفعة الأولى من رواد الفضاء الإماراتيين كل من هزاع المنصوري وسلطان النيادي، اللذان تلقيا تدريبهما في مركز "يوري غاغارين" لتدريب رواد الفضاء في موسكو، من أجل مهمة الانطلاق الى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر/ أيلول 2019.
رواد الفضاء الإماراتيون يحققون إنجازات مميزة
هناك العديد من الإنجازات العظيمة والتي حققها رواد الفضاء الإماراتيون، ومن ضمنها الإنجازات الآتية:
أول رائد فضاء عربي يصل إلى المحطة الدولية للفضاء هزاع المنصوري
في 25 سبتمبر 2019، انطلق هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة "سويوز إم إس 15" في مهمة دامت ثمانية أيام، ليكون بذلك أول رائد فضاء إماراتي وعربي يصل محطة الفضاء الدولية، ووقع الاختيار عليه نظرًا لخبرته التي تتجاوز 14 عامًا في الطيران الحربي، وهو أصغر طيار إماراتي يقود طائرة من نوع F16، وأجرى رائد الفضاء الإماراتي 16 تجربة علمية؛ بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية.
لعل أهم التحديات التي واجهت هزاع المنصوري هي صعوبة العيش في الفضاء ؛ فقد عمل جاهدًا على التأقلم مع البيئة الجديدة، فذكر أن أحد الصعوبات التي واجهته هي ربط حذائه، وتثبيت نفسه في المركبة الفضائية، وصعوبة أداء المهام اليومية كالأكل والشرب والنوم وهو يطفو في المركبة، ويجدر الإشارة إلى أن المنصوري هو أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية، بينما سبقه إلى الفضاء كأول رائد فضاء عربي اثنان هما: السعودي الأمير سلطان بن سلمان، والسوري محمد فارس.
أول رائدة فضاء عربية نورا المطروشي
نورا المطروشي هي أول رائدة فضاء عربية وقع عليها الاختيار ضمن الدفعة الثانية في برنامج الفضاء الإماراتي، وجرى اختيارها من ضمن 4000 مرشح، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات العربية المتحدة في عام 2015، وشاركت في مؤتمر الأمم المتحدة للشباب في صيف 2018، وشتاء 2019 مندوبة عن الإمارات.
رواد فضاء إماراتيون آخرون في فريق المنصوري والمطروشي
وقع الاختيار على رواد فضاء آخرون ضمن برنامج الفضاء الإماراتي؛ ففي الدفعة الأولى كان رائد الفضاء الاماراتي سلطان النيادي ضمن الفريق البديل، واختير نظرًا للخبرة التي اكتسبها كمهندس أمن الشبكات للقوات المسلحة الإماراتية وباحث أمن المعلومات؛ حيث حصل على العديد من الجوائز؛ ومنها جائزة جامعة جريفيث للأداء المتميز في عام 2008، وجائزة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم للإنجاز العلمي عام 2017.
رواد فضاء إماراتيون آخرون في فريق المنصوري والمطروشي
أما في الدفعة الثانية، فكان محمد الملا ضمن الفريق البديل، واختير نظرًا للعديد من المؤهلات التي يمتلكها؛ إذ أصبح أصغر طيار في شرطة دبي عد حصوله على رخصة طيار تجاري من الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات العربية المتحدة وهو في التاسعة عشر من عمره، وأصبح كذلك أصغر مدرب في المنظمة ذاتها وهو يبلغ من العمر 28 عامًا.
تتخطى أهداف دولة الإمارات استكشاف الفضاء والتعرف على كوكب المريخ؛ إذ تتجلى أبرز مساعيها في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، فوضعت في قائمة أولوياتها أبناء شعبها والوطن العربي، ففتحت لهم باب استكشاف الفضاء بتوفير التدريب اللازم ورعاية المبدعين منهم، فأرسلت رواد فضاء إلى المحطة الفضائية الدولية في خطوة هي الأولى عربيًا، وتعتزم إرسال العديد منهم مستقبلًا لتمكين الشباب العربي وترسيخ دورهم في مجال الفضاء.
إطلاق مشروع المريخ 2117
نعرض أهم المعلومات المتعلقة بمشروع المريخ 2117 كما يأتي:
فكرة مشروع المريخ 2117
تعتزم دولة الإمارات بحلول نهاية هذا القرن إنهاء بناء مدينة سكنية على كوكب المريخ في إطار مشروع المريخ 2117، وفق توجيهات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وتوافقًا مع رؤية مئوية الإمارات لعام 2071، ويسعى المشروع لإعداد كوادر علمية بحثية إماراتية في مجال استكشاف المريخ، بهدف بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ في مراحله النهائية.
الأهداف التي سيحققها المشروع
من الأهداف التي يعتزم هذا المشروع تحقيقها:
- وضع تصور علمي متكامل لكيفية الحياة على المريخ، وتغطية جميع جوانبها؛ كالتنقل والغذاء وغيرها.
- إعداد الباحثين المتخصصين الإماراتيين لاستكشاف المريخ.
- تنسيق الجهود البشرية البحثية لاستكشاف المريخ عن طريق توسعة المشروع وتطويره، وضم باحثين من دول مختلفة.
- بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام.
مدينة المريخ العملية ضمن مشروع المريخ 2117
استحدثت الإمارات مشروع مدينة المريخ العملية ضمن استراتيجية مشروع المريخ 2117، وتُعد مدينة المريخ أكبر مدينة فضائية مبنية على الأرض ونموذجًا قابلًا للتطبيق على كوكب المريخ، وتحتوي المدينة على مختبرات للطاقة والمياه والغذاء، وتُجرى فيها تجارب زراعية لتأمين احتياجات المستعمرة البشرية من الأمن الغذائي، علاوة على وجود مختبرات تحاكي ظروف كوكب المريخ البيئية، ولا يمكن زيارتها، ولكنه خُطط لعيش فريق بشري مختص داخلها لمدة عام واحد وسط ظروف مماثلة لتلك التي في المريخ.
إطلاق برنامج نوابغ الفضاء العرب
فيما يأتي تعريف ببرنامج نوابغ الفضاء العرب:
رؤية البرنامج وأهدافه
يُعد برنامج نوابغ الفضاء العرب أول برنامج تخصصي مكثَّف لاحتضان نخبة من النوابغ والمواهب العربية، وتدريبهم في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، وتأهيلهم للعمل في قطاع الصناعات الفضائية، ما يعزز من تطور الدول العربية، وما يميزه عن غيره من البرامج السابقة أنه مُتاح لجميع الدول العربية وليس حكرًا على الإماراتيين فقط.
وتتمثل رؤية البرنامج بما يلي:
- تنمية دور الوطن العربي في مجال الفضاء وتعزيز وجوده في هذ القطاع.
- حث الشباب العربي على دراسة العلوم والتقنيات المتطورة في مجال الفضاء وصقل مهاراتهم ومواهبهم.
- التشجيع على إجراء الأبحاث والتطور العلمي في الفضاء لتحقيق تنمية مستدامة.
المسارات التي يتضمنها برنامج نوابغ الفضاء العرب
يتضمن برنامج نوابغ الفضاء العرب ثلاثة مسارات، هي:
- مسار الخبراء: يحدد المسار خبرات المنتسب العملية والمهنية بالعمل في المشاريع التابعة لوكالة الإمارات للفضاء، ويمكن للخبراء والعلماء العرب في مجال الفضاء الانتساب إليه شريطة القدرة على المساهمة في تصميم الأقمار الصناعية بناءً على بعض المعايير المُحددة، ويمكن للحاصلين على درجة البكالوريوس وما فوقها الانضمام للمسار، أو من يمتلك خبرة عملية واسعة في مجالات الفضاء، وبعمر يتراوح بين 22-60 عامًا.
- مسار الدراسات العليا: يوفر هذا المسار الكثير من الفرص للحصول علـى منح وشهادات جامعية لدراسة برامج مرتبطة بالفضاء وعلومه في مؤسسات أكاديمية مُعتمدة ومقرها الإمارات، وبإمكانك الانضمام لهذا البرنامج إذا كنت حاصلاً على شهادة البكالوريوس، ورغبت بإكمال الدراسات العليا في تخصص يُعنى بالفضاء.
- مسار المواهب: يلتحق بهذا البرنامج نخبة من طلبة المدارس المتميزين بدءًا من الصف العاشر، وممن تتراوح أعمارهم بين 14-20 عامًا، ويساهم هذا المسار في تعريف هذه الفئة على مجال الفضاء وعلومه، ومن شأن ذلك تطوير مهاراتهم وتوجيههم لاستكمال دراستهم في هذا المجال وتأهيلهم للعمل فيه مستقبلًا.
المنتسبين للبرنامج
فيما يلي أبرز شروط الانتساب للبرنامج:
- إجادتكَ للغة الإنجليزية بطلاقة.
- أن تحمل جنسية أحد الدول العربية، والإمارات واحدة منها.
- يُقبَل خريجو جميع التخصصات، ولا تنحصر المشاركة على التخصصات العلمية فقط، والمهم أن تكون شغوفًا في مجال الفضاء.
- تحرّي موعد التسجيل، إذ لا يُقبل أي طلب بعد انتهاء موعد التسجيل.
- فيما يتعلق بمسار المواهب؛ يُشترط أن لا يقل المعدل العلمي للمترشح عن 90%، وأن يكون فاعلًا في النشاطات التطوعية والعلمية، وأن يكون شغوفًا بمجال الفضاء.
- فيما يتعلق بمسار الدراسات العليا؛ يُشترط نتائج المعدل العلمي التراكمي، ونتيجة اختبار اللغة، والمقابلة الشخصية.
وقع الاختيار على 10 أشخاص للانضمام إلى الدورة الأولى لبرنامج تدريب النوابغ العرب في فبراير 2021، بعد أن فُتح باب التسجيل له في يوليو 2020، ومن المُقرر تدريب هذه النخبة للعمل ضمن أحد مشاريع الأقمار الصناعية التابعة للمركز الوطني لعلوم الفضاء في جامعة الإمارات، وما يزال باب التسجيل مغلقًا للدورة التالية.
أول مسبار فضائي عربي إلى المريخ
يضاهي الحلم الإماراتي بالوصول إلى الكوكب الأحمر الحلم الأمريكي بالوصول إلى القمر، وفي سبيل تحقيق هذا الحلم عزمت دولة الإمارات على إنشاء مسبار الأمل الذي يعتبر الأول عربياً، لتكون الإمارات أول دولة عربية تصل للمريخ، وموّلت دولة الإمارات وكالة الإمارات للفضاء وأشرفت على تنفيذ المشروع، وتقع مهمة التصميم والتنفيذ على عاتق مركز محمد بن راشد للفضاء، ويهدف المشروع إلى تقديم أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ، وطبقات غلافه الجوي المختلفة، في رحلة ستدوم مدة سنة مريخية واحدة.
رحلة المسبار
أُطلِق مسبار الأمل في يوليو 2020 من مركز "تانيغاشيما للفضاء" باليابان، ومر بالعديد من المراحل أثناء رحلته، تمثلت المرحلة الأولى التي دامت 30 يومًا بانطلاق الصاروخ من الأرض، وعند اختراقه للغلاف للجوي، انفصل الجزء العلوي من الصاروخ حاملًا مسبار الأمل، أما في المرحلة الثانية فجرى التخلص من محركات المرحلة الأولى ووضع المسبار في مداره الأرضي.
بدأت بعد ذلك رحلة المسبار التي أجرى خلالها فريق العمل العديد من المناورات إلى كوكب المريخ، وقطع المسبار 493,500,000 كيلومترًا خلال مدة 7 أشهر، ودخل مدار المريخ لتبدأ المرحلة العملية؛ من التقاط الصور، وجمع البيانات حول كوكب المريخ، وتزويد المجتمع العلمي بأول صورة متكاملة عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ وطقسه على مدار 24 ساعة في اليوم وطوال أيام الأسبوع.
فريق عمل المسار
تتوزع مهام تطوير مسبار الأمل على العديد من الفرق والمختبرات كما يأتي:
- تتولى شبكة ناسا مهمة جدولة اتصالات المحطة الأرضية بالمسبار وإرسال الأوامر إليه.
- صممت شركة الفضاء المتقدم هذه المهمة من كافة جوانبها.
- تتولى شركة كينت إكس أمور الملاحة الجوية.
- مركز محمد بن راشد للفضاء المقر الرئيسي للتحكم في المسبار ومراقبته، وهو مركز البيانات العلمية ومسؤول عن تلقي البيانات وتحليلها.
- يتولى مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو أعمال دعم المهمة.
- يعمل فريق التحكم بالأجهزة على التحكم بالأجهزة العلمية وعملية الاستشعار عن بعد باستخدام برنامج "OASIS-CC".
تصميم المسبار ومميزاته
صُمم مسبار الأمل بالعديد من الأجهزة المتطورة والتي من شأنها إتمام مهمة المسبار، وهي:
- EMIRS مقياس طيفي للأشعة تحت الحمراء: يساهم هذا الجهاز في إتمام دراسة الطبقة السفلى من غلاف المريخ باستخدام الأشعة تحت الحمراء، ومعرفة الرابط بينها وبين الطبقة العليا، بالإضافة إلى معرفة أنماط درجة الحرارة وقياس مدى انتشار الغبار والسحب الجليدية وبخار الماء.
- EXI كاميرا الاستكشاف: يعمل هذا الجهاز على استكشاف مرئي للطبقة السفلى من الغلاف الجوي للمريخ، والتقاط صور واضحة له، وقياس مدى وفرة الأوزون والعمق البصري للماء المتجمد.
- EMUS مقياس طيفي للأشعة فوق البنفسجية: ويعمل هذا الجهاز على كشف الطول الموجي للأشعة فوق البنفسجية، وتحديد وجود غازات أول أكسيد الكربون والأكسجين ومدى توفرها في الغلاف الحراري، وحساب تركيب الأكسجين والهيدروجين ونسبتهما في الغلاف الخارجي.
عند ذكر مسبار الأمل، تعود أذهاننا إلى زمن الريادة العربية في حقول العلم والمعرفة، ونتذكر علماء الأمة الذين ساهموا في علوم الفضاء، وكان لهم أثر كبير في عصرهم وبعده؛ ومنهم الخوارزمي وابن الهيثم، وأجيال العلماء اللاحقة، وفي هذا أمل لشباب الأمة وبرهان على إمكانية دخول مضمار المنافسة في أي مجال، وتحقيق الإنجازات الفردية والجماعية التي سيكون لها أثر على مستوى دولهم والعالم أجمع.
الأقمار الصناعية الإماراتية
بدأت دولة الإمارات رحلتها في مجال الأقمار الصناعية في عام 2000، وذلك بإطلاق قمر الثريا -1 الصناعي على متن صاروخ روسي، ليصبح أول قمر صناعي تطلقه الإمارات إلى الفضاء، تلا ذلك العديد من الأقمار: الثريا-2 عام 2003، والثريا-3 عام 2008، ودبي سات-1 عام 2009، والياه-1 عام 2011، والياه-2 عام 2012، ودبي سات-2 عام 2013، ونايف-1 عام 2017، والياه-3 في يناير 2018، وخليفة سات في أكتوبر 2018، وماي سات-1 في نوفمبر 2018.
ماي-سات -1
أُطلق قمر ماي سات-1 في نوفمبر 2018 على متن صاروخ أنتاريس، وجرى تطوير هذا القمر في مختبر الياه سات الفضائي بجامعة خليفة، وهو أول قمر مصغر أُنشئ لأغراض التصوير والبحث، يحمل القمر كاميرا لتصوير الإمارات من الفضاء في تطبيق عملي لمهمات أقمار الاستشعار عن بعد، ويحمل كذلك بطارية ليثيوم أيون مبتكرة طورها باحثون في جامعة خليفة لاختبار أدائها في بيئة الفضاء.
القمر الاصطناعي المصغر ظبي-سات
أُطلق قمر ظبي سات في 20 فبراير من على متن مركبة Cygnus الفضائية، والغرض من هذا القمر هو التقاط صور باستخدام كاميرا رقمية لتقييم دقة مختلف تقنيات التحكم في التوجيه والأنظمة الفرعية والتحقق من صحتها، إلا أن الهدف الرئيسي من هذا القمر هو تمكين الطلبة من تصميم نماذج برمجية لوضع التحكم والأنظمة الفرعية وتنفيذها واختبارها.
خليفة سات
خليفة سات هو أول قمر صناعي عربي 100%؛ أي جرى تصميمه وتصنيعه كليًا في دولة الإمارات، وأُطلِق إلى مداره في الفضاء عام 2018 في مهمة ستستمر خمسة أعوام، تتمثل في التقاط صور لكوكب الأرض وإرسالها إلى مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن شأن تلك الصور مساعدة الحكومات والمنظمات على مراقبة التغييرات البيئية وتجنب كوارثها في جميع أنحاء العالم.
مزن سات
أُطلِق قمر مزن سات إلى مداره في الفضاء في الربع الثالث من عام 2020، على متن صاروخ سويوز الروسي، والغرض من هذا القمر هو قياس كمية غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون في غلاف الأرض الجوي، وإرسال البيانات إلى محطات أرضية في جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، وتعمل فرق في تلك المحطات على رصد البيانات وتحليلها لإجراء دراسات حول ظاهرة المد الأحمر التي تؤثر سلبًا على البيئة المائية والأحياء البحرية.
مشرو ع الإمارات لاستكشاف القمر 2024
فيما يأتي ذكر لأهم المعلومات المتعلقة بمشروع الإمارات لاستكشاف القمر 2024:
راشد مستكشف القمر
أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن هذا المشروع عبر موقع تويتر، فكتب في التغريدة: "أطلقنا بحمد الله مشروعًا إماراتيًا جديدًا لاستكشاف القمر، سيكون عبارة عن مستكشف قمري إماراتي الصنع، سيهبط على سطح القمر في 2024 في مناطق لم تصلها البعثات البشرية السابقة لاستكشافها، أسمينا المستكشف القمري "راشد"؛ تيمنًا بباني نهضة دبي، والذي علمنا كيف تكون أحلامنا كبيرة وبعيدة"، وذلك في خطوة تجعل من الإمارات الدولة الأولى عربيًا والرابعة عالميًا في هذا الصدد.
يهدف هذا المشروع إلى دراسة أماكن لم يتم الوصول لها بعد على سطح القمر، وفحص التربة القمرية، وقياس البلازما والإلكترونيات الضوئية، ومعرفة مدى انتشار جزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر، يقوم المستكشف بالتقاط صور وجمع بيانات بواسطة أجهزة وتقنيات تُستخدم للمرة الأولى، ومن ثم إرسال تلك البيانات إلى محطة التحكم الموجودة في مركز محمد بن راشد للفضاء على الأرض لإجراء التحليلات اللازمة بغية تحديد مدى فاعلية عمل هذه الأجهزة على الأسطح القاسية، وتمهيدًا لتحقيق استراتيجية المريخ 2117.
الخطة الزمنية لإطلاق المستكشف
عقب إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن هذا المشروع، بدأ العمل على التصميم الهندسي للمستكشف، ومن المتوقع الانتهاء منه في عام 2021، ويتوقع الخبراء أن تصميم النموذج الهندسي سينتهي بحلول عام 2022، وستُجرى التجارب الأولية في عام 2023، ومن المُقرر إطلاق المستكشف إلى القمر في عام 2024.
مميزات المستكشف
صُمم المستكشف مُرفقًا بتقنيات وأجهزة عالية الجودة والكفاءة، في إنجاز عربي هو الأول من نوعه، وسيجوب المستكشف مناطق لم تُدرس بعد على سطح جامعًا البيانات عن تلك المناطق بواسطة الأجهزة التي ستحلل البيانات دون ضرورة إرسالها إلى محطات أرضية كما هو الحال في المهمات السابقة، وفيما يلي قائمة بمواصفات المستكشف وأجهزته:
- كاميرات ثلاثية الأبعاد وأساسية.
- كاميرات تصوير حراري.
- كاميرات مجهرية لرصد التفاصيل الدقيقة.
- كاميرات لرصد الحركة الأفقية والعمودية.
- أنظمة تعليق واستشعار متطورة.
- هيكل خارجي صلب.
- ألواح شمسية لتزويده بالطاقة.
التحديات التي من المتوقع أن تواجه المستكشف
في ظل الظروف البيئية القاسية على سطح القمر والتي تُعد أكثر قساوة مقارنة بكوكب المريخ، من المتوقع أن يواجه المستكشف القمري مجموعة من التحديات والمخاطر؛ ومن تلك التحديات درجة الحرارة المنخفضة التي تصل نحو 173 درجة مئوية تحت الصفر، ما يقلل نسبة احتمالية نجاح هذا المشروع، علاوة على صعوبة الهبوط على سطح القمر، والتحديات التقنية التي يُحتمل مواجهتها، وهنا جرى التأكيد على جاهزية المستكشف للقيام بهذه الرحلة، والجهود المبذولة للحيلولة دون وقوع أي حوادث.
إدخال علوم الفضاء إلى قطاع التعليم
تسعى وكالة الإمارات للفضاء إلى تأسيس بنية تعلمية متكاملة فيما يتعلق بالفضاء وعلومه وتقنياته، وتبنت استراتيجية تهدف إلى تنفيذ برنامج التعليم الفضائي، وذلك بالتعاون مع الجامعات الإماراتية في استحداث تخصصات في هذا المجال، وتوفير منح دراسية للتشجيع على دراستها، بالإضافة إلى توفير فرص ابتعاث لدراسة التخصصات الفضائية للجامعات العالمية، وذلك في سبيل إعداد كوادر وطنية مؤهلة للعمل في قطاع الفضاء في الدولة.
علاوة على ذلك تم دعم الرحلات التعليمية والزيارات المدرسية الهادفة إلى تعزيز نقل المعرفة ونشر ثقافة الاهتمام بعلوم الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة في الدولة.
أثبتت دولة الإمارات مكانتها بين الدول الرائد،ة بالإضافة إلى إبراز الهوية العربية في مجال استكشاف الفضاء وتطوير التعاون الدولي فيه من خلال تحقيق العديد من الإنجازات التاريخية في مجال الفضاء؛ فأثبتت أن طموح قيادتها وشعبها لا حدود له، وأكدت الإنجازات المتعددة؛ بداية من إطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ وصولاً إلى الأقمار الصناعية، أن الإمارات ماضية في تنفيذ استراتيجيتها لتطوير قطاع الفضاء المحلي والاستثمار فيه.