إذاعة مدرسية عن السعادة
مقدمة إذاعة عن السّعادة
أجمل ما نبدأ به الحديث هو السّعادة، فالسّعادة من الأهداف التي يسعى الجميع للوصول إليها لأنها مرتبطة بأذهان الناس بالصحة والراحة النفسية وتحقيق الآمال والطموحات والنجاحات الكثيرة، وعلى الرغم من أنّ الكثير من الناس يعرفون السعادة بكلماتٍ عديدة، لكنّ السعادة من الأشياء النسبية التي ليس لها تعريفٌ محدد؛ لأنّ معايير تحقيقها تختلف من شخص لآخر.
فالبعض يراها في الحصول على المال، والبعض يراها في النجاح الدراسي أو العملي، والبعض يرى السعادة في الوصول إلى علاقة اجتماعية معينة، وغير ذلك من الأشياء المختلفة التي تعبّر عن السعادة.
آيات قرآنية تحثّ على السعادة
السّعادة من الأشياء التي يتحدث عنها الجميع منذ القدم لأنها هدفهم المنشود، وفي القرآن الكريم ورد ذكر السعادة في العديد من المواضع القرآنية، حيث ارتبطت بنيل رضا الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار، ففي القرآن الكريم وصفٌ للسعادة الحقيقة الأبدية وليس السعادة الآنية المؤقتة التي تنتهي بانتهاء الظرف المرافق لها، أو بانتهاء الأشياء التي أدت إلى الشعور بها,
وهذا ما يجب السعي إليه فعلًا كي يدوم الشعور الجميل المرتبط بالسعادة إلى الأبد.قد اقترن ذكر السعادة في القرآن الكريم بذكر النقيض منها وهو الشقاء، لبيان الفرق بين الشعورين، ومنها قوله تعالى في محكم التنزيل: {يَومَ يَأتِ لا تَكَلَّمُ نَفسٌ إِلّا بِإِذنِهِ فَمِنهُم شَقِيٌّ وَسَعيدٌ}..
وحثّت العديد من آيات القرآن الكريم على السعادة ونهت عن الشعور بالحزن، ولتحقيقها يجب أن يُهيئ الإنسان نفسه لتقبُّل مختلف الظروف والأحوال التي تمرّ به لأنها كلّها أقدار الله تعالى، والرضا بقضاء الله وقدره يجعل الإنسان سعيدًا راضيًا بما كتبه الله له، فالرضا من أكثر الأمور التي تجعل النفس سعيدة لأنها تمنحها القناعة الكاملة.
كما جعل القرآن الكريم عدّة قواعد للسعادة الحقيقة، وهي أن تكون سعادة نابعة من رضا الله تعالى وأداء العبادات، وتحقيق العبودية الكاملة لله تعالى وحده، وطاعة نبيه واتباع سنته، وعدم إيذاء الغير أبدًا لنيل السعادة في الآخرة، كما تكون السعادة بالعطاء وحب الخير وتخفيف الألم والحزن عن الناس وأن يكون هذا كلّه خالصًا لوجه الله تعالى وحده.
حديث نبوي ينهى عن الحزن
الحزن نقيض السعادة، وهو شعورٌ مؤذٍ لا يتمنى أحدٌ أن يشعر به، خاصة أنّ أسباب الحزن كثيرة وأحيانًا تأتي بشكلٍ مباغت، فتقلب كيان الإنسان وتسرق منه سعادته؛ لهذا حثّ النبي -عليه الصلاة والسلام- على الاستعاذة من الشعور الحزين والدعاء بالسعادة في الدنيا والآخرة، وقد نهت السنة النبوية المطهرة عن الحزن بوصفه شعورًا ثقيلًا على النفس ويُسبّب ألمًا كامنًا في القلب.
فالحزن يسلب طاقة الإنسان ويجعله كسولًا مفتقدًا للفرح والراحة، ويُعطيه إحساسًا كامنًا بالكبت والقهر الذي يتولّد في أعماقه، فينهك قلبه ويستهلك شعوره بدرجةٍ كبيرة، لهذا فإنّ الحزن من الأشياء التي يجب أن يتعوّذ منها الإنسان ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تنهى عن الحزن وتدعو إلى الاستعاذة.
ومنه قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحَزَنِ والكسلِ والبخلِ والجبنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغلبةِ الرجالِ"، وهذا دليلٌ على أنّ الإنسان يجب أن يحافظ على قلبه من الحزن وأن يتعوّذ منه وأن يسعى للسعادة.
كي تنفرج أساريره ويمتلئ قلبه بالطاقة الإيجابية لأنّ الحياة تستحق العيش بشعورٍ جميل وهذا يدفع الإنسان لتحقيق الإنجازات والتزوّد من الخير ونشر الابتسامة والفرح والتفاؤل في نفوس الآخرين. وكلّ من يراهن ويكون قدوة لهم في السير على خطى السعادة؛ لهذا يجب أن يكون الحزن طارئًا في حياة الإنسان، أما السعادة فيجب أن تكون مقيمة وأن تُشرع لها الأبواب وتُنصب لها الخيام.
خاطرة عن: السّعادةُ يستحقّها قلبك
السّعادة هي الشعور الحقيقي الذي يستحقه قلبك وعليك أن تسعى إليها بكلّ ما فيك، فإن لم تُسعد نفسك بنفسك فلا تعتب على غيرك ولا تطلب منه أن يكون سببًا لسعادتك لأنّ السعادة الحقيقية تكون نابعة من داخل الإنسان ومن أعماق قلبه وروحه وليس من الخارج، فالسعادة التي يكون مصدرها خارجيًا تكون مرتبطة برغبات الآخرين وأمزجتهم وما يقدمونه لك.
أمّا سعادتك الداخليّة فتكون بقرار منك وحدك لا يؤثر عليها أحد، لهذا يقولون دومًا إنّ السعادة قرار، والإنسان السعيد يسعى بكلّ ما فيه ليُحقّق لذاته النجاح والتميز والتفوق وتحقيق الهدف الذي يريده.
هل تعلم عن: تأثير السعادة على صحة العقل والجسم
السعادة ليست مجرّد شعور يتملك الإنسان، بل هي سببٌ من أسباب الصحة النفسية والجسدية، ولها تأثير إيجابي كبير على صحة العقل والجسم، فالإنسان السعيد يكون تفكيره منطقيًا أكثر وعقله يميل إلى الإيجابية، كما يكون أكثر قدرة على التركيز واتخاذ القرارات المصيرية في حياته، على عكس الإنسان التعيس الذي يفتقد لكلّ هذا.
كما أن السعادة تساهم في استقرار صحة الجسم الجسدية، فهي تقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وخاصة ارتفاع ضغط الدم وبعض الأمراض المزمنة مثل السكري والقرحة والقولون العصبي تكون أقل، لأنّ هذه الأمراض ناتجة عن الضغط النفسي والحزن المرافق لها وانخفاض مؤشر السعادة لدى الإنسان، وتأثير السعادة على العقل أكبر بكثير مما يتصوّره البعض.
ومَن أراد أن يكون سليم العقل ومرتاح البال عليه أن يقرر أن يكون سعيدًا مهما كانت ظروفه، فالسعادة من أجمل الأشياء التي تجعل الإنسان يحبّ الحياة بكلّ ما فيها.