أين يتم هضم البروتينات
أين يتم هضم البروتين
ينتج عن عملية مراحل هضم البروتينات أحماص أمينية مُفردة، وثنائي الببتيد، وثُلاثي الببتيد، وويحدث ذلك بمساهمة إنزيمات الببتيداز (بالإنجليزية: Peptidases)، وفيما توضيح لمراحل هضم البروتين في جسم الإنسان:
- المرحلة الأولى: تبدأ بهضم البروتينات في الفم من خلال عملية المضغ، إذ تبدأ الأسنان بعملية الهضم الميكانيكي لقِطَع الطعام الكبيرة، وتحويلها إلى قطع صغيرة يُمكن ابتلاعها، ومن ثمّ تُفرز الغدد اللعابية بعض اللعاب الذي يساعد على البلع ومرور الطعام المهروس جُزئياً عبر المَريء.
- المرحلة الثانية: تبدأ منذ لحظة دخول الطعام المهروس جُزئياً إلى المعدة عبر العاصرة المريئية (بالإنجليزية: Esophageal sphincter)، إذ تُفرز المعدة عن طريق خلاياها التي تُبطن جدراها العُصارات الهضمية، ومنها: حمض الهيدروكلوريك الذي يُساهم في بدء عملية تحلل البروتينات، وإنزيم البيبسين الذي يساعد على تفكيك سلاسل البروتين إلى أجزاء صغيرة، أمّا بالنسبة لحموضة المعدة فإنّها تلعب دوراً في تسهيل عملية تحلل البرويتنات التي احتفظت بأجزاء من هيكلها الثُلاثي بعد الطهي، بالإضافة إلى تلك البروتينات التي تكونت أثناء الطهي، ثمّ تنقبض المعدة عدّة انقباضاتٍ ميكانيكة قوية، وذلك من أجل تحريك البروتينات المهضومة جزئيًا، وتكوين خليط أكثر تجانساً يُعرف بالكيموس، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوقت المُستغرق لهضم البروتينات يعتبر أطول من الوقت المُستغرق لهضم الكربوهيدرات، ولكنّه أقصر من الوقت المُستغرق لهضم الدهون .
- المرحلة الثالثة: تبدأ منذ إفراغ المعدة للكيموس في الأمعاء الدقيقة، إذ يُفرز البنكرياس الإنزيمات المُحللة للبروتينات، وتشمل كلّاً من إنزيم التريبسين، والكيموتربسين (بالإنجليزية: Chymotrypsin)، والإيلاستاز (بالإنجليزية: Elastase)، والكَرْبُوكْسِي بِبْتيداز (بالإنجليزية: Carboxypeptidase)، والتي تهضم البروتينات إلى سلاسلٍ قصيرة من الأحماض الأمينية تسمى قليلات الببتيدات (بالإنجليزية: Oligopeptide).
- المرحلة الرابعة: تتمّ المرحلة الأخيرة بوجود النسيج الطلائي المُبطن للأمعاء الدقيقة، إذ تستكمل إنزيمات الببتيداز المُرتبطة بالغشاء الخلوي المُبطن للنسيج عملية هضم قليلات الببتيدات، لإنتاج أحماض أمينية مفردة، أو ثنائي الببتيدات، أو ثلاثي الببتيدات.
امتصاص البروتين ونقله
تتمّ عملية امتصاص البروتين في الأمعاء الدقيقة التي تحتوي على الزُّغَيْبَة (بالإنجليزية: Microvillus)، وهي شُعريات صغيرة تشبه أصابع اليدين في الشكل، وتكمن أهميتها من خلال زيادة مساحة السطح الامتصاصية في الأمعاء الدقيقة، ومن الجدير بالذكر أنّه يتم تحرير الأحماض الأمينية في مجرى الدم بعد امتصاصها، ليتم توزيعها على الخلايا المُنتشرة في جميع أنحاء الجسم، لتتمكن من البدء في ترميم الأنسجة، وبناء العضلات .
بعض فوائد البروتين
توضّح النقاط الآتية بعض الفوائد التي يوفّرها تناول البروتين في جسم الإنسان:
- توفير البنية الهيكلية: توفّر بعض البروتينات الليفية الصلابة لخلايا وأنسجة الجسم، ممّا يساعد على تكوين البُنية الضامة لبعض الهياكل في الجسم، وتتضمن البروتينات الهيكلية الكيراتين الموجود في خلايا الجلد، والشعر، والأظافر، والكولاجين الموجود في خلايا الجلد، والعظام، والأوتار، والأربطة، وهو من أكثر البروتينات وفرةً في الجسم، بالإضافة إلى الإيلاستين الذي يُعدُّأكثر مُرونةً من الكولاجين، إذ تسمح مرونته العالية بعودة أنسجة الجسم إلى شكلها السابق بعد التمدد أو الانقباض، كتلك الموجودة في الرحم، والرئيتين، والشرايين.
- الحفاظ على اتزان السوائل: تلعب البروتينات الموجودة في الدم دوراً مُهماً في المحافظة على توازن السوائل بين الدم والأنسجة المُحيطة به، وذلك من خلال تنظيم عمليات الجسم، فمثلاً يحافظ كلٌّ من بروتين الألبيومين والجلوبيولين على توازن السوائل من خلال جذب الماء والاحتفاظ به، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ عدم تناول ما يكفي من هذه البروتينات يؤدي إلى دفع السوائل بين الفراغات الموجودة بين الخلايا نتيجة انخفاض مستوياتها، وبالتالي عدم قدرتها على الاحتفاظ بالدم داخل الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الشخص بالوذمة (بالإنجليزية: Edma) في منطقة المعدة، ممثلةً شكلاً من أشكال سوء التغذية الحاد الناجم عن نقص البروتين، وهو ما يُعرف بالكواشيوركور (بالإنجليزية: Kwashiorkor).
- تقوية المناعة: تساعد البروتينات على تكوين الغلوبيولين المناعي، أو الأجسام المُضادة لمكافحة العدوى، إذ توجد هذه الأجسام في الدم، وتساعد على مقاومة الأجسام المُمرضة كالبكتيريا و الفيروسات ، كما تُعدُّ مميزة بسبب قدرة الجسم على تذكرها في حال دخول الجسم الممرض مرة أخرى، وبالتالي الاستجابة لها بسرعة مرة أخرى.
- إيصال الإشارات داخل الجسم: تُنتج البروتينات أنواعاً من الهرمونات؛ ومنها هرمون النموّ ، التي تُساعد على نقل الإشارت بين خلايا الجسم الإنسان، وأنسجته وأعضائه المُختلفة، وذلك من أجل تنظيم العمليات الحيوية فيما بينها.
- تزويد الجسم بالأكسجين: تحتوي خلايا الدم الحمراء على بروتينات تحمل الأكسجين وتنقله عبر جميع أنحاء الجسم، ممّا يساعد على توفير المُغذيات التي تحتاجها خلايا الجسم المُختلفة.
- تنظيم عملية الهضم: تُنتج معظم البروتينات التي يتمّ الحصول عليه من الغذاء الإنزيمات التي تساعد على هضم الطعام، وتكوين خلايا جديدة في جسم الإنسان.
- تنظيم الهرمونات: يلعب البروتين دوراً مُهماً في تنظيم الهرمونات، خاصةً أثناء عمليات تحول ونموّ الخلايا خلال مرحلة البلوغ.
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد البروتين يمكنك قراءة مقال فوائد و أضرار البروتين .
حاجة الجسم من البروتين
يُمثل الجدول الآتي احتياجات الجسم من البروتين، اعتماداً على الجنس والفئة العمرية:
الفئة العمرية | الكمية المُوصى بها (غرام \ اليوم) |
---|---|
الرضّع منذ الولادة إلى 6 أشهر | 10 |
الرضّع 7 إلى 12 شهر | 14 |
الأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات | 12 |
الأطفال 4 إلى 8 سنوات | 16 |
الذكور 9 إلى 13 سنة | 31 |
الإناث 9 إلى 13 سنة | 24 |
الذكور 14 إلى 18 سنة | 49 |
الإناث 14 إلى 18 سنة | 35 |
الحامل 14 إلى 18 سنة | 47 |
المُرضع 14 إلى 18 سنة | 51 |
الذكور 19 إلى 70 سنة | 52 |
الإناث 19 إلى 70 سنة | 37 |
الحامل 19 إلى 50 سنة | 49 |
المُرضع 19 إلى 50 سنة | 54 |
الذكور 70 سنة فما فوق | 65 |
الإناث 70 سنة فما فوق | 46 |
مصادر البروتين
تنقسم مصادر البروتين إلى مصادر حيوانية وأُخرى نباتية، وتُبين النقاط الآتية توضحياً لكلٍّ منها:
- المصادر الحيوانية: وهي مصدرٌ للبروتين الكامل؛ وذلك بسبب احتوائها على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان، ومن أهم الأمثلة عليها: اللحوم الحمراء، ولحوم الدواجن، ومصل اللبن (بالإنجليزية: Whey)، والأسماك، والمأكولات البحرية.
- المصادر النباتية: ومنها: العدس، والفاصولياء السوداء، والحمص، وبذور القنب، والكينوا، والتوفو، والمكسرات والتي تشمل اللوز، والفستق، والكاجو، والجوز، والبندق، والخميرة، وزبدة الفول السوداني، والتيمبي (بالإنجليزية: Tempeh).
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول مصادر البروتين يمكنك قراءة مقال أين توجد البروتينات في الطعام .
لمحة عامة حول البروتين
تُعرف البروتينات بأنَّها الجُزيئات الكبيرة والمُعقدة التي تعمل عمل معظم الخلايا، فهي تلعب العديد من الأدوار المُهمة في جسم الإنسان، سواءٌ أكان ذلك في بُنية الأنسجة والأعضاء المختلفة، أو وظيفتها، أو تنظيمها، كما أنّها تتكون من مئات أو آلاف الوحدات الصغيرة التي تُعرف بالأحماض الأمينية (بالإنجليزية: Amino acids)، إذ تتصل هذه الأحماض مع بعضها في سلاسل طويلة، بالإضافة إلى أنّه يتوفر 20 نوعًا مختلفًا من الأحماض الأمينية التي ينتج عن دمجها بروتينات مختلفة، ومن الجدير بالذكر أنّه يُوصى بتناول كمياتٍ كافية من البروتين خلال اليوم، ولكن تختلف هذه الكمية من شخص لآخر، بالاعتماد على عدّة عوامل ومنها: الوزن، والجنس، والعمر، والظروف الصحية.