موقع الهند
تقع الهند في الجهة الجنوبية من قارة آسيا، وهي سابع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وتعدُّ موطناً للعديد من مختلف الأعراق واللغات، ويَحدها من الجنوب المحيط الهندي ويَحدها من الجنوب الشرقي خليج البنغال، كما يَحدها من الجنوب الغربي بحر العرب، وتشترك في الحدود البرية مع كُلٍ من باكستان من الغرب، وبوتان، والصين، ونيبال، من الشمال الشرقي، وأيضاً ميانمار وبنغلادش من الشرق، وتقع الهند على مقربة من جزر المالديف وسريلانكا في المحيط الهندي، كما تَشترك في الحدود البحرية مع إندونيسيا وتايلاند.
تبلغ مساحة الهند الإجمالية حوالي 3,287,263 كيلومتر مربع؛ تحتل المساحة البريّة منها ما يقارب 2,973,193 كيلومتر مربع، بينما تبلغ مساحة المسطحات المائية حوالي 314,707 كيلو متر مربع على طول الدولة، وتجدر الإشارة إلى أنّ مجموع طول الحدود البرية للبلاد مع الدول المحيطة يبلغ 14,103 كيلو متر، ويَبلغ طول الخط الساحلي للبلاد 7,000 كيلومتر.
أهمية موقع الهند
منح موقع الهند بين غرب وشرق آسيا ميزةً استراتيجية على البر والبحر؛ حيث إنها اتصلت بالعالم من خلال طرقها البحرية، وقد استخدم كلٌ من المسافرين والتجار الممرات الجبلية للوصول إلى الهند وكان ذلك قبل اكتشاف الطرق البحرية، وبسبب أهمية موقع البلاد في المحيط الهندي تمَّ تَسمية المحيط باسمها، كما تمَّ تَبادل العديد من السلع والأفكار من خلال الطرق البحرية والبرية، وقد ساعدت هذه الطرق إلى وصول التأثيرات الغربية للهند، في حين لعبت الطرق التجارية البحرية والبرية دوراً مهماً في التنمية التجارية والمعمارية وكذلك الفكرية للهند.
جغرافية الهند
تضمُّ الهند في أراضيها جزءاً من سلسلة جبال الهملايا ؛ التي تنحدر جنوباً إلى سهلٍ كبير خصب يغطي معظم أنحاء الهند وتُعتبر سلسلة جبال الهملايا موطناً لغالبية سكّان شمال الهند وشمال شرقها، كما يَمتد بين نهر السند ونهر براهمابوترا ثلاث سلاسل جبلية موجودة في الهند؛ وهي هيمادري، وهيماتشال، وشيفاليك، وتعتبر قمة جبل كانغشينجونغا أعلى نقطة في البلاد كما يعتبر هذا الجبل ثالث أعلى جبلٍ في العالم؛ بطول يصل إلى 8,598 متر، ويوجد في الهند واحداً من أهم الأنهار حول العالم والمعروف بنهر الغانج، ويَضم سهل الغانج الأراضي والمحافظات في المناطق الشرقية والوسطى من البلاد، وتُشكّل صحراء الهند الكبرى جزءاً لا يتجزأ من ولاية راجستان الهندية، وتُشكل هضبة ديكان الواقعة جنوب الهند جزءاً كبيراً من شبة الجزيرة الهندية التي تقع جنوب الهند.
مناخ الهند
تتنوع مناخات الهند بحسب المنطقة، وهي تتراوح بين المناخ المداري في جنوب البلاد، إلى المناخ المعتدل أو ما يعرف بالمناخ الألبي في شمال الهمالايا، ويتميز مناخ الهند بكونه أكثر استوائية نظراً لمرور مدار السرطان من وسط البلاد، وتتعرّض المناطق المرتفعة في الهند إلى تَساقط مستمرٍ للثلوج خلال أيام فصل الشتاء، كما تُؤثر كُلٌ من جبال الهملايا وصحراء الهند الكبرى على مناخ البلاد بشكلٍ كبير، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ جبال الهملايا تَعمل كحاجزٍ لصدّ الرياح القادمة من آسيا الوسطى إلى البلاد، وبشكلٍ عامّ ينقسم مناخ الهند إلى أربع مجموعات مختلفة وهي على النّحو الآتي:
الرطب الاستوائي
ينقسم المناخ الرطب الاستوائي في الهند إلى فرعين؛ أولهما المناخ الرطب الاستوائي العروف بمناخ الرياح الموسمية المدارية، والآخر مناخ السافانا المعروف بالمناخ الاستوائي الجاف والرّطب، وتتمتع العديد من المناطق في الهند بمناخ الرياح الموسمية الاستوائية بما فيها غاتس الغربية، وساحل مالابار، وجنوب آسام، ولكشديب، وجزر أندمان ونيكوبار، كما يَسود مناخ السافانا منطقة شبه الجزيرة الداخلية في الهند بشكلٍ رئيسي باستثناء جزء من غاتس الغربية، ويُعتبر هذا المناخ الأكثر شيوعاً في البلاد، في حين تشهد الأشهر من أيار إلى تشرين الثاني هطولاً للأمطار بشكلٍ كبير وتَكفي هذه الأمطار نباتات البلاد طوال العام، كما يُعد الصيف في الهند حاراً بشكل كبير.
الجاف المداري
ينقسم المناخ الجاف المداري إلى ثلاثة أقسامٍ رئيسية؛ أولها مناخ شبه قاحل استوائي، ويسود كُل من ولاية كارناتاكا، ووسط ولاية ماهاراشترا، وبعض أجزاء من تاميل نادو وأندرا برديش، ويَشهد هذا النوع من المناخ أمطاراً ضئيلة وغير منتظمة في حين يَشهد صَيفاً حاراً وجافاً من شهر آذار حتى شهر أيار، أما القسم الثاني فهو المناخ الجاف المداري والذي يسود بشكلٍ واسع غرب ولاية راجستان، وثالث هذه المناخات مناخ شبه جاف شبه استوائي؛ الذي تتعرض له مناطق الصحراء الاستوائية المُمتدة من منطقتي البنجاب وهاريانا إلى كاثياوار، وتجدر الإشارة إلى أنه قد تَصِل درجة الحرارة في الصيف في هذه المناطق إلى 40 درجة مئوية، أما الأمطار في هذا النوع من المناخ فتَكون شحيحة، وتَحدث بشكلٍ عام خلال موسم الرياح الموسمية الصيفية.
الرطب شبه الاستوائي
يسود المناخ الرطب شبه الاستوائي مناطق شمال الهند وشمال شرقها، وعليه فإن الصيف في هذه المناطق يكون حاراً، ويَشهد فيها شهر أيّار وحزيران أكبر ارتفاعٍ لدرجات الحرارة، بينما تَنخفض درجة الحرارة في فصل الشتاء لتصِل إلى 0 درجة مئوية، ويذكر بأنّ الأمطار تَهطل بشكلٍ رئيسي في فصل الصيف على عكس الثلوج التي تَهطل في فصل الشتاء، كما يَشهد فصل الشتاء في هذه المناطق الصقيع لعدّة أشهر.
المناخ الجبلي
تَنخفض درجة الحرارة كلما زاد ارتفاع جبال الهملايا صعوداً، ويُصاحب هذه الزيادة انخفاض درجة الحرارة بمقدار 0.6 درجة مئوية لكل 100 متر، ويترتب على ذلك وجود المناخات المختلفة بما فيها الاستوائية والتندرا، ويَسود في الجانب الشمالي لهذه الجبال جو بارد وجاف ورياح شديدة، في حين يَقل سقوط الأمطار في الجانب الضبابي للجبال على عكس المنحدرات المكشوفة التي تَشهد تَساقط غزيراً للأمطار.
