أولاد نبي الله إسماعيل
أولاد نبي الله إسماعيل
تزوّج نبيّ الله إسماعيل زوجتين، كانت الأولى من العماليق، وذُكر أن أباه أمره بتطليقها فطلّقها، ولم يُرزق منها بالولد، ثم ذُكِر أنّه تزوج السيدة بنت مضاض بن عمرو الجُرهميّ، وقيل هي الثالثة، وقد رزقه الله منها باثني عشَرَ ولدًا ذكرًا وهم: نابت، وقيذر، وإزبل، وميشى، ومسمع، وماش، ودوصا، وآرر، ويطور، ونبش، وطيما، وقيذما، كما ورزقه الله أيضاً بعدد من الإناث منهنّ ابنته نسمة.
الأنبياء من نسل إسماعيل
عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن اللهَ اصطفى كنانةَ من ولدِ إسماعيلَ، واصطفى قريشًا من كنانةَ، واصطفى من قريشٍ بني هاشمٍ، واصطفاني من بني هاشمٍ)، ولم يجعل ربنا في نسل سيدنا إسماعيل -عليه السلام- نبيًا غير محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو خلاصة الخلق.
فإسماعيل أفضل أبناء إبراهيم، وإبراهيم خيرُ نسل نوح، ونوحٌ خلاصة نسل آدم عليهِمُ السلام، فاجتمعت في نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم كل الخصال الحسنة، من شرف النبوة وعِظم النسب وحسن الأخلاق، فهو سيد ولد آدم فرعٌ طيبٌ من أصلٍ طيّب.
التعريف بنبي الله إسماعيل
هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأمّه هاجر المصرية القبطيّة، ولُقّب بالذبيح، أرسله الله تعالى إلى قومه وهم القبائل العربية، ومنهم العماليق وجُرهُم وأهل اليمن، فدعاهم إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وعبادته وحده، وأثنى الله تعالى عليه في القرآن الكريم وذكر حُسن صفاته منها: حلمه وصبره وصدقه بالوعد، والمحافظة على الصلاة، ومن نسله أتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا سابقاً.
وانتقل إبراهيم عليه السلام بأمر من الله تعالى إلى وادٍ غير ذي زرع، وهو موضع البيت الحرام، بعد ولادة إسماعيل عليه السلام، وأُمِر أن يترك هاجر وابنها في ذلك الوادي، وبمشيئة الله خرج بئر زمزم بضربات من قدمي نبي الله إسماعيل وهو يصرخ من الظمأ.
وقد شارك نبي الله إسماعيل والدَه الخليل في رفع قواعد البيت الحرام، قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقد أشار القرآن الكريم إلى موقف إسماعيل في قصة الفداء ، من خضوعه لأمر الله تعالى لتحقيق رؤية إبراهيم عليه السلام، وأن الله فداه بكبشٍ عظيم جزاء انصياعه لأمره وصبره على البلاء.
قال الله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).
ولما بلغ إسماعيل -عليه السلام- أربعين سنة اصطفاه الله نبيًا إلى قبائل العرب، فآمن به من شاء الله له أن يؤمن، وكفر من أعرض عن الحق، وتوفي إسماعيل عليه السلام بمكة، ودفن في الحِجر عند قبر أمّه هاجر.