أورام الغدة الدرقية
أورام الغدة الدرقية
تتشكّل أورام الغدة الدرقية المعروفة أيضًا بمصطلح العُقيدات (بالإنجليزية: Nodules) عندما تنمو الخلايا السليمة في الغدة الدرقية بطريقةٍ غير مُسيطر عليها، وقد تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، وممّا يُميز الورم الخبيث عن الحميد قدرته على النمو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، في حين لا ينتشر الورم الحميد رغم أنّ نموه غير طبيعي، ويجدر القول أنّ معظم أنواع عقيدات الغدة الدرقية لا تسبّب ظهور أعراض لدى المصاب، إلّا أنّها في بعض الأحيان قد تُسبّب مشكلة في البلع، أو شعورًا بامتلاء الحلق، أو بالألم أو الضغط في منطقة الحلق أو الرقبة، وفي بعض الحالات قد يُلاحظ المُصاب ظهور نتوء أو كتلة في العنق عند النظر في المرآة، وقد يُعاني أيضًا من أعراضٍ غير شائعةٍ ولا تحدث في جميع الحالات؛ كفقدان الوزن السريع غير المقصود، أو سرعة الغضب والعصبية الزائدة، أو عدم انتظام ضربات القلب، وفي هذا السّياق يُشار إلى اختلاف طبيعية الأعراض التي تترافق مع سرطان الغدة الدرقية الخبيث عن تلك المُصاحبة للحميد، إلّا أنّ تكون كتلة غير مؤلمة في الرقبة يُعتبر أكثر أعراض سرطان الدرقية شيوعاً، ومن الملاحظ أنّ العديد من الأعراض الأخرى قد تظهر بعد انتقال المرض إلى مرحلةٍ مُتقدّمة، والتي قد تتضمّن بحّة الصوت غير المُبررة والتي تستمر لأكثر من بضعة أسابيع، واستمرار التهاب الحلق أو صعوبة البلع، وظهور نتوءات في أماكنٍ مُختلفة من الرقبة، وممّا ينبغي التنويه إليه أنّ ظهور كتلة في الرقبة لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الدرقية.
في الحقيقة، لا تُعرف الأسباب الحقيقة الكامنة وراء الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، إلا أنّ هُناك عوامل مُعينة تجعل الشخص أكثر عُرضة لذلك، مع الإشارة إلى أنّ معظم حالات سرطان الغدة الدرقية لا ترتبط بوجود عوامل خطر واضحة لدى المصاب، ونذكر من أبرز عوامل خطر سرطان الغدة الدرقية ما يأتي:
- الإصابة بالمتلازمات الجينية الموروثة.
- نقص اليود .
- تعرض الرأس أو الرقبة للعلاج الإشعاعي أثناء الطفولة.
- الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25-65 عامًا.
- الأشخاص الذين عانوا سابقًا من تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Goiter).
- الأشخاص من أصولٍ آسيوية.
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الغدة الدرقية أو سرطان الغدة الدرقية.
- الجنس الأنثوي، فمن المُلاحظ أنّ النّساء أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الدرقية مُقارنةً بالرجال.
الأورام الحميدة للغدة الدرقية
كما أسلفنا سابقاً فإنّ أورام الغدة الدرقية الحميدة تنشأ عن نمو الخلايا بشكلٍ غير طبيعي دون انتشارها إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، كما أنّها لا تُهدد الحياة عادةً، وفيما يأتي بيان لأنواع الأورام الحميدة بشيءٍ من التفصيل.
عقيدات الدرقية الحميدة
تُمثل عقيدات الدرقية الحميدة (بالإنجليزية: Benign thyroid nodules) أوراماً أو كتلاً غير طبيعية تظهر في الغدة الدرقية، وتكون صلبة أو مملوءة بالسوّائل، وغالبًا لا تتسبّب بظهور أيّ علامات أو أعراض، كما أنّها لا تستلزم العلاج في العديد من الحالات، ولكن في بعض الحالات قد يؤدي زيادة حجم هذه العُقيدات إلى جعلها مرئية ويُمكن الشعور بوجودها أيضًا، وفي حال كان حجمُها كبيرًا جدًّا فقد يُسبّب ذلك صعوبةً في البلع أو التنفس، وبشكلٍ عامّ يتمّ اكتشاف عقيدات الدرقية الحميدة في أغلب الحالات أثناء إجراء الطبيب للفحص الروتيني، ونظراً لصعوبة التمييز بين عقيدات الدرقية الحميدة وسرطان الغدة الدرقية من خلال الأعراض فقط أو المظهر الخارجي للورم، فإنّ الأمر يستلزم إجراء الفحوصات اللازمة التي تُمكّن من التمييز بينهما وتشخيص الحالة بدقة، إضافةً إلى تمييز هذه الحالة عن الأنواع الأخرى من أمراض الدرقية، وقد يتضمّن ذلك إجراء اختبارات الدم للتحقق من مستويات هرمونات الغدة الدرقية والأجسام المضادة للغدة الدرقية (بالإنجليزية: Antithyroid antibodies)، وتصوير الغدّة بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، وإجراء خزعة الشفط بالإبرة الدقيقة (بالإنجليزية: Fine-needle aspiration biopsy)، ويجدر القول أنّ هناك عدة أنواع مختلفة من العقيدات الدرقية الحميدة وهي كما يأتي:
- عقيدات الغدة الدرقية مفرطة النشاط: (بالإنجليزية: Hyperfunctioning thyroid nodules)، والتي تُعرف أيضًا بالعُقيدات السامة (بالإنجليزية: Toxic nodules)، وهي أورام حميدة وليست خبيثة، وتُنتج هذه العقيدات هرمونات الغدة الدرقية بشكلٍ مستقل أيّ دون الاستجابة لآليات التغذية الراجعة التي تنظم إفراز هرمونات الدرقية في الوضع الطبيعية، ويؤدي ذلك إلى تطوّر حالة فرط نشاط الدرقية التي قد تُسبّب العديد من المشاكل؛ كارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وغيرها، وتستلزم عقيدات الغدة الدرقية مفرطة النشاط العلاج للسيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية، وقد تتطلّب بعض الحالات إخضاع الشخص للجراحة؛ تحديدًا عندما يزداد حجم تلك العقيدات بشكلٍ كبير جدًّا مُسبّبًا ضغطًا على الأجزاء المُحيطة بها في الرقبة أو الجزء العلوي من الصدر.
- الكيسات الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroid cysts)، وهي عقيدات تكون مليئة بالسوائل، وقد تحتوي مزيجاً من أجزاءٍ سائلة وصلبة فيما يُعرف بالعُقيدات المعقدة (بالإنجليزية: Complex nodule)، وحول المواد التي قد تحتويها هذه الكيسات فمنها: الدم، والحُطامات، والمواد المتبقية نتيجة تحلل الخلايا أو الدم، وقد تحتوي أيضًا على تكلّسات أو رواسب الكالسيوم، ومن الممكن أن تكون هذه الكيسات خلقيّة؛ أيّ أنّها موجودة منذ الولادة، أو قد تنشأ نتيجة التعرّض لإصابة أو التهاب مُعين، أو قد تتطور إلى جانب الأورام الحميدة أو السرطانية، وفي العادة يختلف علاج الكيسات تبعًا للحالة، فبعضُها قد يُكتفى بمراقبتها بشكلٍ مُستمر للتأكد من عدم تأثيرها في الأجزاء المجاورة لها دون اتخاذ إجراءاتٍ أخرى، بينما قد يُسبّب بعضها آلام الرقبة أو صعوبة البلع بما يستدعي إزالتها جراحياً.
- الدُراق عديد العقيدات: (بالإنجليزية: Multinodular goiter)، وتعرف كذلك بالدراق غير السام (بالإنجليزية: Nontoxic goiter)، وتتألف من العديد من العُقيدات التي تكون حميدةً في العادة، وتحتوي العقيدات على عدد كبير جداً من خلايا الدرقية الطبيعية، أو قد تحتوي مادة غروانية (بالإنجليزية: Colloid) عبارة عن مادة بروتينية تُخزّن عادةً هرمونات الغدة الدرقية داخلها، أو قد يحتوي الدراق على كِلاهما؛ أيّ مزيج من الخلايا الطبيعية والمادة الغروانية، ومن الجدير بالذكر أنّ الدراق عديد العقيدات يُعتبر شائعًا ولا يحتاج عادةً إلى عمليةٍ جراحيةٍ إلّا إذا تسبّب بمشاكل في البلع أو التنفس، أو إذا اصبح التضخم يؤثر في المظهر العامّ للشخص المُصاب بالحالة، وقد يستدعي الأمر إخضاع المُصاب إلى الجراحة إذا كانت الغدة الدرقية تنمو بسرعةٍ كبيرة أو إذا كانت العقيدة أو العُقيدات مثيرة للمخاوف، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض أنواع الدراق عديد العقيدات قد يُسبّب زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية ممّا يؤدي إلى فرط نشاطها بما يستدعي العلاج، ويُعرف حينها بالدراق عديد العقيدات السّام (بالإنجليزية: Toxic multinodular goiters) ويُعتبر أكثر شيوعًا لدى كبار السن، وقد يزداد حجم هذا النّوع من العُقيدات مُسبّبًا ضغطًا على الأجزاء المحيطة بها.
الأورام الغدية الدرقية
تُعرّف الأورام الغدية الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid adenomas) على أنّها أحد الأورام الحميدة التي تؤثر في أنسجة الغدة الدرقية الطبيعية، وممّا يُميزها أنّها تأتي بأشكالٍ مُختلفة ولا تتطلّب علاجًا ما لم تتسبّب بضغط على المناطق المحيطة بها، إذ يُكتفى بالمراقبة في العديد من حالاتها، وتُصنّف الأورام الغدية الدرقية إلى نوعين رئيسيين؛ وهما الأورام الجُريبية التي تُعتبر أكثر شيوعاً، والأورام الحليمية، ويجدر القول أن معظم الأورام الغدية تعتبر غير ضارة، إلا أنّ بعضها قد يزيد من إفراز هرمونات الدرقية بما يُسبّب فرط نشاطها، وبالتالي الحاجة للعلاجات الدوائية أو التدخلات الجراحية.
الدراق
يُعرف تضخم الغدة الدرقية أيضًا بمصطلح الدراق (بالإنجليزية: Goiter)، وقد يُعزى حدوثه إلى الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto’s Thyroiditis)، أو نقص اليود في الجسم، أو مرض غريفز (بالإنجليزية: Graves' disease)، أو سرطان الدرقية أو التهابها أو عُقيداتها، ويعدّ الدراق أكثر شيوعاً بين النساء وخاصّة قبل انقطاع الطمث، وقد يكون الدراق عرضًا لمرضٍ آخر في الغدة الدرقية يتطلب العلاج، ويجدر القول أنّ انتفاخ العنق قد يكون العَرَض الوحيد للدراق، بحيث يمكن ملاحظة الانتفاخ أو الشعور بوجود كتلة عند تحسّسها باليد في حال كان ذو حجمٍ كبير، وفي الحالات التي يكون فيها حجم التضخم كبيرًا جداً فقد يسبّب ذلك شعورًا بضيق في الحلق، أو السعال، أو مشاكل البلع أو التنفس، وفي العديد من الحالات قد يظهر الدراق لفترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ ويختفي بعدها بشكلٍ تلقائي دون اتباع أيّ علاج، وبشكلٍ عامّ لا تتطلّب هذه الحالة علاجًا طالما أنّ الغدة الدرقية تعمل بشكلٍ طبيعي ولا يُسبّب الدراق أعراضًا مزعجة أو ضغطًا على المناطق المجاورة أو فرطًا في نشاط الدرقية، أمّا إذا كانت أعراض الدراق مزعجة فقد يتم اتباع علاجات مُعينة لتقليل حجم الغدة المتضخمة وقد يستلزم الأمر إخضاع المُصاب إلى الجراحة لاستئصال جزء من الغدة الدرقية أو معظمها.
الأورام الخبيثة للغدة الدرقية
قد لا تُسبّب أورام الدرقية الخبيثة المعروفة عامّةً بسرطان الدرقية أيّ أعراض في البداية، ومع نموها فإنّها قد تُسبّب الألم والانتفاخ في الرقبة، ويجدر القول أنّ هُناك العديد من أنواع سرطان الدرقية التي تتمايز عن بعضها بنواحي عدّة؛ من بينها سرعة النمو، إذ إنّ بعضها ينمو ببطءٍ شديد والبعض الآخر قد ينتشر بسرعةٍ إلى أماكن أخرى من الجسم، ويُصنّف سرطان الدرقية إلى أنواع عديدة اعتماداً على أنواع الخلايا المُشكّلة للورم والتي يتمّ الكشف عنها عن طريق فحص عينة من أنسجة السرطان تحت المجهر، وتضمّ الأنواع الرئيسية لسرطان الدرقية ما يأتي:
سرطانات الدرقية المتمايزة
تُشبه الخلايا السرطانية المُشكّلة لسرطانات الغدة الدرقية المتمايزة (بالإنجليزية: Differentiated thyroid cancers) أنسجة الغدة الدرقية الطبيعية إلى حدٍّ ما عند رؤيتها تحت المجهر، وفقًا لدراسةٍ نشرتها وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة (بالإنجليزية: The Agency for Healthcare Research and Quality's) عام 2017م، فإنّ هذا النّوع من سرطانات الدرقية يؤثر فيما نسبته حوالي 90% من مجموع حالات سرطان الدرقية، وبالتالي فهو يُعدّ أكثر أنواع سرطانات الدرقية شيوعًا، وقد أشارت الدراسة إلى أنّ معظم حالات الإصابة به تكون في البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30-50 عامًا، ويُشار إلى أنّ ما نسبته 5% من الحالات كانت في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الدرقية، كما بيّنت الدراسة أنّ 70-80% من حالات سرطانات الدرقية المتمايزة تكون حُليمية، وما نسبته 10-15% منها تكون جريبية، وفيما يأتي بيان لكلٍّ منها:
- سرطان الغدة الدرقية الحليمي: (بالإنجليزية: Papillary thyroid cancer)، والذي يُعرف أيضًا بالسرطانة الحُليمية (بالإنجليزية: Papillary Carcinoma) أو السرطانة الغديّة الحُليمية (بالإنجليزية: Papillary adenocarcinoma)، ويعدّ النوع الأكثر شيوعًا كما أشرنا سابقًا، ويؤثر عادةً في الأشخاص دون سنّ الأربعين وبخاصّة النّساء منهم، ووفقًا لذات الدراسة التي أُشير لها سابقًا فإنّ هذا النّوع من السّرطانات يُصيب النّساء بنحو ثلاثة أضعاف الرجال، وينشأ سرطان الغدة الدرقية الحليمي من الخلايا الجُريبية التي تُنتج وتخزّن هرمونات الدرقية، وتتميّز سرطانات الدرقية الحُليمية بكونها بطيئة النمو، ويُمكن أن تتطور في أحد فصوص الغدة الدرقية أو كليهما، وقد ينتشر هذا النوع من السّرطانات ليؤثر في العقد اللمفاوية المُجاورة في الرقبة، وتشمل العلاجات التي قد يتمّ اتباعُها في هذه الحالات ما يأتي:
- الجراحة ، وذلك بإزالة جزء من الغدة الدرقية أو جميعها، وفي بعض الأحيان قد يتمّ أيضًا استئصال العقد الليمفاوية القريبة منها.
- العلاج بهرمونات الدرقية البديلة، وذلك بهدف تثبيط الغدة النخامية ومنعها من إفراز المزيد من الهرمون المنبه للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid-stimulating hormone) نظرًا لكونه قد يُحفّز تكرار الإصابة بالسرطان الحليمي.
- العلاج باليود المشع (بالإنجليزية: Radioactive iodine)، والذي يستخدم اليود لتدمير النسيج المُتبقي من الغدة الدرقية.
- سرطان الغدة الدرقية الجريبي: (بالإنجليزية: Follicular thyroid cancer)، والذي يُعرف أيضًا بالسرطانة الجريبية (بالإنجليزية: Follicular Carcinoma) أو السرطانة الغديّة الجريبية (بالإنجليزية: Follicular adenocarcinoma)، وغالبًا ما يؤثر في الأشخاص في منتصف العمر وتحديداً النّساء، وينشأ سرطان الغدة الدرقية الجريبي من الخلايا الجريبية للغدة الدرقية، ويعدّ سرطان خلايا هيرثِله (بالإنجليزية: Hurthle cell cancer) المعروف أيضًا بسرطانة الخلايا الحَمِضة (بالإنجليزية: Oxyphil cell carcinoma) نوعًا نادرًا من أنواع سرطانات الدرقية الجريبية، فوفقًا لذات الدراسة التي أشير إليها سابقًا والصادرة عن وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة فهو يُشكّل ما نسبته 3% من حالات الإصابة بسرطانات الدرقية، ويُحتمل أن يكون سرطان خلايا هيرثِله أكثر أنواع سرطانات الدرقية الجريبية عدوانيّة وهجوميّة، وفي معظم الحالات، يرتبط السرطان الجريبي بتوقّعات سيرٍ جيدةٍ للمرض رغم أنّه أكثر عدوانية مُقارنةً بالسرطان الحليمي، وممّا يُميز السرطان الجريبي أنّه لا ينتشر في العادة إلى العقد اللمفاوية القريبة، ولكن من المُحتمل أن ينتشر مؤثرًا في الأعضاء الأخرى؛ كالرئتين أو العظام بصورةٍ أكبر مُقارنةً بالنوع الحُليمي، أمّا عن العلاجات المُتبعة في حالات سرطان الدرقية الجريبي فهي ذاتها المُستخدمة في حالات الحُليمي والتي تمّ بيانُها سابقًا.
السرطانة الدرقية النخاعية
تبدأ السرطانة الدرقية النخاعية (Medullary Thyroid Carcinoma) بالتطوّر في خلايا الغدة الدرقية التي تُعرف بخلايا سي المسؤولة عن إنتاج هرمون الكالسيتونين ، ولذا فإنّ ارتفاع مستويات الكالسيتونين في الدم قد يُشير إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي في مرحلةٍ مبكرة جداً، واستنادًا إلى ذات الدراسة التي أشير إليها سابقًا والصادرة عن وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة فهو يُمثل ما نسبته 4% من حالات سرطانات الدرقية، وبالتالي فهو نوع نادر أيضًا، وغالبًا ما يُصيب الأشخاص ضمن الفئة العمرية بين 50-60 عاماً أكثر من الفئات الأخرى، وإنّ حوالي 25% من حالات الإصابة به قد تكون وراثية في حين أنّ 75% من الحالات ليست وراثية، ونظرًا لتأثير العامل الوراثي في ذلك فقد يُلجأ لإجراء اختبارات تقصّي للكشف عن وجود العوامل الجينية المُرتبطة بهذه الحالة في خلايا الدم في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا النّوع من السرطانات، ومن الجدير ذكره أن السرطانة الدرقية النخاعية تميل إلى الانتشار من خلال الجهاز اللمفاوي ومجرى الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد يشمل علاجُها ما يأتي:
- الجراحة، ويتم ذلك بإزالة الغدة الدرقية وأحيانًا العقد الليمفاوية القريبة.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاجات الموجهة؛ مثل دواء فانديتانيب (بالإنجليزية: Vandetanib).
- جراحات أو علاجات أخرى يُلجأ لها في حال انتشار السرطان.
السرطانة الدرقية الكشمية
تُعدّ السرطانة الدرقية الكشمية (Anaplastic Thyroid Carcinoma) المعروفة أيضًا بالسرطانة غير المُتمايزة (بالإنجليزية: Undifferentiated carcinoma) نوعًا نادرًا من سرطانات الغدة الدرقية، إذ تُشكّل ما نسبته 2% من سرطانات الغدة الدرقية وهو النوع الأكثر شدة، نظرًا لكونه سريع الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويُعتبر الأصعب في العلاج، ومعظم الحالات التي يتمّ تشخيصها بهذا النّوع من السرطانات تكون ممّن تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، وغالبيتهم من النّساء، ويُعتقد بأنّ السرطانة الدرقية الكشمية تتطوّر في بعض الأحيان من السرطان الحليمي أو الجُريبي، وحول تسمية هذا النّوع من السرطانات بغير المُتماير فتعود إلى كون الخلايا السرطانية المُشكّله له لا تشبه خلايا الدرقية الطبيعية، وكما أشرنا سابقًا فإنّه يُعتبر من الحالات صعبة العلاج، وعند وضع خطّة علاجية للسّيطرة عليه فإنّها قد تشمل ما يأتي:
- الجراحة، ويتمّ فيها إزالة الغدة الدرقية إذا لم ينتشر السرطان إلى مساحاتٍ واسعةٍ من الجسم.
- العلاج الكيميائي .
- العلاج الإشعاعي.
الأنواع الأقل شيوعًا من سرطانات الدرقية
تشمل الأنواع الأخرى النادرة جدًا من سرطان الغدة الدرقية نوعًا من السرطان الذي يبدأ في الخلايا المناعية للغدة الدرقية والمعروف بلمفومة الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid lymphoma)، ومن الأنواع النادرة الأخرى ساركوما الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid sarcoma)، والتي تبدأ في خلايا النسيج الضام للغدة الدرقية.